" ألكس ".
على بعد خطوات منه هتفت بحيوية، ورغم أنه سمعها بوضوح إلا أنه واصل شق دربه في تجاهل بين؛ كما لو أنه لا شيء حدث .
توقفت مستغربة مع حواجب مقطبة، وسرعان ما تأففت بضجر واستياء، ولكن هذا من وجهتها لم يعني الاستسلام، بل المثابرة والصمود ! واللذين تجليا في الهرولة وتقليص المسافة بينهما بعد أن أمسكت أطراف ثوبها ورفعته بنوع من الرقي والأنوثة .
المسافة بينهما صارت قصيرة ومع هذا كانت مصرة على مناداته بصوت ملأ الرواق، ولأن الأمر كان مزعجا فقد أجبر ألكسندر على التوقف وعدم الرضى كان ما احتل تعابيره دون أن يبقي شبرا سليما، حافظ على قساحة محياه وفي ما تلى التفت نحوها مع رأس ينخفض باحترام، وبنبرة يعلوها الجمود استفهم .
" ما الأمر ليدي ؟"
احترامه لم يعجبها، ولأنها كلاريس لم تتكبد عناء إخفاء هذا أو التظاهر بالعكس، وبصورة متذمرة ردّت .
" ليس عليك بناء جدار الرسميات بيننا، ألم تساعدني آخر مرة ؟"
إن أخبروها أنها ستقول كلاما مماثلا ذات يوم فهي ستجيب بالبتة، مستحيل وأبدا ! ولمن ؟ لمرافق الماركيز ! هذه حتما مزحة الموسم، مجرد التفكير يدفع قهقهة مجنونة لأن تفلت من بين شفتيها .
تمسّك بكياسته ونبس بثبات لا يعرف التزعزع .
" إنه البرتوكول ليدي، ولا يمكنني مخالفته لأي سبب ".
قال جادا وصارما، وصوته البارد لم يساعد في الجدال، إن طريقته في إنهاء الحوار مميزة بحق ! كاد يستدير بصدد الرحيل ولكنه توقف فجأة واسترسل بأفكار كانت وليدة اللحظة .
" وشيء آخر ليدي، اسمي يكون ألكسندر ".
غادر تاركا إياها بعون متوسعة وصدمة خفيفة تكسو ملامحها . استوعبت بعد هنيهة ولم تستطع إلا الضحك بصدمة، والتي تحولت تدريجيا إلى واحدة صادقة، بينما صدى عبارته الأخيرة واصل الرن في أذنيها .
غمغمت حالما انتهت، وبين الشتم والمدح تأرجحت !
" يا له من جلف ومخيف، لقد كدت أتجمد في مكاني بسبب برودة صوته وحسب . وشيء آخر ليدي، اسمي يكون ألكسندر ".
قلّدته في قوله بصوت غليظ، ومن ثم ابتسمت وعاودت التعليق بشيء من الإعجاب .
" ولكن لما الكذب ؟ صحيح أنه يبدو قاسيا ولئيما إلا أنه طيب القلب، علاوة على كونه ذو هيبة وكاريزما جذابة ".
فشلت في كبح ابتسامتها الصغيرة، واستمرت بمراقبة ظهره بعيون تقدح إعجابا .
" عمن تتحدثين ؟"
لاح صوت ناعم من خلفها ونجح في جرّها من دوامة أفكارها، جفلت بداية ولاشعوريا توسدت يدها صدرها؛ وسارعت تستدير، وحين علمت هوية المتحدث زفرت بارتياح .
أنت تقرأ
قبل ميعاد النضوج || Before The Maturity Date
Ficción históricaتتراءى لي تلك الذكريات البشعة نصب عيناي، وتصبح بمثابة حطب يزيد من اشتعال النار المتأجِّجة في أعماقي . هنا أين يمنح قلبي صبغة سوداء جرّاء لون دخانها القاتم، ومشاعري الدافئة التي تقبع في داخلي تغدو رمادًا تتناقله الرياح مع ذكر اسمه . نعم هذه أنا ..! م...