51. شارلوت تُسطِّر النّهاية ~

335 34 33
                                    

" أدخل .."

ما دفع الصّدمة لأن تزور كلاريس كانت هيئة ألكسندر التي أصبحت تقف أمامها، ولقد كان هو بحق دون أي تخيّل يصدر منها ! ما الذي يجري ؟

ملامحه كانت صلبة قاسية كالعادة، ولكنها تعترف داخليا أن هذا لا يزيده سوى هيبةً وكاريزما .

كادت تغرق في الحملقه به بنظراتٍ معجبة، وابتسامةٌ سعيدة كانت على وشك أن تحطّ على شفتيها لاشعوريًا، انتبهت في آخر لحظة وعجلت إلى وضع تعابير جامدة ومبهمة إلا أنها كانت توبّخ نفسها داخليًا .

اللعنة لما كان عليه أن يأتي في هذا الوقت بالتحديد ويراني بهذا الوجه المشؤوم .. ألم يكن ينبغي لي أن أضع بعض المستحضرات ؟

عبست دون أن تظهر ذلك وقد تذكّرت شارلوت التي حرصت على توصيتها مرارًا وتكرارًا للمحافظة على هذا الوجه المتعب ! هل كانت هذه الغاية المرادة ؟

إذًا شارلوت لم تكن خائنة ! ثم ما عليها سوى السّير على المخطّط الذي رسمته لها .

أدارت وجهها تصرف بصرها عنه وتظاهرت بالمطالعة رغم أنها لا تفقه حرفًا واحدا، لمّا الأمور بهذه الصعوبة في وجوده ؟ لما الكذب ..! هي لم تكن تستوعب شيئا قبل مجيئه حتّى .

" هل من خطبٍ ما ..؟"

تساءلت بجفاءٍ تتسامى في عينيها، وبضع ثوانٍ تلت كانت موّترة إلى أن صرٍح ألكسندر ببرودة صوته التي تشبه الصقيع .

" سمعت أن كلامي من ذلك اليوم أذاك بشدّة ".

هل الغرفة ازدادت برودة ؟ أم ذلك ينتج من هلوسة كلاريس التي تبدي الهدوء وفي الداخل تتأجّج النيران، ألا يمكنه أن يكون لينًا أكثر من هذا ؟ بعض الإنسانية وحسب !

" وما الذي يهمّك وأنتَ قد اعترفت بكرهكَ لي، يعني أذيّتك لشخصٍ لا تطيقه يبدو مرضيًا نوعًا ما ".

أعقبت لامبالية ولا تزال مصرة على الترفع والتظاهر بالقراءة .

في اللحظة التالية تصنّمت مكانها وهي تسمع وقع خطواته تقترب منها، بدا وكأنه يخطو على قلبها وأنفاسها أضحت ثقيلةً تكاد تُسلب منها .

لا تدري كيف ومتى، ولكن المهم يكمن في أنّ كتابها تم خطفه من بين يديها فجأةً بفظاظةٍ تثير الحنق والسّخط !

شخرت بسخرية، ورغم علمها بأن وجهها سوف ينفّر أي أحدٍ ينظر له هذه المدّة إلا إنها تجاسرت وعلقت عينيها عليه قائلة بهدوءٍ وبشيء من نفاذ الصبر المصطنع .

قبل ميعاد النضوج || Before The Maturity Dateحيث تعيش القصص. اكتشف الآن