كان عقل ياغيز غائماً بالأفكار في الوقت الذي افترقوا فيه عن هازان.
وبينما كان يحتسي الشاي في غرفة جلوسه بعد أن تركوها خارج إحدى المتاجر، راح عقله يتجول في ما حدث دون هدف، في حين كانت أمه تتحدث عن الحفلة التي سيحضرونها غداً.
" .... ستكون رائعة ...."
لقد استمع باهتمام إلى كل كلمة قالتها هازان منذ أن جلست إلى طاولتهم، محاولاً التنقيب عما أدى إلى اختفائها بين السطور.
والآن، كان متأكداً تماماً أن ليس لديه أدنى فكرة عن سبب مغادرتها، بالإضافة إلى أنهم لم يتحدثوا عن ياسمين ولا حتى سهواً، وهكذا لم يستطع ياغيز أن يعرف أين ومتى تعرفت الاثنتان على بعضهما، وقد كان متأكداً أن هازان تركت ياسمين خارج المحادثة عن قصد.
ومع ذلك، لم يكن نقص المعرفة رادعاً لياغيز أبداً، فهو في النهاية لم يتوقع منها أن تثق به لتخبره بكل شيء عنها لمجرد أنها تناولت معه ومع أمه الحلوى اللذيذة.
لا! كانت حصون هازان منيعة وعالية لدرجة ربما كان بالإمكان رؤيتها من الفضاء، لقد أحاطت نفسها جيداً، ولم يتخيل أنها ستنفتح معه خاصةً وأن أمه كانت موجودة، لقد كان من الواضح أن هازان غير مرتاحة تماماً أمامها.
لقد كانت والدته مهتمة جداً وتعاملها بعفوية غريبة جعلته هو شخصياً يشعر بالقلق، والآن، بعد ساعات من المحادثة التي جرت بينهم، كان ياغيز متفاجئاً كيف تمكن من إجراء محادثة لائقة معها.
"أعتقد أن لون فستاني الجديد هو لون هذا الصيف..."
لقد جمع بعض الأدلة اليوم عن الوقت الذي قضته في إيطاليا، حتى مع محاولاتها المستميتة لتبقى غامضة.
"أعتقد أن إقامتهم للعرس على سطح فندق أمر قديم جداً..."
إذا كان هناك شيء واحد استطاع ياغيز أن يتأكد منه اليوم، فهو أنه لا ينبغي له أن يقلل من قيمة هازان أبداً بعد اليوم، فهي لم تكن مثل الفتيات اللواتي عرفهن، وقد آلمه أن يعترف لنفسه بذلك.
لقد تضررت، ولكن الضرر لم يمنعها من أن تحافظ على ذكائها وكفائتها.
"..أعتقد أن ارتداء والدة العريس للون الأبيض غير لائق تماماً.."
رأى ياغيز في عيني هازان بعض الومضات في لحظات معينة فقط، خاصة عندما سألتها أمه إن كانت قد خططت للبقاء في إيطاليا دائماً، لقد رأى ومضات من الألم في عينيها قبل أن تسيطر على نفسها وتجيب، ومن هذه النقطة عليه أن يبدأ.
"أعتقد أن عليكَ أن تأتي لزيارتي في القصر غداً صباحاً قبل أن ننطلق إلى الحفل، هل هذا جيد يا ياغيز؟"
أجابها: أجل.
لكنه كان غائباً تماماً، واستمر عقله في التحليل والتفكير.
أنت تقرأ
حُطام | BROKEN
عاطفيةشعر ياغيز بشيء يشبه الشفقة تجاه المرأة التي أمامه. لقد أقلقته هذه الشفقة إلى مدىً بعيد، لكن ما أثار اشمئزازه هو أنَ أحداً ما تمكن من تحطيم هازان شامكران إلى درجة جعلت من الصعب أن يتعرف عليها أحد.