النوم الذي زار هازان على الأريكة لم يزر ياغيز، ولم يكن يبدو أنه سيزوره خلال الساعات التالية قبل مغادرتهم إلى باريس..
وجد ياغيز نفسه يحدق من الباب الزجاجي الكبير نحو الخارج إلى الظلام، بينما كانت هازان مستلقية على الأريكة في نوم عميق بدا مضطرباً نوعاً ما..
ارتشف آخر ما تبقى من فنجان قهوته الثالث، ووضع الكوب على الطاولة دون وعي، مستمعاً إلى همهات هازان وهي نائمة..
لم يستطع أن يعرف إن كان ما فعله لتوه أمراً جيداً أم لا، هل كان من الجيد إخبارها عن وضع أبيه؟؟
إخبارها بكل ما يجري معه جعله يفكر في حياته كثيراً، وإن أراد أن يكون صادقاً مع نفسه فياغيز لم يتحدث عن والده مع أي أحد أبداً قبل الآن! لأنه ببساطة أراد أن ينسى حالته وحالة عائلته..
كان كل شيء فوضى بالنسبة له، وأدرك أن الأمور لن تتحسن مع مرور الوقت، ولهذا كل ما أراده هو أن يتجاهل القصة كلها، لكنه الآن بعد أن أخبرها بها، لم يعد بإمكانه تجاهل أي شيء..
لقد أرعبه ما جرى مع هازان في القصر، ومع أنه لن يعترف لها برعبه، إلا أن العواقب كانت واضحة الآن..
إلى متى يمكنهم إخفاء حالة أبيه عن العالم؟
كم عدد المواقف الصعبة التي بإمكانهم تحملها؟
من سيكون التالي في لائحة قتل محمد يلدز؟
ماذا لو كان الخدم والممرضون مهملون في بداية الحفل؟
ماذا لو استطاع والده حقاً أن يقتل هازان بتلك السكين؟ كيف سيفسرون للبلد كلها سبب موت الفتاة في قصر يلدز؟؟ وهل سيستطيعون رشوة الصحافة لإخفاء الخبر كما يفعلون دائماً؟
ماذا كانت ستفعل ياسمين دون أفضل صديقاتها؟؟
وكيف ستتعامل والدته مع شعورها بالذنب؟!
ماذا سيفعل هو إن هي........
أوقف نفسه عند هذه الفكرة، وفكر بغيرها..
كم عدد التضحيات التي عليهم تقديمها بسبب خطايا والده الطموح؟
الطموح!!
ألم تكن هذه هي الكلمة التي تسببت في مأساته؟
ألم يكن والده دائماً رجلاً طموحاً؟
وياغيز أيضاً كان كذلك، لكنه لم يسمح لنفسه أبداً أن يخرج عن المسار الصحيح من أجل تحقيق طموحاته..
تنهد ياغيز وهو يمسح وجهه بيديه، ويتذكر السنة التي ساء فيها كل شيء.. كل ما تمناه حينها هو أن يحصل على لقب آخر غير لقب يلدز..
لا شيء أكثر..
ولم تتغير هذه الأمنية كثيراً على مر السنين..
أنت تقرأ
حُطام | BROKEN
Romansaشعر ياغيز بشيء يشبه الشفقة تجاه المرأة التي أمامه. لقد أقلقته هذه الشفقة إلى مدىً بعيد، لكن ما أثار اشمئزازه هو أنَ أحداً ما تمكن من تحطيم هازان شامكران إلى درجة جعلت من الصعب أن يتعرف عليها أحد.