كان ياغيز بحاجة لأن يلكم أحداً ما في وجهه، أو بحاجة لمشروب قويّ جداً! مشروب يفضل أن يكون مذاقه مثل البينزين، ويحرق حلقه مثل الأسيد، وفيه ما يكفي من الكحول ليساعده على نسيان كلّ ما جرى للتو!
لكن لسوء حظ ياغيز، وبفضل دمير والأطباء في المشفى، لم يكن لديه القدرة على أي من هذا!
وبينما كان جالساً على كرسيه غير المريح في غرفة الانتظار، ومحاطاً بأطفال يصرخون، وأمهات تحدقن فيه دون خجل، والكثير الكثير من المرضى، كان ياغيز متأكداً لو أنه استطاع أن يلكم أحداً للكم كلّ من في الغرفة فقط ليهدئ أعصابه ويكتم غضبه الذي بدأ يخرج عن السيطرة..
أمسك يده بيده الأخرى ليمنع نفسه، ونقر الأرض بقدمه ليعبر عن انزعاجه، وشوه العبوس قسمات وجهه الوسيم..
في تلك اللحظة أدرك أن والدته كانت على حق عندما قالت أن الإدارك المتأخر أمر سيئ..
عند النظر إلى الساعات السابقة، أدرك ياغيز أن القرارات التي اتخذها دون تفكير قادته إلى واقعه الحالي..
كان يجب أن يكون لديه ما يكفي من العقل ليبعتد عندما سنحت له الفرصة، أو لينسحب عندما هاجمه سنان على الفور..
كان عليه أن يترك هازان ودمير وياسمين عندما خرجت كل الأمور عن السيطرة!
وقد خرجت الأمور عن السيطرة بسرعة كبيرة!
في اللحظة التي اصطدمت فيها هازان بسنان توقف الزمن بالنسبة لياغيز..
كان الأمر وكأنه خرج من جسده وشاهد الأحداث التي تلت ذلك وهو منفصل عنها..
غريزياً انطلقت يده وأمسكت هازان من خصرها لتقف على قدميها وتمنعها من السقوط.
لم يكن متأكداً ما السبب الذي دفعه للقيام بذلك!
في الحقيقة لم يكن متأكد من الأسباب التي دفعته للقيام بالكثير من الأمور هذه الليلة: الجلوس جانب هازان، التحدث معها، التصرف معها بأدب حتى عندما كانت تدفعه بعيداً عنه، الدفاع عنها أمام إيجة الغبية، والمشي إلى جانبها بدلاً من تركها خلفه لأنها كانت بطيئة نوعاً ما بسبب ساقها التي تعرج..
حدقت هازان بياغيز بدون أية تعابير تكسو وجهها للحظة واحدة فقط قبل أن تتجه عيناها نحو الرجل الذي اصطدمت به..
سنان!
اعتذرت هازان، فهي دائماً مذهبة: أعتذر....
لكن الصوت الحانق أجابها: يجب أن تعودي إلى البندقية إن لم تكوني قادرة على المشي بشكل صحيح دون الاصطدام بالآخرين!
وفجأة ظهرت ياسمين من العدم إلى جانبه: لا داعي لهذا الكلام يا سنان! لقد كانت على وشك أن تعتذر منك! لكن من الواضح أن عقلك المتكبر لا يمكنه أبداً استيعاب مفهوم الاعتذار!
أنت تقرأ
حُطام | BROKEN
Romanceشعر ياغيز بشيء يشبه الشفقة تجاه المرأة التي أمامه. لقد أقلقته هذه الشفقة إلى مدىً بعيد، لكن ما أثار اشمئزازه هو أنَ أحداً ما تمكن من تحطيم هازان شامكران إلى درجة جعلت من الصعب أن يتعرف عليها أحد.