45. لقد كانت تعلم !!

297 30 23
                                    

رفرفت أهدابها بهدوءٍ ونعومة تشير إلى اقتراب موعد استيقاظها، وفعلا لم يدم ذلك طويلا قبل أن تفتح عينيها تتفحص الأجواء .


من الوهلة الأولى أدركت شارلوت أنّ الغرفة لا تعود لها، فاعتدلت جالسةً تحسّ بالفراش الوثير والمريح أسفلها، ويدها امتدت إلى حقلها تتلمّسه وقد شعرت به جافا مؤلما، وفي اللحظة نفسها عصفت بها الذكريات وتدفقت بسرعةٍ مخيفة .

لقد كانت غرفة الماركيز وسريره !

والآن تساءلت، متى وصلت إلى هنا ؟ ألم تكن البارحة نائمةً وهي جالسة على الأرض .. ! حين تذكرت هذا شعرت بالألم على طول عمودها الفقري وتجعدت ملامحها معبرةً بشكل أفضل .

وعندما تبحرت أكثر في ليلة أمس توصّلت إلى حقيقة أرادت تجاهلها، إلا أنّ الحمرة فضحتها وهاجمت وجنتيها حيث وعت على تلك الطريقة التي وصلت بها إلى موقعها الحالي .. لقد حملها !

تجمدت مكانها وعينيها فُتحت على وسعهما، وزادت حمرةً حالما تذكرت القبلة على جبينه، وسؤال واحد لمع في ذهنها .. هل كنتُ أنا حقا ؟؟

ثبتت نظرها على نقطةٍ وهمية، وانغمست في الذكرى والحرج تنامى في الداخل بشكلٍ لا يصدق .

أغمضت عينيها وهزت رأسها تنوي جعل ما يجول في ذهنها يتلاشى، لا يجب أن يستمر هذا !!

ما بال هذه الجرأة شارلوت ..!

خاطبت نفسها بانتحابٍ معاتبة إيّاها ، وعلى ملامحها أعلنت العزاء .

ابتسمت بحرجٍ وشهقت بعمق في محاولة بائسة للنسيان، ولكن على من تكذب ؟ ... وعادت مجدّدا للتذمر بطفولية .

الآن فقط تذكرت الماركيز والتفتت جانبًا، وما قابلها لم يكن سوى جانب السرير المعدل بشكلٍ متقن، هذا يعني أنه وضعها وغادر مباشرة .

تنهدت ولا تدري لما فعلت هذا، هل رغبت برؤيته ؟ أو أنها أرادت تفقد حاله والاطمئنان على نفسيّته ! هل أصبح وضعه أفضل ..!؟

نزعت الغطاء عنها وأحسّت أن موجةً من الهواء البارد داهمت جسدها وارتعشت تلقائيًا .

أين من الممكن أن يكون ذهب ؟؟

**

شارلوت بعد أن اغتسلت وهندمت ملابسها سارت في الرواق وقد لاحظت شيئًا ما نجح بنسبةٍ كبيرة في إشعال فتيل فضولها كما لم تتكبّد عناء إخفاء الإستغراب الذي حطّ على وجهها، لما تغزو القصر السكينة والهدوء المبالغ فيه ؟

لم تجد أحدًا لسؤاله في طريقها، الحرس غائبون بطريقة تقود للريبة، وهذا جعلها مضطرةً لقصد غرفة المعيشة أو المطبخ، أين تعتقد أنّ هناك يقبع من سوف يمد يد المساعدة نحوها .

قبل ميعاد النضوج || Before The Maturity Dateحيث تعيش القصص. اكتشف الآن