16. ضيفٌ خطير ..

695 80 80
                                    

مرّت نصف ساعة تقريبًا والآن رموش شارلوت بدأت تهتز بخفة، وقد كانت ثوانٍ قليلة حتى فتحت عينيها بصورةٍ ضئيلة .

الرؤية كانت ضبابيةً ولاشعوريًا أعادت غلقهما إذ كانت ما تزال تحت سيطرة النعاس راغبة بالمزيد منه، ولكن جسدها الذي يرتعش بردًا كان يعارض ذلك بأسلوبه، ولم يكن بيدها سوى أن تمدّ يدها بعشوائيةٍ تبحث عن الغطاء بعد أن استوعبت أنه لا يتوضّع قوقها .

أصابعها لامست حافته العلوية وقد أدركت أنه يقبع تحت جسدها، وكان الأمر أكثر من مجرّد سحبه بتلك السهولة، وحين بلغت ذلك جلست بغير الرضى وبالتزامن هسهست متألمة وقد سرى الألم في كتفها حالما ارتكزت عليه .. هي لا تطيق الماركيز ولكن في هذه الحالة هل يجب أن ينضم له ليو ؟

مع ذلك الألم شعرت كما لو أن الرغبة في النوم تلاشت وأعينها أصبحت شبه مفتوحة، وعندما جلست كانت تعابيرها منزعجةً ومستاءة، ويبدو أن خصلاتها الأمامية كانت الضحية عندما رفعتها بعنفٍ والغضب لسبب ما بدأ يتسلّل نحوها . تبدو الطريقة التي استيقظت بها سيئة وقد يكون ذلك المرجح حقا !

ورغم كل هذا ظلت فكرة النوم منتصرة، وفقط سحبت الغطاء وعادت تستلقي مغمضة أعينها بينما تمني نفسها بأنها تستطيع دخول عالم الخيال مجددًا .

"استيقظتِ أخيرًا .."

أعنيها فتحت على وسعها وتلك الرغبة التي ظنّتها عظيمة تلاشت بالتزامن، والحال مع قلبها لم يكن أفضل وقد شعرت وكأنه وقع من فرط الخوف، الأمر لم يكن يحتاج ذكاءً خارقا لكي تعلم أن هذا صوت الدوق، وربما هذا كان ما أرعبها أكثر من حقيقة وجود شخصٍ غريب في الغرفة !

مقلتيها دون عناءٍ سقطت عليه وهو يجلس على سريرها، والكتاب الذي بين يديه كان ينتمي لها حتما .

لقد كان يجلس مستقيم الظهر بينما يضع قدمًا على الأخرى، يبدو أنه أمضى مدّة انتظارها في قراءة الرواية بين يديه مع بروز خاتمه ذو العقيق، وتجهل إن كانت أعجبته وهو لم يرفع أعينه إلى الآن ! أو أنه فقط تخمين الأورورستقراطيين والرغبة في إضافة بعض الكاريزما .

شارلوت كانت توجه له نظراتٍ ذابلة تترقب بذره لأوّل جملة، ودواخلها كانت مهتاجة تتسائل عن سبب وجوده هنا، في غرفة خادماتٍ لا تناسب مقامه !

مع الصدمة والذعر لم تستطع النطق ولو بحرف واحد، وقد كانت فرصة الصّمت حتى يسيطر على المكان ويفرض جوا متوترًا كئيبا .

بحلول هذه الوقت تنازل الدوق ورمى بصره نحوها وتشابكت أنظارهما، إلا أنه من مجرّد لمحة أدرك أنها شاردةٌ من خلال مقلتيها الساكنتين، في هذه اللحظة بدت مثل بيير تمامًا وهو يسعى إلى تحليل الموقف وقراءته بدقة .

قبل ميعاد النضوج || Before The Maturity Dateحيث تعيش القصص. اكتشف الآن