جفونٌ رقيقة افترقت وكشفت عن عيون ضيّقة مسحوبة، ولون العسل كان مميزا ومغريا جدًا !
جسد الماركيز كان ما تقلب تاليا كرد فعلٍ طبيعي بعد الاستيقاظ؛ وتحت تأثير القليل من النعاس الباقي، وبسبب البرد عاد يشدّ الغطاء إليه، وهناك فقط لمح جسدًا يستلقي على أريكته وعلى وضعية الجنين .
الآن سُرق منه كل النعاس وعينيه فتحت على مصرعيها والاستغراب تمكّن منه .. من يكون هذا الشخص ؟؟
تطلب الأمر لحظاتٍ حتى عادت له ذكريات الليلة الماضية جميعها، حين صاح حارسه من خارج جناحه وأخبره أن مدموزيل ستار ترغب في لقاءه، ورغم أنه استغرب ذلك إلّا أنه منح موافقته في النهاية لأن الفضول كان يغزوه . لقد رفضت أن تأتي طواعية المرة السّابقة حالما ألقى أمره، والآن تأتي في وقت متأخر ! ولن يكذب إن قال أنه في من بقعةٍ ما من قلبه كان ما يزال لحوحا بشأن تلاوة عذر ما قد يجعل عباءة البراءة تتدلى عليها؛ ربما ما أخذه منها نفيس لتلك الدرجة حقا، والعزيمة التي ملأت صوتها عندما طلبت منه بهدوءٍ أن يعيدها يمكن اعتبارها دليلا .
آنذاك قال أنه إن أرادت أن تسترد ما ينتمي لها ينبغي لها أن تأتي إلى جناحه بعد منتصف الليل، ولكن ذلك الطّلب البسيط قد توارى خلفه هدفٌ في غاية الخبث، في الحقيقة لقد أراد أن تنتقل الإشاعات عن كونها خادمة وضيعة تتردّد إلى جناحه من تلقاء نفسها، وهل كان مرادها إغواءه ؟
ومن المحتمل أن هدفه نبيل بالفعل ولكنه أسمى من أن يعترف وفقط واصل التستر عنه؛ فمطلبه بأن تسرد عليه تكملة قصة الليلة الماضية قد يوحي بكونه مجرّد ضعيف لا يقوى على النوم دون ذلك، وسوف ينجح بالتأكيد في الحصول على مظهر الطفل المدلل ! وهذا حتمًا ينقص حجمه ويحتقره حتى الجحيم . إلا أنه أيضا لا ينكر أن صوتها العذب أعجبه ونال رضاه، إنه وبسهولة يجعله يغطّ في النوم العميق مع راحةٍ كبيرة لم يحظ بها منذ أمد طويل، ويجب الإقرار أن إعجابه جاء بسبب التشابه بين صوتها وصوت والدته التي كانت تغني له تهويدة لطيفة قبل نومه عندما كان صغيرًا .
في سرّه ممتن لشارلوت، ولكن كبريائه لا يسمح له بأن يظهر ذلك أو يتلو شكره علانية ! بفضلها توقفت الكوابيس التي لطالما زارته وخربت نومه، ثم إن الأرق الذي كثيرًا ما زاره اختفى كذلك .
نومٌ عميق وهانئ أصبحت عبارةً غريبة وطعمها مفقود لديه في أغلب الأحيان، ولكن الليلتين الماضيتين كانتا تحملان هذا المعنى حرفيًا، كيف أن جفونه تنسدل بخفة لاإراديًا والتعب المرافق لذيذ جدًا .
بغض النظر عن كلّ ما حدث، فهدوء شارلوت المبالغ فيه وابتعادها تمامًا عن العناد كان ما جذب انتباهه .
أنت تقرأ
قبل ميعاد النضوج || Before The Maturity Date
Historical Fictionتتراءى لي تلك الذكريات البشعة نصب عيناي، وتصبح بمثابة حطب يزيد من اشتعال النار المتأجِّجة في أعماقي . هنا أين يمنح قلبي صبغة سوداء جرّاء لون دخانها القاتم، ومشاعري الدافئة التي تقبع في داخلي تغدو رمادًا تتناقله الرياح مع ذكر اسمه . نعم هذه أنا ..! م...