كانت هازان أول من أدارت رأسها، وسمعها ياغيز تتمتم بلعنة من تحت أنفاسها، وظنّ أن جوكهان قد عاد مرة أخرى، ولهذا أدار رأسه هو أيضاً، لكنه تفاجأ برؤية إيجة.
لقد اختلطت الأمور ولم يعد هناك شيءٌ منطقي في رأيه!
لقد صُدم ياغيز لرؤيتها تماماً كما صدمت إيجة لرؤيته، ولكنه لم يظهر صدمته أبداً.
وقفت إيجة للحظات، تحدق فيهما وعيناها تندفعان ذهاباً وإياباً بينهما، ثم تباطأ سيرها في اتجاههما وأصبح الارتباك بادياً على وجهها أكثر فأكثر، هازان شامكران، وياغيز يلدز، معاً، يجلسان بجوار بعضهما، ويتحدثان بهدوء دون شتائم أو لعنات؟! هذا مستحيل! ومع ذلك، كان الأمر حقيقياً جداً.
عندما اتكأت هازان على كتفه لتساعد نفسها على الوقوف كان عليه أن يغضب منها، لكنه لم يغضب، فلقد كانت مصابة وضعيفة، لكن هذا لم يعنِ أنه أحبّ الطريقة التي أمسكت بها يدها الرقيقة بكتفه.
وقف ياغيز بعدها لأنه أحس أن الموقف سيكون متوتراً، ولم يعتقد أن بإمكانه احتمال التوتر وهو جالس.
حام التوتر بينهم كضباب بارد، وعمّ الصمت، كان الصوت الوحيد المسموع هو صوت الريح وهي تحرك شعر إيجة وشعر هازان.
وبدا الموقف لياغيز كأنه مقتبس من أفلام رعاة البقر الأمريكية القديمة، لا ينقصه إلا أن تشهر الفتاتان مسدساتٍ على بعضهما!
عادت جدران هازان الدفاعية للارتفاع بعد أن انخفضت قليلاً خلال محادثتها معه، وكان من الواضح أن هازان وإيجة لم تكونا معجبتين ببعضهما أبداً.
لقد كان على وشك أن يشهد قتالاً بين الفتيات، وراح يفكر من التي ستفوز، إن إيجة ذات بنية قوية، وصحتها بادية على وجهها، لكن هازان، حسناً، لربما كانت ضعيفة، لكن ما زال لديها ذراعها الحرة قوية، وتلك النظرة في عينيها التي يمكنها إنهاء أي حرب.
حيته إيجة: مرحباً ياغيز.
رد عليها ببرود: أهلاً إيجة.
وبتحية مختصرة خالية من المشاعر حيت إيجة هازان.
كان انعدام المشاعر على وجه هازان أمراً مثيراً للإعجاب وهي ترد تحية إيجة: هل يجب أن أستنتج أن جوكهان قد أرسلك؟
ارتجف ياغيز من نبرة هازان اللاذعة والمعتدلة في الوقت نفسه، كان لا يزال هناك دموعٌ تلتمع في عيني هازان من محادثتهما السابقة، لكنها كانت دموع أجادت هازان إخفاءها بحق.
وضعت إيجة يديها في بنطالها وقالت: لا يجدر بكِ أن تستنتجي أي شيء!
نظرت هازان بعيداً: ماذا تفعلين هنا؟
أجابت إيجة: أودّ أن أبدأ بداية جديدة.
ارتفع حاجبا هازان بسرعة أكبر من ارتفاع حاجبي ياغيز، كانت المفاجأة واضحة عليها، واحتار ياغيز لأنه لطالما ظنّ أن هازان وإيجة هما أفضل صديقتين في العالم، كان يراهما دائماً معاً.
أنت تقرأ
حُطام | BROKEN
Romantizmشعر ياغيز بشيء يشبه الشفقة تجاه المرأة التي أمامه. لقد أقلقته هذه الشفقة إلى مدىً بعيد، لكن ما أثار اشمئزازه هو أنَ أحداً ما تمكن من تحطيم هازان شامكران إلى درجة جعلت من الصعب أن يتعرف عليها أحد.