الكراهية أسهل

136 13 5
                                    

لساعات قضى ياغيز وقته يراجع الملفات والمشاريع والتصاميم الأخيرة استعداداً للاجتماع في اليوم التالي.. 

كان على وشك إنهاء تصاميمه الجديدة لبناء المتحف، وكان لديه الكثير من المقابلات ليجريها.. 

على الرغم من أنه قسم العمل مع زملائه الآخرين، إلا أنه لا يزال مسؤولاً عن عشرة مشاريع استطاع إنجازها في ثلاثة أشهر تقريباً..

من بين المشاريع العشرة التي أشرف عليها وشارك فيها، وافقت الوزارة على تسع منها.. 

سمع طرقات على بابه، وقال شارد الذهن: تفضل

رفع ياغيز رأسه من كومة الأوراق أمامه عندما سمع صوت السكرتيرة: سيد ياغيز؟

أجاب وهو يفرك كتفه: أجل؟

ابتسمت بهدوء: السيد جوكهان هنا لموعد الساعة الواحدة..

يا للهول! لقد نسي أمر جوكهان تماماً.. 

من الواضح أن الفتاة فهمت نظرته لأنها قالت: يمكنني تحديد موعد آخر في يوم آخر

هز ياغيز رأسه: لا بأس..

وبدأ بإزالة الملفات غير الضرورية من مكتبه.. 

منذ حادثة ضربه لسنان رأى ياغيز جوكهان عدة مرات، وفي كل المرات لم يتحدثا أبداً عن الحادث..

في الحقيقة لم يتحدثا أبداً عن أي شيء خارج العمل، وهكذا مضت أمورهما بسلام.. 

وباستثناء الحادث الغبي مع هازان كان جوكهان محترفاً وبارعاً في عمله، ورفض ياغيز أن يسمح لمشاعره الشخصية بالتدخل في عمله..

لم يكن ياغيز يتوقع أي اختلاف في تعاملهما عندما دخل جوكهان مكتبه اليوم، لهذا أشار ياغيز بأدب إلى الكرسي المقابل لمكتبه: تفضل بالجلوس.

جلس ياغيز بصمت مرتدياً ثيابه العادية، لطالما أزعجه أنه لا يلتزم ببذلة رسمية للعمل.. 

كانت نظرة غير سارّة تعتلي وجه جوكهان وهو في مكتب ياغيز، ومن الواضح أنه لم يكن راغباً في وجوده في المكان.

سمعه يقول: دعنا ننتهي من هذا الأمر يا ياغيز، سنان ينتظرني في السيارة.. 

أومأ ياغيز برأسه شارداً: حسناً، كلما بدأنا مبكراً كلما تمكنّا من الانتهاء مبكراً.. 

قال جوكهان بانزعاج: هذا أفضل ما سمعته يخرج من فمك يا ياغيز

كاد ياغيز أن يتنهد بصوتٍ عالٍ لكنه أوقف نفسه عندما تذكر أين كان ومع مَن كان..

لقد كان يومه طويلاً بالفعل، ولم يستطع أخذ استراحة للغداء، وعلى الأرجح لن يتناوله أيضاً لأن هازان مع أمه في درس اللغة الإيطالية.. 

لم يكن مزاجه مناسباً لمقابلة جوكهان أو الرد عليه بأي طريقة، لذا فتح الملف وبدأ يتأكد من أنه ملم بكل التفاصيل خلال الساعة التالية.. 

حُطام | BROKENحيث تعيش القصص. اكتشف الآن