24/ تشرين الأول (أوكتوبر)
استيقظت هازان من الذكرى المروعة بعد الغيبوبة الاصطناعية التي دامت أربعة أيام.
كانت في حالة فوضى، كانت يائسة، لكنها سمعت صوت ياسمين وهي تقرأ مجلة أزياء بصوت عالٍ، مقال عن تصفيف الشعر الطويل، لم تستطع هازان التحدث، لذلك تأوهت بصوت منخفض.
في لمحة عين، كانت ياسمين إلى جانبها، تصر عليها بنبرة ناعمة أن لا تتحرك أبداً، ثم سمعتها تصرخ على شخص آخر ليحضر طبيباً، اكتشفت هازان لاحقاً أن هذا الشخص من بين كل الأشخاص هو دمير.
القت هازان نظرة واحدة على وجه ياسمين المتعاطف، وفكرت في الكابوس المستمر الذي ظل يتكرر في رأسها منذ أن غابت عن الوعي أول مرة، وسرعان ما انفجرت دموعها بهستيريا.
تنحت ياسمين التي لم تكن ماهرة في التعامل مع دموع أي إنسان، ورأت هازان شخصاً آخر في مدى بصرها.
كريمة يلدز.
توقفت دموع هازان على الفور بسبب صدمة رؤيتها لطالبتها بجانب سريرها، لم يكن هناك سبب على الإطلاق لوجود السيدة كريمة هناك، لكنها جففت دموعها وطلبت منها ألا تتحرك أبداً، كان صوتها مخملياً ناعماً، ومهتماً جداً، بدا لها كصوت اهتمام الأمهات.
لم تشعر هازان أن أحداً يهتم بها ويحميها منذ زمن طويل، ولهذا استمتعت بهذا الاهتمام بصمت، لكنها لم تسمح لنفسها بالاسترخاء، ففي النهاية، هازان لم تكن ابنتها، ولا حتى صديقتها المقربة، لقد كانت مجرد معلمتها للغة الإيطالية، لم يكن هناك رابط عاطفي بينهما، ولم يكن لديها أدنى فكرة كيف عرفت السيدة كريمة بالحادث الذي أصابها، ربما ياسمين أخبرتها.
لم تهتم هازان في تلك اللحظة بمن أخبرته ياسمين، كانت ممتنة فقط لأنها ولأول مرة منذ فترة طويلة لم تشعر بالوحدة والمرارة.
لم تمكث السيدة كريمة طويلاً بعد أن استعادت هازان وعيها، وكذلك دمير، إذ أخرج الأطباء الجميع عدا ياسمين، ولم تتوقع هازان أن ترى أياً منهما مرة أخرى.
خضعت هازان لمجموعة من الاختبارات: التحدث، الإطباق على كرة بيدها المصابة، المشي باستخدام العكاز، واختبارات أخرى.
سألوها عن ما حدث، وكادت ياسمين تحطم المزهرية خلال سماعها للتفاصيل.
سألها الأطباء أسئلة عن علم الجبر، وعن الهندسة، عن السنة والشهر، وعدد من المعلومات الأخرى التي أجابت عنها هازان بمثالية.
بدا الأمر كاختبار شفهي، ورغم كل ما حدث، شعرت هازان بالارتياح لأن عقلها وذاكرتها لم يمسا، إن كل ما تملكه كان ذاكرتها.
أنت تقرأ
حُطام | BROKEN
Romanceشعر ياغيز بشيء يشبه الشفقة تجاه المرأة التي أمامه. لقد أقلقته هذه الشفقة إلى مدىً بعيد، لكن ما أثار اشمئزازه هو أنَ أحداً ما تمكن من تحطيم هازان شامكران إلى درجة جعلت من الصعب أن يتعرف عليها أحد.