من زاوية عينها راقبت هازان بحذر بينما كانت الساعة فوق رأس معالجتها النفسية تقترب من الانتهاء..
لقد تبقى 14 دقيقة فقط، واعتقد أنها بكل تأكيد ستفوز في مسابقة التحديق بينهما اليوم..
في المعركة السابقة خسرت هازان، لكنها كانت عازمة على عدم خسارة هذه المعركة أيضاً.
فرغم كل شيء لم تكن هازان أبداً خاسرة!
كان هذا هو الموعد الثالث الذي حضرته، وباستثناء بعض الكلام المزعج بعد أن سألتها معالجتها النفسية إيبرو آيدن ذلك السؤال المزعج "لماذا أنتِ هنا؟"، لم تتحدث الامرأتان أكثر من جملتين هما "صباح الخير" و"أراكِ في المرة القادمة".
راقبت هازان السيدة إيبرو وهي تتحرك في كرسيها المريح وتكتب الملاحظات وهي تحدق فيها..
لم ترغب هازان في معرفة كيف استطاعت فعل هذا، لكن يبدو أنها قد تدربت عليه، إذ ربما لم تكن هازان هي الوحيد ةالتي تحدق في معالجتها أثناء جلسات العلاج النفسي..
وجدت نفسها تتساءل عن عدد قصص النجاح التي حققتها إيبرو آيدن، ربما لم يكن هناك ولا قصة نجاح!
حسناً، لقد كان هناك قصة نجاح واحدة على الأقل، قصة نجاح ياسمين.. لكن ياسمين ما زالت في طول التقدم..
لم تستطع هازان أن تتخيل أن شخصاً مسكوراً يتم إصلاحه بواسطة إيبرو آيدن، لقد كانت صغيرة، أكبر منها بخمس سنوات فقط، ولم تجعلها هذه الحقيقة قادرة على الانفتاح مع المرأة الجالسة مواجهة لها أو وضع ثقتها فيها..
الثقة!
بدا الأمر في الآونة الأخيرة وكأن كل شيء يتلخص في هذه الكلمة الصغيرة.
يبدو أن هازان وضعت ثقتها في الكثير من الأشخاص الذين لم تكن لتفكر فيهم من قبل!
تبقى 12 دقيقة..
على سبيل المثال: ياغيز يلدز..
لم تكن هازان تعرف ما الذي دفعها لتخبره بكل شيء.. لقد وبخت نفسها بمجرد أن تركته جالساً هناك بعد 15 دقيقة من الصمت..
كان الأمر وكأنها لم تستطع أن تمنع نفسها من التوقف عن الكلام بعد أن بدأت، إذ كلما تحدثت أكثر، كلما شعرت بخفة أكبر، وبدا أن الضغط على كاهلها يخف شيئاً فشيئاً..
لا.. بالطبع لم تخبره هازان بكل شيء..
لكنها الآن قدّرت وجهة نظرة ياسمين التي أخبرتها ذات أن التحدث وإخراج كل شيء أمر مريح، على الرغم من أن هازان لم تتوقع أن تختبر هذا الأمر مع ياغيز من بين كل الناس، إلا أنها شعرت بتحسن بعد المحادثة بأكملها، وألقت اللوم عليه لأنه دافع عنها، ففي النهاية هذا الدفاع، ولمرتين متتاليتين في اليوم نفسه جعلاها تكشف أوراقها..
أنت تقرأ
حُطام | BROKEN
Romanceشعر ياغيز بشيء يشبه الشفقة تجاه المرأة التي أمامه. لقد أقلقته هذه الشفقة إلى مدىً بعيد، لكن ما أثار اشمئزازه هو أنَ أحداً ما تمكن من تحطيم هازان شامكران إلى درجة جعلت من الصعب أن يتعرف عليها أحد.