🦋الفصل الواحد والثلاثون🦋

776 47 3
                                    

كانت تمشى وسيل من الدموع على خدها فى الطرقات لا تعرف إلى اين تذهب .. أو اين هى .. كل ما تفكر فيه هيأتهم وهم فى أحضان بعضهم .. اين الحب الذى عاشته الأيام الماضية معه .. اين العشق الذى كان يظهره فى كل موقف .. فى نظرة عينيه .. اين .. هل هذا خداع .. ولكن لما .. لما فعل هذا .. لما تقرب منى .. إذا كان مازال يحبها لماذا تركها .. لما لم يرجع لها الفترة الماضية ... اااااااااااااااه يا الله رحماك ..
فاقت من أفكارها ونظرت حولها لتعرف اين هى .. وجدت نفسها على الكورنيش .. لتذهب وتقعد على إحدى المقاعد .. وتفكر ماذا تفعل .. مازالت الدموع لا تتوقف حتى تشوشت الرؤية أمامها من كثرة البكاء .. فاقت على من تضع يدها على كتفها : انتى كويسة ..
سيدرا ببكاء وهى تنظر الى الفتاه : انا تعبت .. تعبت اوى من انى اكون استبن فى حياة الإنسان إلى بعشق التراب إلى تحت رجله .. تعبت من انى اسمع وأشوف واسكت .. تعبت انى اعدى واسامح .. تعبت انى من كتر منا مش عارفة اخاليه يحبنى ازاى ..
الفتاة بمواساه وغموض : كله بيعدى محدش عارف بكرة فيه ايه .. وبعدين هو يا ستى كله بيعدى وبيتنسى .. انسى .. محدش بيموت وجع القلب ..
سيدرا بضحكة كلها الم : بس ممكن نموت من القهرة .. نموت من حب عيشتى ليه حياتك كلها ومش لاقيه مقابل لحبك ده .. ولما الدنيا فتحت ليا ايديها ويحاول أحدها بالحضن .. قالتلى لا اقفى عندك دى مش ليكى دى لحد تانى .. اااااااه تعبت والله تعبت .. نظرت لغروب الشمس وثم نظرت فى ساعتها .. أنا اتأخرت على عيالى .. فرصة سعيدة يا قمر انى شوفتك واتكلمت معاكى .. وشكرا انك جيتى تشوفينى مالى ..
الفتاة وهى تدم يدها لها : العفو يا ..... هو اسم الجميل ايه ..
سيدرا وهى تمد يدها أيضا : سيدرا .. وانتى ..
الفتاة بمرح : اسمك حلو اووى .. أنا بقى يا ستى قمر .. تشرفت بيكى .. (( قمر بطلة رواية "" الدنجوان يتوب على يدى طفلة "".))
وودعوا بعض لعلا وعسى أن يكتب لهم الله أن يتقابلوا مرة أخرى ..
ذهبت سيدرا إلى القصر .. عندما دخلت تذكرت مدى سعادتها عندما غادرت القصر اليوم .. نظرت حولها لم تجد أحد .. لم تجده حتى ينتظرها .. لم ياتى ورائها .. إذا هى عنده بلا قيمة .. فهى ام أولاده وابنة عمه ليس إلا .. اخذت نفس طويل وذهبت ناحية غرفتها لترى أطفالها ..

قبل ساعات .. فى الشركة .
كان يقف مصدوم من ما حدث .. ظل يفكر .. هل خسرها .. هل ستبعد عنه .. لا والف لا.. نظر لتلك التى ظلت داخل احضانة .. نظر لها نظرة اول مرة تجدها فى عينيه ..
نيرة وهى تبتعد عنه وهى مصدومة من نظرته لها : يااااااه .. للدرجة دى يا الياس .. للدرجة دى معنتش شايفنى حتى .. مبقتش شايف غيرها .. ليه كده .. ثم بغضب وصوت عالى .. امال فين الحب إلى بنا .. فين العشق .. فين انتى الهوا .. انتى النفس إلى بتنفسه يا نيرة .. انتى لو ماكنتش فى حياتى أنا كان زمانى بقيت جسم من غير روح .. انتى روحى يا نيرة .. فين ده كله من النظرة إلى بتبصهالى دى ..

الياس وهو ينظر لها نفس النظرة كانت عبارة عن كره .. غضب .. اشمئزاز : انتى مش طلبتى الطلاق وخلاص كل واحد شاف حياته .. انا رجعت لمراتى وعيالى .. عيالى إلى كنت ممكن اخسرهم بسببك .. زى ما أنا هخسر حب عمرى دلوقتى بسببك .. إلى ما تعرفيهوش انها عارفة بعلاقتنا من قبل حتى ما أنا اعرفها .. عارفة أمته .. ام حياتى هنا المكتب وهى أول ما عرفت انها حامل منى جات جرى عشان تشوف ولأول مرة فرحتى بحاجة تخصها .. بس ما لقيتش .. عارفة لقت ايه .. لقت جوزها بيخونها قدام عنيا .. قوليلى بقى من صدمتها دى مش كان ممكن اخسر عيالى فيها .. أدى حاجة ..
نيرة بصدمة : انت بتقول ايه .. وكمان لسه فى حاجات .. حاجات ايه أنا مالى أنا ماخلتكش تحفة ورايا عشان تتجوزنى .. ماخلتكش تخبى عنهم جوازنا .. عشان تقول انا السبب انها كانت ممكن تسقط الجنين ..
الياس وهو يقاطعها : لا كان ممكن تسقط .. عارفة أمته .. لما اسمعنا احنا الاتنين واحنا نايمين مع بعض .. لما تسمع الكلام الى ما بين الراجل ومراته .. وانتى اكيد عارفة احنا كنا بنكون ازاى ولا كلامنا مع بعض كان ايه ..
ثم توجه ناحية النافذة ودموعه تنزل دون إرادته .. من حظى الزفت كانت بتعدى من قدام باب اوضتنا وهى تعبانة وكانت عاوزه رودى ولا سجى يساعدوها .. عارفة الواحدة بتبقى حامل فى طفل واحد بتبقى تعبانة ازاى مابالك بقى بأربعة .. كانت بتبقى تعبانة ومتعرفش حد .. كانت تستحمل الوجع والتعب ولا انها تعرف حد عشان معرفش بالصدفة .. ثم لف ونظر لها .. كانت بتسمعنا مع بعض .. انت عارفة ده كان بيعمل فيها ايه .. خطر نفسك مكانها وتخيلى بقى انك كنتى تبقى سمعانى معاها بقى ولا مع اى واحدة .. تنهد بالم .. انسى يا نيرة .. أمشى شوفى حياتك .. أحنا خلاص ماننفعش نرجع لبعض .. أنا بحبها هى .. بعشقها هى ..
نظرت له اخر نظرة حب ممكن أن تعطيها له قبل أن تذهب لأنها تعرف انها سوف تكون اخر مرة تراه فيها ثم قالت : همشى يا الياس .. وربنا يخاليكوا لبعض .. بعد اذنك ..
لم يرد عليها فذهبت هى دون أى كلمة اخرى وسيل من الدموع يجرى على وجنتيها من حب هى من اضاعته بيدها بسبب غيرتها وحفظها على سيدرا ..

من أنا يا من عشقت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن