بعد ساعة، وجد نفسه في قصر ياسمين الذي ورثته عن والدها، وبينما كانت تستحم جلس على الأريكة في غرفة المعيشة وراح يفكر، لقد حاول معرفة الطريقة المناسبة التي ستمكنه من معرفة الموضوع دون أن تقاطعه ياسمين حتى العام المقبل، وبحلول نهاية الغداء كان هناك 15 فكرة تحوم في رأسه، لكنه ولحسن حظه لم يكن بحاجة لتنفيذ أي واحدة.
أخبرته ياسمين بهدوء: لقد زرت والدتي.
لم يقل ياغيز شيئاً، لم يكن لديه شيء ليقوله أساساً، لقد كانت ياسمين فتاة وحيدة، وكانت مدللة أبيها، ولم تكن قريبة أبداً من أمها، وخلال سنوات مراهقتها لطالما تشاجرت الاثنتان حول الفتيان والزواج والدراسة الجامعية، لم تكن والدتها تريد لها أن تكمل دراستها وأرادت لها أن تستقر في زواج مربح وتنجب الكثير من الأطفال، ومع أن ياسمين لم تكن طالبة نجيبة جداً، لكنها دخلت الجامعة رغم اعتراض أمها.
ابتسمت ياسمين: لم يكن لديها أي فكرة من أنا، وأعتقد أن هذ أفضل، لأنها لو عرفت من أنا وأنني لم أزرها منذ خمس سنوات، كنت سأستمع لمحاضرة طويلة تمتد خمس سنوات أخرى.
كانت فكرة الخطوبة بين دمير وياسمين راجعة لأمها، وألقت ياسمين اللوم على أمها بسبب ما حدث مع والدها، فالعيش مع امرأة مثلها يودي بأي شخص للانتحار، كما أن ياسمين لم يكن لديها أحد تشير إليه أصابع الاتهام إلا والدها، وقد كانت تحبه جداً فلم تستطع لومه، وهذا ترك أمها كبش فداء لاتهاماتها، ولهذا حين أصيبت والدتها بصدمة أفقدتها الذاكرة بعد حادث والدها، كانت نادراً ما تتحدث عنها، كما أنها لم تزرها أبداً..
سمع صوتها يقول: وأعتقد أنني.. أعتقد أني أخيراً جاهزة للمضي قُدماً.
نظر إليها ياغيز ولم يعتقد أن عليه أن يقول شيئاً، ولهذا استمع جيداً بينما تابعت: لم يكن ما حدث ذنبها، رغم أنها قد تصيب الإنسان بالذبحة القلبية، لكنها غير مسؤولة عن اكتئاب أبي او مرضه النفسي الذي أودى بحياته، أعتقد أنني أخيراً قادرة على المضي قدماً، وترك كل شيء ورائي، لكن أولاً أحتاج منك معروفاً.
سألها: ماذا؟
قالت: أن تقرأ مذكراتي.
ارتفع حاجباه فوراً: ماذا؟
ابتلعت ريقها: كما قلت لك، أن تقرأ مذكراتي.
سحب نفساً غاضباً: ياسمين هذا طلب غير معقول.. إنها خصوصيتك..
صرخت فيه: اسمع، على الرغم من أنني تجاوزت ما حدث بعد سنوات من العلاج النفسي المكثف إلا أنني غير قادرة أبداً على التفوه بما أريد لك أن تقرأه، الذكرى مؤلمة جداً، وأفضل طريقة لك لتعرفها هي أن تقرأها.
وهكذا وجد ياغيز نفسه جالساً في غرفة جلوس ياسمين، يحمل بين يديه دفتر مذكراتها، مستعداً لقراءته، وراح يتساءل عن كم الندم الذي سيشعر به بعد قراءته، لم يكن ياغيز يريد أي شيء، غير أن يخرج من بيتها ويذهب إلى بيته ويشرب حتى الثمالة.
أنت تقرأ
حُطام | BROKEN
Romanceشعر ياغيز بشيء يشبه الشفقة تجاه المرأة التي أمامه. لقد أقلقته هذه الشفقة إلى مدىً بعيد، لكن ما أثار اشمئزازه هو أنَ أحداً ما تمكن من تحطيم هازان شامكران إلى درجة جعلت من الصعب أن يتعرف عليها أحد.