49. جهلٌ ما بعده صدمة ..

319 26 27
                                    

هذه المرّة كانت شارلوت تقف على باب غرفة كلاريس، فهي تحتاج أجوبةً لكل تلك الأسئلة التي تنخر ذهنها دون رحمة، والأهم ! لما خاطرت بتهريب ليو وإيميلي ؟ تعتقد أنها تدرك السّبب فعلًا ولكنها تحتاج إلى التأكد وسماعه يتسلّل إلى مسامعها ومن ثم معرفة الدوافع وتقييمها !


طرقت الباب مرتين ولكن الصّوت لم يصدر من الجهة الأخرى وذلك أحدث في باطنها بعض الانزعاج وربما الفضول والقلق، ولم تتوانى في دفعه وإلقاء نظرةٍ تفحصيّة تجزم أن المعنية ليست هنا قبل أن تبحث في مكانٍ آخر .

من أوّل نظرةٍ لمحت جسدًا يختبئ تحت الغطاء ولا يظهر منه شيء، والمثير للإنتباه بخلاف هذا أنّ وضعيته كانت تقارب وضعية الجنين، وهو ما أثار بعض الوساوس .

تردّدت بشأن الدخول، إلّا أنها فعلت في النهاية تنادي بتوتر وبصوتٍ منخفض .

" كلاريس .."

لا تدري ما المشكلة معها وقد تمادت اليوم دون استعمال تلك الألقاب ! ولكن المهم حاليًا عندها يكمن في الحيّز الكئيب والطاقة السلبية التي تنبع من المستلقية على سريرها دون حركة .

" كلاريس ".

هتفت مرّة أخرى باسمها وقد بدأ الذعر يزحف إلى فؤادها بوحشية .

الهدوء عاد يسكن كيانها عندما رفعت المقصودة الغطّاء عنها وكشفت أخيرًا عن وجهها الحزين وعيونها الحمراء المنتفخة، وشارلوت عقدت حاجبيها بغير رضى وقد شق القلق طريقه نحوها مجددًا، لم يكن من المفترض أن تشاهد شيئًا مثل هذا !

لم تدري ماذا تفعل، نظرات كلاريس الذابلة والفاقدة للمعانها على غير العادة كان أمرًا يبدع في سرقة انتباهها والتفنن في خلق العديد من التخيّلات البائسة .

بعد التأرجح بين التقدّم وعدمه، مدّت أولى خطواتها الصّغيرة وتقدمت برويةٍ ولا يزال التردّد يستوطنها، تخاف النتائج العكسية !

جلست على طرف السرير عند أقدام كلاريس التي اعتدلت جالسةً وهيئتها كانت مبعثرةً تثير الاستغراب والتّعجب .

" هل أنتِ بخير ..؟"

قالت شارلوت بعد جهدٍ بليغ وهذا تطلب شجاعةً بحتة، وفي المقابل أغدقت الأخرى نفسها صمتًا تخلق جوا مضطربًا، ولكنها تلفظت في نهاية المطاف بصوتٍ منكسر لم يكن ينتمي لها مهما جاهدت للحصول عليه .

" أعتقد أنني كذلك ".

تلك الإجابة لم تكن المطلوبة، ليس ما يطفئ سعير قلق شارلوت المضرم في قلبها، وليس استعمال الاحتمالات على الأقل !

قبل ميعاد النضوج || Before The Maturity Dateحيث تعيش القصص. اكتشف الآن