استغرق ياغيز سبع دقائق لترتيب جدوله لهذا اليوم..
استغرق سبعة عشر دقيقة لانتزاع السجائر من يد دمير وإرساله إلى المنزل مع ظرف من الحبوب المنومة.
استغرق سبعاً وعشرين دقيقة ليختلق عذراً لمغادرته من العمل باكراً.
استغرق سبعاً وثلاثين دقيقة للعثور على الشاي والبحث عن ياسمين.
استغرق سبعاً وأربعين دقيقة للوصول إلى الطابق الذي فيه غرفة هازان في المشفى.
واستغرق سبعاً وخمسين دقيقة ليطرق باب غرفة المشفى الذي كان غير مغلق بالكامل.
وعندها فقط أدرك أن ليس لديه خطة لتفسر وجوده هناك، حسناً هذا لا يهم، فقد توقع أنه حين يطل برأسه سيُقابل بسيل من الشتائم من قبل ياسمين، لكن شيئاً من هذا لم يحدث، ولهذا دخل إلى الغرفة.
لم يكن عليه أن يرى وجه ياسمين ليدرك أنها كانت مستاءة، وحقيقة أنها لم تسمعه وهو يدخل الغرفة كانت دليلاً واضحاً على مدى انزعاجها، كانت ياسمين ترتدي الملابس نفسها التي ارتدتها البارحة، وشاهدها وهي تريح يدها بشكل لطيف على جبهة هازان المغطاة بالشاش وسمعها تتمتم بصوت منخفض: اللعنة على جوكهان لتركك وحيدة. واللعنة عليكِ لوضع رقمي للاتصال في حالات الطوارئ! ما الذي كنتِ تفكرين فيه؟ أنني سأحب أن أراكِ في حالٍ كهذه؟
كانت ياسمين متعبة، وكان هناك الكثير من الأشياء التي تذكرها ياغيز وهو واقف هناك يراقب المشهد أمامه.
لقد تذكرها وهي تقول إن هازان بحاجة إلى الحماية، وأن عليه البقاء بعيداً ليتجنب الانجراف في العاصفة التي كانت حياتها، وأنّها وهازان ليستا صديقتين، لقد انهارت ادعاءاتها بسبب ما يراه أمامه الآن.. لأن عاطفة ياسمين تجاه هازان لا يمكن إنكارها.
سمع صوتها: هل تريد أن تشرح كيف وصلت إلى هنا يا ياغيز؟
كان ياغيز مندهشاً لأنها تعرفت عليه دون أن تدير ظهرها، ولهذا أبقى إجابته غامضة: لدي طرقي الخاصة.
أدارت كرسيها ونهضت بهدوء وقد فضحتها خدودها الوردية وعيونها الخالية من الكحل، لقد كانت تبكي.
ومع ذلك تظاهرت بالقوة وهي تقول: عظيم، لديك طرقك الخاصة، استخدم طرقك الخاصة لتجر مؤخرتك خارج هذا الباب!
تنهد ياغيز: وها قد عدنا إلى تقمصك لدور كلب الحراسة، لقد أصبحت هذه موضة قديمة يا ياسمين.
أخذت نفساً عميقاً كما لو كانت تحاول بجدية الامتناع عن تحطيم وجهه أو الامتناع عن البكاء، لم يعرف أيهما، وقالت: لا أستطيع تحمل هذا الآن ياغيز، كن صديقي المفضل ولا تبدأ بالشجار معي، توقف عما تخطط له، و.. و.. فقط كن صديقي المفضل.
كان لديه تحديداً 127 رداً على كلامها هذا، وبعضها كان على طرف لسانه، لكن وجه ياسمين المستنزف جعله يقمع كل هذه الردود، تباً له ولضميره، واللعنة على كلماتها المثيرة للشفقة، واللعنة على اهتمامه بياسمين.
أنت تقرأ
حُطام | BROKEN
Romanceشعر ياغيز بشيء يشبه الشفقة تجاه المرأة التي أمامه. لقد أقلقته هذه الشفقة إلى مدىً بعيد، لكن ما أثار اشمئزازه هو أنَ أحداً ما تمكن من تحطيم هازان شامكران إلى درجة جعلت من الصعب أن يتعرف عليها أحد.