" من تكون إيميلي ؟؟"
شارلوت تسائلت في عقلها والنظرات المستنكرة من الجميع قد زادت وساوسها وفضولها .. هل توجد ليدي بهذا الاسم في القصر ؟ ولكن لما لم تسمع عنها من قبل !
عادت إلى موضعها؛ وكل هاته الأسئلة ساهمت في تغذية أفكارها السوداء، والشرود كان عباءة تدلت على تعابيرها، وليست تعلم لما تفكر كثيرًا في هذا الموضوع، ولكنها تعترف أنه يثير ريبتها بشكل كبير جدًا .
من دون أن تعي كانت قد انعزلت ودخلت قوقعتها الخاصة، حتى أنه لم يعد في مقدورها سماع أصوات الملاعق وهي تصطدم بالصحون وتضيف بعض الحيوية على المكان الصامت بطريقةٍ مزعجة .
تركيزها بالأمر انعكس عن طريق العقدة التي استقرّت بين حواجبها، وشرودها تجلى على مقلتيها المثبتة على نقطةٍ وهمية، وبذلك ضيّعت عليها فرصة الانتباه أو الشعور بعيون فردٍ حطت عليها من بين الجالسين .
مرّت الدقائق الطويلة، وأخيرا شعرت بيد أحدهم تتوضع على كتفها وذلك كان جديرًا بسحبها من دوامة تفكيرها . جفلت وحركت حدقتيها جانبا أين أبصرت مارينيت تنظر نحوها ببعض الإهتمام، قبل أن تقول بودٍّ بينما تشير برأسها نحو طاولة الطعام .
" هيا بنا .."
شارلوت بلا إرادةٍ منها وجهت بصرها نحو ما قصدته الأخرى، وسرعان ما بلغت معنى حديثها حالما رأت الطاولة فارغة، ولم يبق سوى الخادمات أمثالها واللواتي بدأن التنظيف بالفعل .
وعت على نفسها وحينها رسمت على شفتيها ابتسامةً صغيرة مطمئنة رغم تعابيرها التي تقول العكس، ومن ثم تحرّكت تساعد البقية .
بحلول هذا الوقت كانت تسير مع مارينيت وأيديهم مشغولة بحمل الصحون المتسخة، ولكنها كانت مغيبة العقل وأفكارها ما تزال تدور حول المدعوة إيميلي .. من تكون بالضبط ؟
حين وصلت إلى المطبخ وضعت الصحون جانبًا واستندت بظهرها على طاولة العمل، وبلا قصد عادت تشخص بنظرها، ولكنها في النهاية حزمت أمرها وفارقت بين شفتيها تتلفظ بشرود .
" مارينيت ..!"
ساد الصّمت بعد أن نادت، ولم تعرف الطريقة الصحيحة لطرح السؤال، وليست متأكدة إن أصبحت تشعر بالندم .
أحست بأعين المعنية تستقر عليها بمجرد بذر حديثها، ولكنها اقتلعتها من عليها بعد بضع ثوان لم تكن قليلة؛ وذلك لأنها هي أبدت شرودها باستمرار وثغرها التزم الصمت المميت .
المثير للدهشة أن صوتا هادئا جاء من مكان قريب وقد غلب عليه اليقين، ولم يكن يعود إلّا لمارينيت التي فهمت ربما عقلية شارلوت وأدركت ما تعنيه تلك الملامح والنظرات .. لا شيء غير التفكير العميق !
أنت تقرأ
قبل ميعاد النضوج || Before The Maturity Date
Tiểu thuyết Lịch sửتتراءى لي تلك الذكريات البشعة نصب عيناي، وتصبح بمثابة حطب يزيد من اشتعال النار المتأجِّجة في أعماقي . هنا أين يمنح قلبي صبغة سوداء جرّاء لون دخانها القاتم، ومشاعري الدافئة التي تقبع في داخلي تغدو رمادًا تتناقله الرياح مع ذكر اسمه . نعم هذه أنا ..! م...