25. طفلٌ مُحبط !

587 61 47
                                    

" فليكن في علم الجميع، مدموزيل ستار من اليوم أصبحت عشيقة لي ".

ألقى الماركيز كلماته بكل برود وحزم، ومن ثم انسحب لا يلقي لردّة الآخرين اهتمامًا، ليس وكأن في مقدور أحدهم الاعتراض !

ورغم الهدوء المخيم على المكان، إلا أن الوضع مع شارلوت اختلف تماما، فالوهن الشديد تملّك ركبتيها، والسقوط كاد يصبح واقعا لولا أنها تمسكت في اللحظات الأخيرة بملابس مارينيت التي انتفضت وبعد أن استوعبت سارعت تضع يديها حولها تحاول اسنادها بكل قوة عندها . وعلى ما يبدو فالجميع لم يكن في حالة صدمة، فأنجيلا، الدوق وحتى الكونت لاحظوا ردة فعل المعنية بهذا والتي كانت تتحامل على نفسها وتوثق مشهدًا عنوانه الكفاح البائس .

فرجينيا قبضت على ثوبها تسعى جادة لاحتواء غضبها، ومفاصلها التي ابيّضت كانت تروي ذلك صامتة، أما كلاريس فقد تحمست من أجل ما سوف يحدث في الأيام القادمة والتعبير عن هذا تطلب ابتسامة، ففعلت ولم تأبه إن كان هذا واضحا .

مدام كارولين في الطرف الآخر كانت ترتعد خوفا، وفي سرها تساءلت عن السبب الذي دفع الماركيز إلى اتخاذ قرار مفاجئ كهذا، كما لو أنه ألقى به من مزاج . ولكن كيف لهذا أن يحدث ؟ حين قررت أن تسخر نفسها من أجل حماية الفتاة شاءت الأقدار أن تُرمى هذه الأخيرة في جب بلا قاع أين ستستمر في السقوط إلى مالا نهاية، ويا له من سوء حظ !

الخيبة صارت مثل رداء يتدلى عليها، والعجز كان له النصيب الأكبر من الكتلة الطرية التي تنبض في جهتها اليسرى، مع رغبتها في تقديم المساعدة والضعف الذي يستولي عليها أصبحت تعتقد أنها خذلت بيير للمرة الثانية، وهذا كان شعورًا محبطا يحصل على أنفاسها بالتدريج .

لقد أرادت قديما مساعدته ولم تستطع، والآن كذلك أرادت مساعدة شارلوت ولكنها فشلت، الأمور تسير عكس ما تريده وذلك يدعو بالفراغ والحزن ليستوطنا كيانها السقيم .

شارلوت بحلول هذا الوقت استعادت القليل من تركيزها، والحفاظ على البرتوكول كان آخر شيء تكترث له بالتأكيد، فهي بالفعل قذفته إلى زاوية مظلمة ! وحين اعتقدت أنها حصلت على بعض من الطاقة سحبت نفسها من أيدي مارينيت وخرجت تبحث عن الماركيز راغبة في الحصول على إجابات شافية دون تأخير، حتى وإن كلف هذا فضح نفسها والتصريح بأنها من طعنته فذلك لا يهم في هذا الموقف، المهم أن تعرف السبب الذي جعله يقول ما قاله، ما أمر به بالضبط .

رأته يسير على وقفته الشامخة الوقورة وكأن لا ضرّ به، وهو حقا يبهرها في كل مرة يحافظ فيها على هيبته كما لو أن حياته تعتمد على ذلك . هرولت قليلا وفي لحظة ما تجاوزته وقطعت طريقه مواجهة إياه، هذه من دون ريب كانت جرأة أخرى تبدر منها، ولكنها مع عقلها الفارغ لم تكن لتبالي بهكذا شيء، غضبها منصب على الذي يعطيها نظرات باردة ساكنة، وتشك في أن هناك ما قد يشتت فكرها ويفقدها غايتها .

قبل ميعاد النضوج || Before The Maturity Dateحيث تعيش القصص. اكتشف الآن