الفصل الثلاثون

7.2K 173 11
                                    

رواية قلوب صعيدية الجزء الثانى
الفصل الثلاثون
بقلمى / هدير خليل

فى المستشفى كان محمد و ياسين ينتظروا أمام باب الغرف المتواجد بها ليث و اوس و فيروز و مهره فى انتظار خروج الطبيب من عندهم حتى يطمئنوا عليهم ليمر الوقت عليهم فى توتر وخوف و بعد ساعة خرج الاطبياء من غرفهم بعد محاولة انقاذهم و القيام لهم بغسيل معدة عندما رأهم محمد ركض عليهم ليكى يطمئن على اخواته ليهتف برعب.
= طمنى عليهم ايه اخبارهم دلوقتى ؟؟
اجابه الطبيب بعملية وهو يوضح له.
= الحمد لله عدت على خير و عملنى ليهم غسيل معده بس ياريت يخلوا بالهم لاكلهم بعد كده.
هز محمد رأسه بطاعه وهو يغمغم بقلق.
= حاضر .. ممكن ادخل اطمن عليهم.
هتف الطبيب بهدوء.
= ايوه تقدر بعد إذنك.
تركهم الطبيب و غادر و اتجه محمد و ياسين الى غرفة ليث و فيروز وهم منكسى الرأس و خجلين مما فعلوه ولا يعلم ماذا سوف يقول لهم او يعتذر على تصرفهم المتهور الذى كاد من الممكن ان يأذيهم ليغمغم بحزن وخجل.
= الف سلامه عليكم.
نظرت له فيروز بضيق وهى تصيح به بانفعال.
= هو بعد اللى عملتوا بقى فى سلامه .. انا عايزه اعرف هو انتوا عيال علشان تعملوا كده ولا هو جنان و خلص مش هممكم حاجه تخيلوا لو مقدرتوش تلحقونى فى الوقت المناسب كان حصل اللى ممكن يحصل بسبب هزاركم المتخلف دى ؟؟
تمتم محمد باعتذار وضيق من نفسه.
= انا اسف و الله مكنتش اقصد ولا كنت اعرف ان ده ممكن يحصل .. انا قولت بالكتير ممكن يعمل اسهال ما توصلش لتسمم اكيد يعنى مش هكون قصد اموت اخواتى.
تضايق ليث من اسلوب فيروز فى الحديث مع اخيه ليهتف بهدوء.
= خلاص يا محمد حصل خير.
لتصيح فيروز بعصبيه وضيق.
= هو فين الخير ده ؟؟ و بعدين هو ده اللى قدرك عليه ربنا تقوله حصل خير المفروض تقوم تديله قلمين على شغل العيال اللى عمله ده تخليه يتعلم الادب ويبطل استهتار وشغل عيال.
تدخل ياسين وتحدث بانفعال بسبب حديث فيروز.
= مالك يا حجه انتى شغله تولعى فيها كده ليه ؟؟ احنا مكنش نقصد و الموضوع كان كله هزار و احنا متعودين مع بعض على كده.
لتهتف فيروز بعصبيه.
= كمان مش عجبك .. ان كان الجنان اللى عملتوه ده عادى مع بعض فهو مش عادى انكم تعملوه فينا و انا هبلغ البوليس و اقول انك قصدين اللى حصل ده يمكن وقتها يعلموكم الادب و تبطلوا شغل العيال بتاعكم ده.
ليث غضب من اسلوبها الوقح فى الحديث مع اخيه ليصيح بها بانفعال.
= انتى اتجننتى ازاى تكلاميه كده .. إن كان على اللى عمله فهو يعمل اللى هو عايزه محدش يقدر يعمله حاجه .. و ان كنتى سيادتك عايز تبلغى البوليس فبلغى اللى عايز تبلغيه ولا تقدرى تمسى شعره واحده من اخوى و الله ما تكفينى عائلتك كلها فى شعره منه فااااهمه.
نظر ليث الى محمد الذى كانت الدموع مجتمعه فى عينه ليتضايق ليث اكثر ليهتف به فى حده.
= و انت ياض امسح اللى فى عينك ده معندنش رجاله بتبكى ايه ؟؟ اخبار اوس بقى كويس ؟؟
اجابه محمد بصوت متحشرج.
= لسه مرحتش شافته.
هز ليث رأسه بخفوت وهو يردف.
= طيب روح شوفه و تعالى طمنى عليه انا عارفه عيل نيتى مش هيستحمل.
ليغمغم ياسين بمرح لعله يخفف حده الموقف.
= ايوه يا عم الجامد ده على اساس انك مش معاه فى نفس المستشفى ولا ايه ؟؟
هتف ليث بابتسامه بسيطه.
= امشى ياض بدل ما اقم لك.
تحرك محمد و ياسين حتى يغادروا الغرفة لكى يذهبوا الى غرفة أوس لكن محمد عاد مرة اخرى الى ليث وقام باحتضانه بقوة ليبادله ليث الحضن وهو يطبطب على ظهره ويغمغم بمحبه.
= متخفش يا حبيبى احنا قعدين على قلبك مجراش حاجه .. يلا ياض ابعد خنقت اهلى.
ليهتف محمد بمرح برغم من الدموع التى تزين عينه.
= اهلى ولا زمالك.
سحب ليث الوسادة التى توجد اسفل رأسه و قام برميها على محمد فتفداها محمد وهو يغادر بعد ان ترك ابتسامه على وجه اخيه و اغلق البا خلفه وهو يستمع الى صياح ليث.
= يلا يا جزمه
فتح محمد باب الغرفة مرة اخرى وطل برأسه وهو يردف بسماجه.
= الجزمه قديمه ولا جديده ؟؟
ليعتدل ليث فى جلسته وهو يردف بتهديد.
= و الله هقوملك.
ليغمغم محمد بسرعة و ابتسامه.
= خلاص مشى.
ليغمم ليث بسماجه.
= خلاص ولا عيل ؟؟
كشر محمد وهو يردف.
= ايه ده احنا هنهزر انا طالع و الله هزلت مبقيش غير ليث يقلش ويقول افهات.
يتمتم ليث بغلسه.
= افهات ولا افخد.
اغلق محمد باب غرفة ليث بدون ان يرد عليه ليبتسم ليث بهدوء بعد ان تأكد انه اخرج اخيه من حزنه و تبع ياسين الى غرفة اوس و مهره ليدخل محمد وهو يهتف.
= حمد الله على سلامتكم.
لم يرد عليه أوس و حتى انه لم يلتفت له لتهتف مهره بعتاب.
= الله يسلمك يا استاذ محمد .. بقى هى دى اخرتها عايز تسمنا.
ليهتف محمد باعتذار.
= و الله ما كان قصدى .. بس اوعدك المره الجاى لما اكون قصدها هبقى اقولك.
لتهتف فيروز بتحذير.
= هو فى مره جايه ؟؟ بص يا محمد يا حبيبى عايز تسم اخواتك انت حر تسمهم تولع فيهم انتوا اخوات مع بعض لكن انا مليش دعوه بالكلام ده ماشى.
ليبتسم محمد لها وهو ينظر الى أوس الذى لا يعير وجوده اهتمام ليحدثه باسف.
= ماشى .. اوس انا اسف و الله مكنتش اعرف انه هيحصل كده ؟؟
ليغمغم أوس بسخرية.
= لا بجد ؟؟ جيب اكل من الزباله و مخلينا ناكل منه عادى و تقولى مكنتش تعرف ولا قاصد .. اما لو قاصد كنت عملت فينا ايه ان شاء الله ؟؟
اقترب محمد منه و احتضنه وهو يغمغم.
= ما خلاص بقا .. دا انا اخوك حبيبك.
صاح فيه اوس بانفعال.
= ابعد يا زفت عنى .. انا مش عايز اشوف وشكم انتوا الاتنين يلا اطلعوا بره.
ابتعد محمد عنه وهو يهتف بحزن.
= اوس انا.....
صاح فيه أوس بحده.
= قولت اطلعوا بررره.
امسك ياسين بذراع محمد يحثه على التحرك خارج الغرفة وهو يغمغم.
= تعال يا محمد سيبه شويه يهدأ بعدين يبقى نتكلم معاه.
خرج ياسين وهو يحث محمد على مغادرة الغرفة .. بعد ان خرجوا حاول أوس القيام من مكانه لتنظر له مهره بتعجب وهى تغمغم باستفسار.
= انت رايح فين ؟؟
اجابها أوس بهدوء.
= رايح اشوف ليث و اطمن عليه.
لتهتف مهره باستغراب.
= وليه مسالتش عليه محمد او ياسين بدل ما تروح له.
ليهتف اوس ببعض الحده.
= ممكن متدخليش فى اللى مالكيش فيه.
نهض أوس و تحرك خارج الغرفة و اتجه الى غرفة ليث و قام بطرق الباب و عندما استمع الى صوت ليث يسمح له بالدخول فتح الباب و دخل و وجد محمد و ياسين موجدين عنده ولكنه لم يبالى لهم .. بينما محمد نهض بقلق و اتجه له ليساعده وهو يهتف بخوف عليه.
= ايه اللى قومك من مكانك انت لسه تعبان ؟؟
اوس ابعد يده الممده لمساعدته و تجاهل حديثه و نظر الى ليث بتفحص وهو يردف.
= ايه عامل دلوقتى ؟؟ بقيت احسن ؟؟
نظر ليث لهم باستغراب وهو يغمغم.
= انا كويس .. بس انت مالك ليه مش بترد على محمد .. اوعى تقولى انك زعلان منه مهو محدش بوظ اخلاقه غيرك.
ليغمغم اوس بجديه.
= علشان كده لازم يتعاد تاهيله من الاول ؟؟
اقترب محمد منهم وهو يغمغم باسف.
= و انا مستعد لاى عقاب بس انت متخصمنيش.
نظر ليث الى محمد بعبث وهو يغمغم.
= اى عقاب اى عقاب
هز محمد راسه بالايجاب وهو يردف.
= ايوه
نظر ليث الى أوس وهتف بعتاب.
= مش كنت تقول كده من الاول يا جدع .. كنت عملت نفسى مقموص منه علشان انال شرف معقابته.
ابتلع محمد ريقه بقلق وهو يبدل النظرات بينهم وهو يغمغم بخوف.
= هو انتوا لو يعنى هتعقبونى هتعملوا فيا ايه ؟؟ انا بصراحه مش مرتاح ليكم.
رفع اوس احد حاجبيه وهو يهتف.
= انت مش لسه قايل مستعد لاى عقاب.
هتف محمد وهو ينظر له برجاء.
= ايوه بس بالله عليك يا شيخ متنساش ان انا اخوك حبيبك.
نظر ليث الى ياسين بابتسامه ماكره وهو يغمغم.
= و انت يا ياسين يا حبيبى مستعد لاى عقاب برضوه.
هتف ياسين ببلاهه.
= مين ياسين ؟؟ انت بتكلم مين ؟؟ هو مين انت اصلا ؟؟ هو انا فين ؟؟
قهقه ليث وهو يغمغم.
= ههههه .. ايه جالك فقدان ذاكرة .. براحتك هتروحوا فين يعنى بس نطلع من هنا و نشوف هنعمل فيكم ايه ؟؟
نظر ياسين الى محمد وهو يهتف بغيظ.
= كان لازم تتسحب من لسانك و تقول مستعدين لاى عقاب قابل بقا يا عم كل اللى عملناه فى خلق الله هيطلع علينا .. منك لله يا شيخ ده انا كان نفسى اخوش دنيا اهو هما هيطلعونى منها.
هتف اوس باستهزاء.
= بس ياض اوفره احنا بس هنسويكم على نار هاديه مش اكتر.
هما مستمرين فى مشاغبة محمد و ياسين جاء اتصال الى أوس ليخرج اوس هاتفه و ينظر من المتصل ليهتف بتعجب.
= و الله امك دى عنديها حدسه سادسه.
سأله ليث باستفهام.
= هى اللى بتتصل ؟؟
هز اوس رأسه بالايجاب.
= ايوه
هتف ليث بتحذير.
= طيب اوعى تقول ليها اى حاجه بلاش تقلقها على الفاضى.
غمغم اوس بالموافقه وهو يهتف بغيظ.
= ماشى .. بس كان نفسى اقول ليها علشان اخليها تعلقهم من و دنهم.
هتف ياسين برجاء.
= لا و النبى انا لسه داخل كليه مرمطه فمش ناقصه.
هتف اوس بتحذير.
= طيب اسكتوا خلينى اعرف اكلمها .. الو ايوه يا حبيبتى و حشتينى.
عندما كان اوس يتحدث فى الهاتف دخلت مهره الى غرفة ليث بعد ان سمحوا لها بالدخول .. استمر اوس فى حديثه على الهاتف وهو يستمع الى صوت ماسه.
= انا ماسه يا اوس.
نهض اوس من مكانه وهو يهتف بقلق.
= مالك يا حبيبتى فى ايه ؟؟ حد جراله حاجه ولا ايه حصل ؟؟ مالك بتبكى ليه ؟؟
ماسه كانت تتحدث معه وهى تبكى وصوتها متحشرج بالبكاء.
= الحق يا اوس ماما و بابا.
هتف اوس ببعض الحده.
= ماسه اهدى كده و بطلى عياط و فهمينى فى ايه ؟؟ و مالهم بابا و ماما ؟؟
تحدث ليث بقلق.
= فى ايه يا اوس ؟؟
اجابه اوس بعدم معرفه.
= مش عارف استنى لما افهم منها .. ايوه يا ماسه فى ايه ؟؟
هتفت ماسه من بين شهقاتها.
= فريده.. طلعت بنت خالو آدم.. و سالى عايز تتجوز بابا... و.. و...
لقد نفذ صبر اوس ليصيح فى ماسه بعصبيه.
= ماسه اهدى كده و فاهمينى مين فريده دى و مين سالى دى كمان ؟؟
اجابته ماسه ببكاء و صوت شهقاتها يرتفع.
= مش عارفه مش عارفه تعالوا بسرعه انا مش عارفه اعمل ايه ؟؟
اوس وهو يتحدث مع ماسه استمع الى اصوات عاليه و خناق و صوت ضرب ليهتف اوس بتوتر و عصبيه.
= ماسه ايه الزعيق اللى عندك ده ؟؟ و ايه الاصوات دى ؟؟
غمغمت ماسه وهى تسقط فاقه للوعى.
= اووووس
استمع اوس الى صوت شئ يسقط بقوه ثم انقطع حديث ماسه ليصرخ بها اوس بانفعال و خوف.
= ماسه .. ماسه رودى عليا فى ايه ؟؟
استمع اوس الى اصوات متداخله ولكنه لم يستمع الى اى شئ اخر حيث ان الهاتف قد اغلق و انقطع الاتصال ليهتف محمد بقلق.
= فى ايه يا اوس ؟؟ ايه اللى بيحصل هناك ؟؟
اجابه اوس بتعجل و قلق.
= مش عارف بس احنا لازم نرجع بسرعه شكل الدنيا خربانه هناك.
هتف ليث وهو ينهض.
= طيب مفهمتش اى حاجه من ماسه.
هز اوس راسه بالنفى وهو يتمتم.
= لا كل اللى قالته واحدة اسمها سالى هيتجوزها بابا و مش عارف مين فريده دى كمان بتقول انها بنت خالى.
هتف ليث بتعجل.
= طيب روح غير هدومك و انا كمان هغير على ما محمد و ياسين يلموا كل حاجتنا من الشاليه و ياجوا.
نفذ الجميع كل كا قاله ليث و اسرعوا فى تنفيذه حتى يسرعوا فى العودة .. بعد وقت قليل كان محمد و ياسين قد عادوا لهم و و وجدوا ليث و فيروز و مهره و اوس قد تجهزوا و كانوا فى انتظارهم ليتجهم محمد لدفع حساب المستشفى بينما الاخرين قد سبقوه الى السيارة ليصعد اوس و مهره مع محمد بينما ياسين و ليث و فيروز فى السيارة الاخرى و قادوا السيارات باقصى سرعه لديهم لعلهم يصلوا فى اسرع وقت ممكن.
يا ترى ايه هيحصل مع ابطالنا ؟
يا ترى ايه مستنى اوس و محمد و ليث فى البيت لما يرجعوا ؟
انتظروا الفصل الجاى
يتبع

رواية الضلع المائل "قلوب صعيدية الجزء الثانى سابقا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن