الفصل العشرون

1.6K 33 1
                                    

رواية قلوب صعيدية الجزء الثانى
الفصل العشرون
بقلمى / هدير خليل

بعد ان غادرت ياسمين و تركت ماسه الذى قامت بارتداء سلبته جنز مخلياها لشغل علشان هى مش بتحب العفريته نزلت تحت العربيه و بتدت تشتغل و هى بتشتغل حست بحد عند العربيه فطلعت من تحتها . . لتهتف ماسه بجدية و هي تطالعه بهدوء و لامبالاه و هى تقول .
= اهلا باشمهندس فى حاجه ولا ايه ؟
ليهتف سليم بهدوء و هو يطالعها بحب و لهفه .
= عايز اتكلم معاكى ماسه .
ماسه بتطلع من العربيه و بتقف قدام سليم بثقه و برود و هي تطالعه بحدة و حائرة ماذا يريد منها و بشأن ماذا سيتكلم معها لكن ارتدت قناع الجديه و البرود و هي تحدثه . . لتردف ماسه بصرامه و هي تعتدل بوقفتها و تلف يديها تحت صدرها و هى تقول بجدية .
= بدايةً كده لما تنده لى تقولى بشمهندسه او اى حاجه بس متندهليش باسمى كده كاننا اصحاب ماشى ، اتفضل قول اللى حضرتك عايز تقوله .
ليحدق سليم بها بحب و هو يهتف بعشق و حنق من برودها و هو يقول .
= انا بحبك و مش قادر ابعد عنك اكتر من كده انتى ليه مش حاسه بي ؟ انا بعشقك و نفسى تدينى فرصه و انا هثبت ليكى حبى .
لتهتف ماسه بعصبيه و عينيها تلمع بشراسه و هى تطالعه و هى تقول .
= انت ايه . .
ليأتى يوسف من خلفها و يقطع حديثهم ، ليردف يوسف بسخريه و صوت عالي و هو يطالعها باستهزاء و وقاحه و هو يرمقهم بسخط .
= الله الله هو ده الشغل اللى بتشتغلوه و انا اقول ليه بتكونى ملهوفه على الشغل كده ؟ اتريكى مقضيها و انتى مستغفلنا يا ترى خد اللى هو عايز و اللى لسه ؟
لتصرخ ماسه في وجه يوسف بصوت جهور و هى تقول بزهول .
= انت اتجننت ايه اللى بتقوله ده ؟
ليغضب سليم  و احتقنت دماء بعروقه و انتفخت اوداجه من غضب و اصبح يفور كبركان و عيني تطلق شرارات و أصبحت قاتمه من الغضب و لم يستطع أن يسيطر على نفسه و لم تنتظر حتى هى ان تكمل حديثها فقام بضرب يوسف بوكس جامد فى وجهه بغل و غضب فهو قد أهان حبيبته و تجاوز عليها فلم يعد يرى أمامه ، لتنصعق ماسه مما حدث و تستمر بإمكانها من الخوف و الفزع و لم تعي ما يحدث و هي تحدق بهم بالعين متسعه من الصدمه تكاد تخرج من محجرهم و سليم يهدر بغضب على يوسف و هي ترتجف من المشهد و
تردف ماسه بصدمه و ذهول .
= يا نهار اسود .
ليهدر سليم بغضب و حده و هو يطالعه بشراسه و اعينه تطلق شرارات عليه تكاد تحرقه بمكانه و هو يهتف بدفاع و عشق .
= اللى بتتكلم عليها اشرف من مئة واحد زيك و تعرف لو اعترضت لها تانى و قلت عليها كلمه واحد هدفنك مكانك انت فااااهم .
ليردف يوسف بوقاحه و هو يبتسم بخبث و هو يمسك فكه بآلم و يقول .
= لا مش فاهم و انت بتدافع عليها كده ليه ؟ شكلها بسطاك اوى .
لم يتحمل سليم ما يتفوه به ذلك الاحمق على محبوبته و هجم عليه و يهتف سليم بصوت غاضب و هو يمسكه من تلابيبه و هو يصرخ به بحدة و غضب .
= اخرس يا حيوان .
كل من فى المصنع اجتمع حولهم ، فى ذلك الوقت كان ادهم و آدم و حازم كانوا فى مكتبهم و لكنهم اتجهوا الى حيث ماسه عندما استمعوا الى تلك الاصوات العاليه الذى جذبت انتباههم اما ماسه فهى لم تتحمل اكتر من كده و اغمى عليها ، فسليم رأه ذلك و جرى عليها و تلقاها قبل ما تقع على الارض لينفزع من رؤيتها هكذا ، ليتلقفها بلهفه و هو يحدق بها بخوف و قلق و اعصاب مشدودوا و يسب و يلعن فى سره ذلك اليوسف الذى اوصل معشوقته الى تلك الحاله .
ليهتف يوسف بتهكم و وقاحه ليقطع حديثه صفعه قويه على وجنتها اليمني عندكا هتف .
= مهو هو ده اللى ناقص انا رايى تخدها اى اوضه تريحوا فيها . . آه .
ليقوم آدم برفع يده و ضرب يوسف صفعة قويه و هو يهتف بغضب و عصبية .
= انت اتجننت ايه الهبل اللى بتقوله ده ؟ ازى تقول كده على بت عمك ؟ و بعدين انت ايه اللى جابك هنا اصلا ؟
ادهم نظر الى يوسف نظرات ناريه كأنه وحش يريد يفتك بها كان ماسك اعصابه بالعافيه  فكيف له أن يتطاول على صغيرته و يهينها وسط المئات من العمال و كيف يلقى اتهامات شنيعه هكذا على ابنته و هي عرضه أيضا ، و راح يفوق ماسه و هو يطالعها بقلق و حنان  و ساب آدم يتصرف مع ابنه و اخذ ابنته بين احضانه .
فى حين هتف يوسف بوقاحه و عقله مغيب نهائيا و هو ينظر لهم بسخريه و هو يقول بوقاحه .
= جيت من حظهم الاسواد علشان اشوف المصخره اللى بتعملها الهانم المحترمة مادام قدامك بتعمل كده اما من وراى دهرنا بتعمل ايه ؟
لينصعق أدهم و يصل أعلى مراحل غضبه و لم يعد يتحمل ما يتفوه بذلك الغبى فترك أدهم ابنته على احد الكراسى الذى جلها له احد العمال و اتجه له و قام بصفعه بقوة و هو يهتف بجنون و غضب .
= انت شكلك جرى لمخك حاجه .
فى ذلم الوقت بدأت ماسه ان تفوق و هي تتاوه بألم من راسها و لم تعي أين هي ؟ أو ماذا حدث الا عندما وصل لمسامعها صوت يوسف الكائن إلى اني الذي لم تتعرف عليه قبلا . . ليهتف يوسف بعصبيه و نبرة شيطانيه و هو يقول .
= بتضربنى يا عمى علشان بدافع على عارضك اللى بنتك مرمضته فى الارض قدامك و انتوا عملين مش شايفين .
ليقف سليم و هو يقوم بمسند ماسه و هو يهتف بصدق و هدوء و هو يطالع أدهم و يقول .
= و الله يا بشمهندس محصلش حاجه بينا علشان يعمل كده احنا كنا بنتكلم بس .
ليهتف يوسف بسخريه و هو يطالع سليم و ماسه من أسفل لأعلى بتهكم و احتقار و هو يقول .
= اه فعلا بتتكلموا فى الحب و المصخره و ازى هتثبت لها حبك كده صح .
ثم اكمل يوسف حديثه و هو يقول بجدية و سخط .
= عمى احنا لازم نلم الفضيحه اللى هى عملتها و انا اللى هعمل كده انا هتجوزها و هلمها .
لينظر له حازم بذهول و هو يهتف باستغراب و امتعاض و هو لا يصدق ما يتفوه به و قال .
= انت ايه الهبل اللى بتقوله ده هى فين الفضيح اللى بتتكلم عليها مهندس بيكلم مهندسة معاه فى الشغل و كل اللى هنا عرفين اخلاق الاتنين انسى الهبل اللى بتقوله ده و يالا امشى كفايه الفضايح اللى عملتها لغاية دلوقتى و فرجة عليا الناس .
ماسه كانت مصدومه من اللى بيعمله يوسف و تغير فى تصرفاته و ازى الشخص الواحيد اللى حبته يقول عليها كده ولا هى دى الطريقة اللى كانت مستنياها علشان يعترف ليها بحبه و يتجوزها و صدمة اكتر ، عندما تحدث والدها و هو يهتف أدهم ادهم بغموض و هو يومأ برأسه بالموافقه و هو يقول .
= عندك حق يا يوسف احنا لازم نلم الفضايح اللى حصلت دى .
لينظر له يوسف بابتسامه خبيثه و هو يردف بمكر و وقاحه .
= صح يا عمى و انا مستعد اصلح غلطها و اتجوزها اهو انا اولى من الغريب .
ماسه نظرت لوالدها بصدمه هل والدها صدق حديث ذلك المعتوه ؟ الى هذه الدرجه لا يثق بها اما سليم فكان لينظر لهم بغضب و ذهول و هو يردف بصدمه من جنونه و مواقفه أدهم له و بداخله بركان يغلي من غضبه و غيرته عليها
= غلطة ايه اللى تصلحها انت مجنون يا بشمهندس متصدقهوش و الله ما حصل بينا حاجه من اللى بيقوله ده هو انا اللى هقولك على اخلاق بنتك برضوه .
لينظر لهم ادهم بهدوء و هو يهتف بمكر و جديه و هو يقول .
= علشان عارف بنتى كويس الموضوع ده لازم يتلم .
ليصدم سليم و يشعر بألم فى قلبه و غضب و غيرة و مشاعر مختلطه ليهتف بحنق و غيرة و هو يقول .
= يا بشمهندس انا . .
ليقطع أدهم حديثه و هو هتف بحدة و هو يقول .
= خلاص يا سليم لو سمحت .
شعر سليم بانفاسه تسلب منه كيف يطلب منه ان يصمت و هو يراه امام عينه معشوقته تذهب الى غيره ، و كل هذا لما بسبب تسرعه و رغبته فى الحديث معها و معرفت ما تشعره به اتجهه ، فقام بدون ان يشعر بالقائها فى حضن غيره ، يشعر برغبه ملحه ان يخطفها من امام الجميع و يهرب بها ، و لكنه لم يستطيع فنظر الى أدهم برجاء صامت و هو يشعر بنغصه فى عينيه و رغبه ملحه لديه ان يبكى و يطلق النعنان لدموعه بالهبوط فى صمت .
طلب أدهم من سليم أن يصمت الذى شعر ان انفاسه تسلب منه عندما قال له ذلك ، فأنزل سليم رأسه و هو ينظر أرضا يبعد عينه عنهم حتى لا يروا تلك الدموع التى اجتمعت فى عينه ، لشعوره بالخسره و ليس اى خسارة فقد خسر نبضات قلبه و عشقه بسبب تهوره فى ان يبوح لها بعشقه الذى يكتمه داخل ثنيا قلبها من الواهله الاول الذى وقعت عينه عليها ، نظر له أدهم عندما لحظ حالة سليم ، ليهتف ادهم بمكر و دهاء و هو ينظر الى سليم بحب و تفهم و هو يقول .
= خلص يا سليم ما هو انت مش هتفضلوا مخطوبين كده كتير . . بعد اللى اتقال ده احنا بعد اسبوعين كده هتكتب كتابك عليها علشان بعد كده لو حد شافكم واقفين مع بعض ميتكلمش نص كلمه عليك ولا عليها بعد كده .
ليهتف سليم بصدمه و فرحه و عدم تصديق  و عينيه تلمع من سعاده فهو لا يصدق ما سمعه و قلبه ينبض بجنون و فرح و يقول .
= هااا انت قولت ايه انا هتجوز ماسه بعد اسبوعين احلف .
ليردف ادهم  بقله حيله مصطعنه و استفزاز الى سليم و هو يطالعه بمكر و يقول .
= ايه يا سليم لو مش عايز تكمل معاها بعد اللى قاله يوسف محدش هيقدر يمنعك .
ليهرول سليم الى أدهم و يتشبث به و هو يحضن ادهم و يقوم بتقبيله و هو يردف بسعاده و حب و حماس و هو يقول .
= ده انا مصدقة انك وافقت اخيرا .
سليم كان فرحان جدا و يشعر ان قلبه ينبض بالقوه من سعادته و يكاد ان يخترق قفصه صدري فهو لا يصدق ما سمعه من ادهم فهل عشق حياته ستكون ملكه فما اسعده الان و هو يعر انه يحلق كطائر الفنييق بالسماء من فرط سعادته لقرب امتلاكه الى محبوبته و وجودها بقربه ، و لكنه عندما نظر الى ماسه ليراه سعادتها او حتى خجلها من هذه الاخر ، و لكنه تفاجأ به و هو يراه دموعها الذى تهبط فى صمت ، فشعر بألم يمزق نياط قلبه من تلك الدموع الذى تنزل على قلبه من النيران تحرقه ، فهو لا يقدر على رؤيه دموعها الذى تجرح رجولته بنزولها و تالمه ، فلم يستطع أن يمسك نفسه فراح يمسح ليها دموعها بحنان و حب و هو ينظر لها باطمئنان و حنان و هو يهتف لها سليم  بحب و حنان و ينهي حديثه بحده و شراسه .
= خلص متزعليش انتى متعرفيش دموعك دى غالى عليا ازى لو انتى مش موافقه مفيش حاجه هتم من غير رضاكى . . و متخفيش محدش فى البلد دى كلها هيقدر يقول عليكى نص كلمه و اللى هيقول عليكى حاجه انا هدفنه فى مكانه قبل ما يكمل كلامه ماشى .
ليبتسم ادهم و هو يطالعهم فهو يعلم أن سليم راجل يتحمل المسؤولية و يعشق ابنته و أنه لن يامن عليها الا معه فهو يشبهه بصفاته و أفعاله كثيره و تمنى أن يجد شخص مثله لابنته او حتى ان يصبح يوسف مثله فهو كان يعلم لمن يميل قلب ابنته لذلك لم يستطيع ان يقبل بسليم لابنته فى بدأ الأمر ختى لا يظلمه ولا يظلم ابنته ، هتف أدهم بهدوء و عتاب و هو يوجه حديثه الى سليم الذى مازال يقف على مقربه من ماسه يدعمها بابتسامه حنونه محبه ، ليقول أدهم ببعض الضيق من هذا القرب فهو فى النهايه يغار على ابنته .
= سليم ميصحش اللى بتعمله ده لما تبقى مراتك يبقى اعمل اللى انت عايزه .
ليهتف سليم بطاعه و جدية و هو يقول باعتذار و اسف .
= ماشى يا عمى انا اسف مقدرتش امسك نفسى من الفرحه ، بس الاول ماسه لازم ترتاح بعدين تاخد رايها علشان مفيش حاجه هتتعمل غير برضاها و لو هى رفضت انا هرجع القاهرة علشان مسببش لها اى مشاكل بوجود .
هتف سليم بتلك الكلمات و هو يبدل نظراته بين أدهم و ماسه الذى يشبع عينه من ملامحها الذى يعشقها ، لتصدمهم ماسه بموافقتها الا أدهم فهو الوحيد الذى يعلم لما وافقت ابنته على هذا الامر ، لكنها لن تندم و هو واثق من هذا بل ستشكره كثيرا لذلك لن يجادلها فى تلك الموافقه فهى من حقها ان تعيش حياتها مع شخص يحبها بل يعشقها و يجعلها ملكه على عرش قلبه كما جعلها هو أميرة فى بيته .
هتفت ماسه بهدوء و عيون ضبابيه بسبب دموعها التى مازالت تنهمر فى صمت مثل حبات المطر .
= انا موافقه .
ليهتفوا يوسف و سليم بصدمه و هما يطالعها بذهول مما تفوهت به .
= نععععععم .
هتفوا الاثنين بصدمه لا يصدقوا ما تفوهت به  ماسه ، فيوسف لم يصدق ما سمعه و صعق بشده من موافقتها لعلمه انها تحبه بل تعشقه و أنها لن تقبل بغيره و تظل له فكيف ذلك ؟ هو لا يحبها ولا يبادلها اى مشاعر و لكن لا يعلم لما يشعر بنغصه فى قلبه عندما سمع موافقتها ، أما سليم فهو صدم بشده و لم يستوعب ما تفوهت به و أنها وافقت به اخيرا ، فهو يعلم أنها لا تكن له مشاعر و منذ قليل كانت توبخه و لولا تدخل يوسف لكانت فتكت به و رفضته علنا و هى تصىخ بها بوجهه ، لكنه الان مصدوم و مزهول ، هو يريدها ملكه لكن بأرداتها و ليس اجبارا و ليس بسبب الظروف ، لكنه سعيد انها ستكون له وحده و بجواره ، أما هي لا تعلم كيف خرجت من فمها تلك الموافقه هل كانت ترد الصفعه الى يوسف ام انها صدقت أدهم و رأت يوسف على حقيقته ام انها تريد التخلص من هذا الموقف، ام رأته زوجا مناسبا يعشقها و يهيم بها اكثر مما يهيم ابيها لوالدتها الكثير من التسألات لتقرر التجربه لعلها تكتشف انها لا تحب يوسف و تقع بعشق سليم و يشيبون و يصبحون اجداد و يكبرون معا ليروا قصتهم لاحفادهم و هو يحتضنها لصدره و قلبه بحب و حنان .
يا ترى ايه هيحصل مع ماسه و سليم و يوسف ؟
يا ترى ماسه هتقبل فعلا تجوز سليم ولا ايه هيحصل ؟
يا ترى ايه هيحصل تانى مع ابطالنا ؟ 
انتظروا الفصل اللى جاى و ما خفى كان اعظم . 
ياريت يبقى فى تشجيع اكتر من كده و لو الروايه عجبكم ياريت تقولوا علشان كلامكم يفرق معايه و اتمنى تشجعوا و تقولوا رأيكم فى الأحداث . 
               يتبع .
         ***********

رواية الضلع المائل "قلوب صعيدية الجزء الثانى سابقا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن