عندما اقتربت هازان من الطاولة في المقهى أثناء استراحة غدائها رأت على الفور الصحفية بشرى زادة جالسة على الطاولة مع كريمة يلدز، كانت المرأتان تشربان الشاي وترفعان الكعك بهدوء ليتناولاه..
كانت فكرتها الأولى محبطة للغاية: هذا من أسوأ الأيام في حياتي..
لقد أرادت أن تبكي بسبب الظلم..
بدا وكأن كل شيء اجتمع ليستمتع بمضايقتها..
بعد عودتها إلى المنزل من إجازتها في باريس الليلة السابقة صعدت إلى السرير لتحظى بنوم هانئ، لكنها ظلت تتقلب في فراشها طوال الليل، وأخيراً في الساعة الرابع فجراً تخلت عن فكرة النوم تماماً وراحت تسير على بساطها الأزرق الصغير حتى غفت على الأريكة بعد ساعة..
حينها حلمت بابنها الصغير..
وكان هذا أفضل حلم حلمته منذ فترة طويلة..
لقد فزعت هازان حرفياً من نومها عندما همس صوت صغير وخجول: أمي..
لقد خططت أن تغلق عينيها لتريحهما للحظة واحدة.. كانت لم تنم منذ ما يزيد عن يومين..
كان جان قد خضع لجلسة سيئة من العلاج الإشعاعي وقضت هازان الليل بأكمله وهي تراقبه بينما كان ينام..
ثم ذهبت للعمل طوال اليوم، بينما قضت المربية اليوم معه وهو يتقيأ بشكل لا يمكن السيطرة عليه..
وبدلاً من أن تعود إلى منزلها للراحة، عادت هازان لتجد طفلاً محبطاً يبلغ من العمر أربع سنوات تقريباً يريد اللعب، لكنه كان متعباً للغاية بحيث لا يستطيع الحركة..
كانت المربية ستغادر في تلك الليلة بسبب حفل زفاف عليها حضوره، لذلك ألغت هازان النوم من قاموسها، على الأقل حتى يتحسن ابنها..
لم تعلم متى غفت، لكنها نهضت عن الأريكة في اللحظة التي سمعت فيها صوت جان: نعم يا عزيزي؟
همست هازان دون أن تكلف نفسها عناء إخفاء إرهاقها الشديد: هل تشعر أنك بخير؟
أومأ جان الصغير برأسه وابتسم: كل شيء أفضل..
لمعت عيناه عندما سأل بنبرة أمل: أريد قصة.. من فضلك؟
ابتسمت هازان، لقد كان جان طفلاً مهذباً كما علمته تماماً..
على الرغم من أنها أرادت أن تصعد إلى سريرها وتنام حتى الظهر إلا أنها كانت تعلم أنها لا تستطيع..
كانت الساعة السابعة والنصف مساء هي ساعة نوم جان.
كان يحب الذهاب إلى فراشه باكراً يوم الجمعة، وكان هناك روتين لهذا..
كان ينظف أسنانه، ويغسل وجهه، ويرتدي منامته المفضلة، ويبحث عن أمه..
كان دائماً متشوقاً لسماع قصة ما قبل النوم، وكانت هازان تقرأ له القصص دائماً، ولكن في أيام الجمعة كانت تحكيها دون كتاب ومع الكثير من المؤثرات الصوتية..
أنت تقرأ
حُطام | BROKEN
Romanceشعر ياغيز بشيء يشبه الشفقة تجاه المرأة التي أمامه. لقد أقلقته هذه الشفقة إلى مدىً بعيد، لكن ما أثار اشمئزازه هو أنَ أحداً ما تمكن من تحطيم هازان شامكران إلى درجة جعلت من الصعب أن يتعرف عليها أحد.