الفصل الرابع والثلاثون

7.6K 173 12
                                    

         الفصل الرابع والثلاثون
           بقلمى / هدير خليل

لقد مرت باقى الأيام بدون جديد ومر على خروج ليث من البيت شهر ولكن هذا لا يعنى أن أدهم لا يعرف عنه شئ بل هو كان يتابع أخباره من عباس الذى أولاه أمر مرقبته... أما يوسف فمازال حتى هذا اللحظة مختفى ولا يعلموا أين يوجد؟ لذلك لم يستطيع آدم أن يهدأ زوجته ليلى ولا حتى نفسه فهم يشعرون أنهم سوف يموتوا من الخوف والقلق عليه... أما سارة فحالتها لم تختلف عن ليلى بسبب قلقها هى الأخر على ابنها ليث وابن أخيها يوسف... أما ماسه فسليم يحاول أن يتقرب منها ويظهر لها حبه مما جعلها تبدأ أن تتعود عليه و على اهتمامه بها و وجوده فى حياتها... بينما أوس ومهره فالحياة بينهم بارده جدا و الذى زاد الأمر سوء هو رجوع أوس لحياته السابقه من سهرات مع أصدقائه وبالطبع حياته لم تخلوا من البنات... أما ياسمين التى بدأت تشعر بالضيق من تعامل حمزه مع فريده وتجاهله التام لها... بينما محمد وياسين عايشين حياتهم ما بين الهزار والجامعة.
هتف حمزه وهى ينظر إلى والدته.
= ماما ممكن يا حبيبتى تجهزي لى شنطتى على ما ارجع.
ردت لبنى باستفهام.
= هى اجازتك خلاص خلصت.
اجابها حمزه وهو يتناول تفاحة من طبق الفاكهة.
= اممم أيوه هرجع أنا وفريده النهارده هوصلها جامعتها بعدين هروح شغلى.
فى هذه اللحظة كانت ياسمين تهبط إلى أسفل واستمعت إلى حديث حمزه مما زاد ضيقها لتهتف بغيظ.
= و ليه تأخدها معاك ما تروح لواحدها ولا تغور فى داهيه تاخدها.
نظر لها ببرود وهو يرد بصرامه.
= اولا انا مقدرش اسيبها ترجع لواحده عشان أنا اللى جبتها ثانيا هى بنت عمى يعنى مستحيل لو كنتى أنتى أو ماسه مكانها اسيبكم تروحوا لواحدك ثالثا دى حاجه تخصنى فأحسنلك متدخليش فيها رابعا لو نسيه هى تبقى اختك يعنى المفروض تخافى عليها.
نظرت له ياسمين بضيق قائلة بغضب أعمى.
= اعمل اللى انت عايز فى داهيه انتم الاتنين.
صاح بها حمزه بعصبيه.
= ياسمين
تدخلت والدة حمزه (لبنى) بينهم هاتفه بحده.
= خلاص انتم الاتنين احترموا وجودى حتى ايه هتضربها؟؟
رد حمزه بضيق.
= انتى مش شايفه اسلوبها؟؟
صاحت ياسمين بغباء وغيظ.
= ماله اسلوبى ولا لأزم اكون مايصه علشان يعجبك اسلوبى؟
صدم حمزه من حديثها ليصيح بها بغضب وهو يتقدم خطوة منها.
= نعععم!! بت انتى شاربه ايه على الصبح؟؟ ما تتظبطى بدل ما اجى اعدلك.
لم تبالى ياسمين لنظراته المحذرة والتى تشتعل من شرارات الغضب.
= تعالى ورينى هتعمل ايه؟؟ انت اصلا بؤق على الفاضى.
لم يستطيع حمزه أن يسيطر على غضبه أكثر من ذلك أمام اسلوبها المستفذ وأمسك بوسادة والقاها عليها بغضب.
= طيب غورى من وشى بدل ما اوريكى مين اللى بؤق على الفاضى؟!
صرخت ياسمين بغضب وهى تكاد أن تهجم عليه.
= أنا ه.......
صاحت لبنى بحده وصرامه.
= بسسسسسس ايه شغل العيال صغيره ده؟
رد كلاهما بتزمر فى نفس الوقت.
= هى / هو السبب
امسكت لبنى رأسها منهم وهتفت بتعب.
= بس كل واحد فيكم يروح يشوف ايه وراه؟ وبطلوا شغل العيال ده.
نفذ ما قالت وغادروا بدون أن يلتفتوا لبعضهم لتتمتم لبنى وهى تضرب كف على الأخر.
= والله مجانين.
وجدت حازم يضع يده على كتفها وهو يقول.
= مالها حبيبتى بتكلم نفسها ؟؟ مين مزعل قمرى؟؟
نظرت له لبنى بحب وهى تجيبه.
= حمزه وياسمين صدعونى عملين زى ناقر و نقير مش عارف ايه غير حمزه مع ياسمين كده؟؟ ده كان ميقبلش عليها الهواء... دلوقتى هما الاتنين بيعمل كل حاجه علشان يضيقوا بعض.
ضحك حازم قائلا.
= هههههه هو كده الحب عندنا.. سيبك منهم وقوليلى ايه الحلوه دى كلها؟؟
هتفت لبنى بتحذير وصرامه.
= حازم اتلم احنا فى الصاله وبعدين تعالى هنا على أساس انى كنت وحشه قبل كده.
انزل حازم يده عن كتفها ونظر لها بحاجب مرفوع.
= هو أنا امتى قولت كده؟؟ قال وتعيب على ياسمين انا اللى غلطان اصلا انى عبرتك اما اروح اشوف شغلى احسن نسوان اخر زمن ولا عجبها الدلع ولا عجبها النكد.
تركها وغادر فصاحت بضيق.
= ماشى يا حازم ماشى
على الجانب الأخر عند ليث وفيروز... لقد وصلوا إلى القاهرة وبقيوا فى شقة أدهم وآدم والذى قاموا بتوريثها إلى ابنائهم حتى يبقوا بها عندما يذهبون إلى القاهرة.. أما حمزه فقد أعطاه والده شقته الذى قد اشتراها له جده من زمان.
عاد ليث من عمله بعد مرور يومين من وصوله لأن اجازته قد انتهت وكان تعامله مع فيروز عادى جدا حيث كان الكلام بينهم فى حدود العادى فقد مر عليهم شهر وهم على هذا الوضع حتى جاء يوم كان عند ليث مهمه فى العمل وهى القبض على تجار سلاح وكان حمزه هو الأخر قد عاد وشارك مع ليث فى هذه المهمة.
= أنا احتمل اتاخر النهارده فخلى بالك من نفسك.
كشرت فيروز بين حاجبيها باستغراب قائلة.
= هتتاخر ليه؟؟ هتروح فين؟؟
رد ليث باقتضاب وهو يغادر.
= عندى مهمة يبقى اقفلى الباب كويس سلام.
تمتمت بخفوت.
= مع السلامة.
لقد ظلت فيروز مستيقظه تنتظر عودة ليث فقد انتصف الليل وهو لم يعد إلى الآن لتمر ساعات اخرى بدون أن يعود لتسقط فى النوم بدون شعور وهى جالسه فى مكانها تنتظر عودته، لتستيقظ على أذان الفجر لتنهض وأخذت تبحث عن ليث فى الشقة ولكنها لم تجده فعلمت أن لم يعد بعد استمعت أقامت الصلاة فاتجهت لتصلى الفجر وبعد أن انتهت قامت بالاتصال ب ليث أكثر من مرة ولكن لم تحصل على أى رد منه لتزفر انفاسها بضيق وهى تعاود الأتصال به مرة أخرى ليرد عليها.
= ايوه يا ليث انت فين؟؟ اتاخرت كده ليه؟؟
حمحم حمزه وهو يجيبها.
= احم انا مش ليث انا حمزه... ليث اتصاب وهو فى المستشفى دلوقتى انا قولت اطمنك عليه بدل ما تقلقى.
هتف بلهفه.
= هو فى مستشفى ايه؟؟ انا جايه له.
رد حمزه بصرامه.
= تاجى فين؟؟ لا طبعا انتى تعرفى الساعة كام دلوقتى؟؟ استنى لما يطلع الصبح وأنا هاجى اخدك غير كده متفكريش تطلعى من البيت تمام.
لم ترد عليه فيروز وأغلقت الاتصال فى وجهه لينظر حمزه إلى الهاتف بصدمه.
= الله هو فى ايه؟؟ هو مفيش ست اكلمها تسمع الكلام؟؟
لقد مرت الساعات واشرق الصبح ليذهب حمزه إلى منزل ليث حتى يحضر فيروز كما وعدها فقام بالاتصال بها من هاتف ليث الذى مازال بحوذته وبعدها قام بالاتصال بوالده يخبره بأصابة ليث فى كتفه وأثناء المكالمة كان حازم يجلس برفقة العائلة يتناولون الأفطار فسمع الجميع ما دار بين حازم وحمزه لتصرخ سارة بفزع وخوف على ابنها لتنهض تركض على السلم وهى تهتف بتعجل.
= ااااابنى... أدهم أنا عايزه اروح اطمن عليه يلا انا هروح البس بسرعة تكون جهزت بسرعة.
لم تتأخر سارة وخلال عشر دقائق كانت قد ابدلت ملابسها وتجهزت ولكن عندما نزلت وجدت أدهم مازال كما هو جالس بهدوء يتناول فطاره، لتغمغم سارة ببكاء.
= يلا يا أدهم بسرعة أنت ليه لسه قعد؟؟
ماسة هى الأخر كانت قد ابدلت ملابسها وتشارك والدتها البكاء بخوف على أخيها وعندما وجدت والدها لم يرد على والدتها غمغمت برجاء.
= بابااا..
نهض أدهم وجمع متعلقاته وتحرك ليغادر وهو يهتف بصرامه.
= محدش هيروح فى حته.
جرت سارة لتلحق به وأمسكته من ذراعه وهى تغمغم ببكاء ورجاء.
= لا يا أدهم أنا هاجى معاك اطمن على ابنى.
نظر لها أدهم قائلا.
= لا أنتى ولا أنا هنروح نشوفه مفهوم.
هتفت برجاء وهى تتمسك بذراعه أكثر ودموعها تغرق وجنتها.
= ليه يا أدهم؟؟ أنا عارفه أنه غلطان بس علشان خاطرى اطمن عليه بس بعدين نمشى ومش هعترض بس اشوفه قدام عنيه أنه كويس.
زفر أدهم أنفاسه بضيق وهو يردف بصرامه.
= خلصنا خلاص أنا قولت محدش هيروح... أنا مخلفتش غير ولدين و بنت  كان عندى تالت ومات.
شهقت سارة بفزع من حديثه الذى مزق قلبها تهتف بلهفه.
= بعد الشر عليه؟؟ أنت ايه اللى بتقوله ده؟؟ ايه حصل يعنى لكل القسوة دى؟؟ هو اول واحد يتخانق مع أهله ولا كل واحد اتخانق مع أهلهيرموه ويقولوا عليه انه بعد الشر مات... أنا ابنى عايش وربنا يحميه لشبابه أنا مش عارفه أنت مالك بس أنا بقولك أنى هتصل بيه اطمن عليه لغاية ما تهدى وتخلينى اشوفه هنا قدام عنياه وتجيبه لى.
تركته سارة وكان الجميع مصدوم من رد فعل أدهم هو لم يكن قاسي القلب من قبل فلما الآن يقسوا على ابنه هكذا... فعلت سارة ما قالته وقامت بالاتصال ب ليث وتحدثت معه واطمئنت عليه وبعدها ذهبت لتصلى وتدعوا ربها أن يحمى لها أبنائها ويهدى زوجها ويعودوا عائلة واحدة مثلما كانوا من قبل.
على الجانب الأخر عند أدهم الذى اتجه إلى المصنع ليباشر عمله ليجد آدم يقف أمامه يهتف بتعجب.
= فى ايه يا أدهم؟؟ متقوليش أنه بسبب كلام ليث.. عشان أنا عارفك كويس استحاله ترمى ابنك علشان كلمتين هبل قالهم ساعة غضب فى ايه يا ادهم أنت مخبيى ايه علينا.
تهرب أدهم من عينه وكان سوف ينكر الأمر ليتفهم آدم ما يجول فى خاطره ويكمل حديثه بجديه.
= ما تقوليش مفيش مهما تقول مش هصدقك فمن الأخر كده ريح نفسك وريحنى وقولى فى ايه؟؟
تنهد أدهم بتعب وهو يدلك جبينه قائلا.
= ليث فى حد عايز يقتله.
هتف آدم بصدمة.
= ايه؟؟ مين ده؟؟ وأنت عرفت منين؟؟ وبتعمل كده ليه؟؟ أنا مش فاهم حاجه!!
رد أدهم بضيق.
= أنا معرفش لسه هو مين؟؟ وبعمل كده عشان اعرف هو مين؟؟ أنا خليت عباس يتابع ليث ويحميه عشان أكيد اللى عايز يموته لما يلقى أن مفيش حد مع ليث هيظهر نفسه.
هتف آدم باستفهام.
= طيب ايه دخل ده بأنك رفض أن حد فينا يروح لليث.
رد أدهم بشرود.
= علشان يحس فعلا اننا خلاص رميناه... تعرف ان ليث الرصاصه اللى خدها مش رصاصه من الناس اللى كانوا بيقبضوا عليهم الرصاصه اللى اضرب بيها ميرى.
صاح آدم بانفعال.
= يا نهار أسود وأنت عرفت ازاى؟؟ معنى كده أن اللى عايز يموته من زمايله معقول الحقد يوصل أنه يموت زميله ليه؟؟ عمل له ايه ليث لده كله؟؟
هز أدهم رأسه بالنفى قائلا.
= لا أنا حاسس أن الموضوع مش كده.
كشر آدم بين حاجبيه بشك.
= تقصد...
رد أدهم بتوعد.
= لسه ما تاكدتش لما اتاكد هيبقى لي تصرف تانى.
لقد مر يومان على وجود ليث فى المستشفى حتى يتلائم جرحه وكانت فيروز بجواره خلال اليومين لم تفارقه.
تمتم حمزه وهو يطالع ليث.
= يلا يا بطل جاهز.
هز ليث رأسه وهو ينهض.
= أيوه يلا بينا.
حمل حمزه حقيبة ليث وخرجوا وقام بتوصيلهم إلى شقتهم، قامت فيروز بفتح باب الشقة حتى يدخل ليث ولكنها شهقة بصدمة من الذى رأته.
يا ترى ايه اللى شافته فيروز فى الشقة؟
يا ترى مين اللى عايز يموت ليث؟
انتظروا الفصل الجاى
              يتبع

رواية الضلع المائل "قلوب صعيدية الجزء الثانى سابقا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن