ياغيز!
كانت الجدران تهتز، وبدا أن الأسقف العالية في قصر عائلة يلدز ستنهار في أي لحظة..
أو ربما كان هذا مجرد خيال ووهم..
مجرد أحلام راودت عقلها!
لم تكن الجدران تهتز، ولم تكن أسقف القصر ستنهار عليها لتنهي الرعب والخوف الذين اجتاحا حواسها..
ياغيز!
كانت كل عضلة في جسدها تنبض بالألم، وكان الألم حاداً أكثر في رأسها..
لقد كانت بحاجة للتصرف بسرعة لتنجو..
لكن كل ما استطاعت فعله هو الاستلقاء على الأرض وكأن صخرة تقبع فوقها..
ربما يمكن لأحد ما إنقاذها.. شخص ظلت تهمس باسمه رغم عدم قدرتها على الكلام..
ياغيز!
لقد نجح المهاجم دون شك..
لقد تغلب على جسدها الضعيف دون أن يحدث ضجة كبيرة، وجاءت ضربته قوية على مؤخرة رأسها دون رحمة..
وهكذا قبعت هازان على الأرض، تتلوى من الألم، والجدران السميكة تمتص صوت همساتها المستنجدة..
وأسوأ ما في الأمر أنها عندما حاولت أن تتدحرج لتستلقي على ظهرها شعرت بألم فظيع لا يحتمل..
أحست أنها ملصقة بالأرض، أو أنها مقيدة بحبال غير مرئية..
فكرت أن تركل مهاجمها، أو أن تلكمه، لكن بدت أي حركة بسيطة مستحيلة، لأنه في كل مرة حاولت فيها التحرك شعرت هازان وكأن عضلاتها تتمزق..
وهكذا راحت تبكي..
لقد أحست بالعجز، وكان هذا الشعور في حد ذاته تعذيباً..
حاولت أن تصرخ، لكن شيئاً ما منع فمها من الكلام.. ربما شريط لاصق..
كانت هازان عاجزة عن الدفاع عن نفسها..
ولهذا استمرت بالهمس باسمه، كأنه سيحس بها في قلبه ويهرع لإنقاذها..
ياغيز!
همس محمد وهو يقترب منها لتراه: يمكنني أن أشم رائحتك القذرة
وحينها أخيراً استطاعت هازان أن تربط الصوت المخيف بصورة شخص ما..
واتسعت عيناها!
لم يكن هذا الرجل هو نفسه محمد يلدز الذي عرفته من الصحف طوال حياتها..
لقد بدا كأنه شخص مدمن!!
كان هزيلاً تماماً، وكانت عظامه مرئية تحت جلده..
كانت عيناه بنظرتهما مطابقتان لعيني ياغيز، لكنهما كانتا بنيتان ومجوفتان وحوافهما حمراء...
لم يكن جلده شاحباً فحسب، بل يكاد يكون أبيض كالثلج، وكان كل وريد من أوردته ظاهراً أمام عينيها..
أنت تقرأ
حُطام | BROKEN
Romanceشعر ياغيز بشيء يشبه الشفقة تجاه المرأة التي أمامه. لقد أقلقته هذه الشفقة إلى مدىً بعيد، لكن ما أثار اشمئزازه هو أنَ أحداً ما تمكن من تحطيم هازان شامكران إلى درجة جعلت من الصعب أن يتعرف عليها أحد.