رواية الضلع المائل
الفصل الحادى والأربعون
بقلمى/ هدير خليلفى المندرة حيث يجلس أدهم ينتظر قدوم حمزه وياسمين بعد أن أرسل لهم محمد ليأتى بهم، هتف ياسين الذي كان يجلس مع أدهم.
-"خالو هو أنت هتعمل ايه فيهم؟!"
غمغم أدهم فى غموض وهو يفكر فى الأمر.
-"بعدين هتعرف"
شعر ياسين بالقلق على ياسمين مما يخطط له أدهم لتهذيبهم فأردف بغباء دون أن ينتبه لما يتفوه به.
-"خالو ياسمين أختى"
زمجره أدهم بحده فهو لا يحتمال غباء من ياسين ومحمد.
-"أنت غبى ياض.. هو أنا هضر بت أختى؟! امشى يا ياسين علشان متعصبش عليك وإياك تقول لحد على اللى عملته فاهم"
هز ياسين رأسه بطاعة وهو يغادر وعند خروجه قابله والده ليرفع آدم حاجبيه بتعجب وهو يدخل المندرة قائلاً.
-"ايه يا عم شغل المؤتمرات السرية ده... كل شويه حد يدخل وحد يطلع من عندك... هو فى ايه؟!"
أجابة أدهم وهو يمطط شفتيه بعدم رضه.
-"مفيش بس شكل بنتك هببت الدنيا مع حمزه وقالتله أنها هتجوز"
رد آدم بتفاجأ مازحاً.
-"ايه ده هتجوز والله ما قالتلى؟! وامتى الفرح؟!"
زفر أدهم أنفاسه بتعب فآدم لن يكف ابدا عن المزاح مهما مر بهم العمر.
-"ممكن تبطل هزارك اللى مش فى واقته ده"
رد آدم بجديه وهو يعتدل فى جلسته.
-"وليه ما هزارش ما حمزه ده غبى ما أكيد لو فى عريس كنت قولت ليهم على الأقل هما اللى هيسالوا عليه... مش هعملها لكم مفاجأه يعني"
غمغم أدهم ساخراً.
-"لا ما هو قالها كده بس بنتك الناصحه طلعت من الموضوع واقنعته أنك ممكن تكون لسه هتقولهم وتسالهم بعد فرح ماسه"
مط آدم شفتيه بإنزعاج من تصرفات أبنائه متمتم بغيظ.
-"آه قولتلى.. بس يعنى هى هتجيبه من بره ما أمها كانت كده!! طيب ايه الحل؟!"
ابتسم أدهم ابتسامه طفيفه وهو يتذكر ما فعلته أخته فى آدم حتى يتزوج بها، مال بجسده قليلاً يستند بيده على ركبتيه هامساً لــ آدم بما يجب أن يفعلوه، وبعد دقائق كان حمزه يطرق الباب يستأذن بالدخول قائلاً بتسأل.
-"عمى هو أنت عايزنى؟"
هز أدهم رأسه بالإيجاب وهو يحثه على الاقتراب.
-"تعالى يا حمزه"
تحرك حمزه إلى داخل الغرفة وهو ينقل انظاره بين آدم وأدهم بقلق وقلبه يخفق بقوة خوفاً من خبر ابلاغه تقدم عريس لياسمين ويصدق حديثها له.
-"أيوه يا عمى"
نظر له أدهم لثوانٍ قبل أن يتحدث مباشرة فيما يريد.
-"أنت عايز تتجوز ياسمين؟"
ازدادت ضربات قلب حمزه قوة وهو يجيب أدهم بنبره جاهد على أن تخرج ثابته.
-"أيوه طبعا بس هى....."
قاطعه آدم عن تكملت حديثه قائلاً بجديه.
-"سيبك منها وخلينا فيك عايزها قول عايزها مش عايزها قول مش عايزها"
هز حمزه رأسه بقوة كيف يجراء أن يرفض قرب معشوقته وتسلميها لغيره فالموت أهون عليه من ذلك.
-"طبعاً عايزها"
ليهتف آدم بجديه.
-"تمام انا هجوزها لك"
انتفض حمزه فى مكانه هاتفاً بصدمه لا يصدق ما يسمعه.
-"ازى وهى أصلا رفضانى... ده غير أنها قالت أن متقدملها عريس وهى موافقه عليه"
تمتم أدهم بثقه وتحذير.
-"ملكاش دعوة أنت بالكلام ده... بس أى حاجه هنقولها إياك تعترض عليها قدامها فاهم"
نظر لهم حمزه بتردد همس بخفوت بطاعة، انتظروا قدوم ياسمين ولكن تفاجأوا بدخول محمد راكضاً بدلاً عنها هاتفاً بخوف.
حمزه ( بقلق ):- ماشى
-"الحق يا بابا"
نهض ثلاثتهم بفزع ليهتف أدهم بلهفه وقلب ينبض بخوف.
-"فى ايه؟"
رد محمد بتعجل وهو يوضح لهم.
-"أنا وياسين طلعنا مع ياسمين الاسطبل وياسمين قرارت تسابقنا فركبت الحصان وتقطع الجام و وقعت منه ورجليها...."
لم ينتظر حمزه أن يستمع إلى باقى حديث محمد وركض برعب باتجه الأسطبل الذي عندما وصل له وجد ياسمين معلقه من قدمها فى الحصان ورأسها للأسفل يكاد أن يدهسها الحصان تحت أقدامه شحب وجهه من هيئتها تلك حتى شعر أنه لا يستطيع التنفس ليركض باتجهها وهو يلعن محمد.
-"الله يا حراقك يا محمد الله يا حرقك... يارب احفظها يارررب"
خرجت جميع العائلة تركض خلفه لتصرخ النساء عندما رأوا هيئتها تلك وتبكى والدتها برعب من فقدان ابنتها الوشيك تحت أقدام الحصان.
-"يالهوووى بنتى بنتى الحقها يا آدددم"
أخذ حمزه يركض بقوة حتى يستطيع الامساك بالجام ليسيطر على الحصان وهو يصراخ فى ليث.
-"ليث تعالى ارفع ياسمين من عند رجل الحصان علشان ما يرفصهاش لما اوقفه"
ركض ليث ليلحق بالحصان واقترب من ياسمين ليهتف حمزه وهو يمسك اللجام جيداً.
-"ليث جاهز"
رد ليث بتعجل وهو ينقل انظاره بين الخيل وبين ياسمين.
-"أيوه اخلص البت بتفرفر"
جذب حمزه اللجام بقوة ليوقف الحصان وأسرع ليث برفع ياسمين وأسرع أدهم وآدم بمساعدتهم وفك قدم ياسمين من السراج، كل ذلك وياسمين فقده للوعى، بعد أن أستطعوا انقاذها اتجه لها حمزه وقام بحملها والصعود بها إلى غرفتها وتبعه الجميع بينما أمسك أدهم بمحمد وياسين مثل المجرمين وهو يزمجرهم بخفوت حتى لا يستمع لهم أحد.
-"بقى يا أغبيه اقولكم وقعوها وقعه بسيطه تقوموا تموتها"
رد محمد بتبرير وهو يحاول أن يفلت من بين يدي والده.
-"الله مش أنت اللى قولت خليها يغمى عليها ويحصل منظر بطولى وحركات و.....آه"
أكمل محمد حديثه وهو يدلك رقبته بعد صفع والده له هاتفاً بحنق.
-"فى ايه يا حج؟"
جز أدهم على أسنانه بغيظ منهم ومن غبائهم قائلاً.
-"هو المنظر بطولى أنه يدفنها يا غبى؟! وبعدين تعالى أنت كمان هو ده اللى أنا قولت عليه ولا أختى ومعرفش ايه؟ وأخر هتموتها يا حيوان"
غمغم ياسين بحنق.
-"والله ما ذنبنا هى اللى عملت نفسها عنتر واحنا حاولنا نقنعها بس هى اللى أصرت وحصل اللى حصل"
مسح أدهم وجهه وهو يستغفر ويحثهم على التحرك.
-"تعالوا خلينا نشوف ايه حصل لها"
دخلت أدهم الغرفة و وجد الجميع ملتف حولها ينتظرون قدوم الطبيب ليهتف أدهم بتسأل وهو يوجه حديثه لأوس.
-"هو أنت كشفت عليها؟"
هز أوس رأسه بالنفى.
-"لا أنا اتصلت بالدكتور هيجى دلوقتى"
غمز له أدهم فى خفيه لعل ابنه يفهم ما يريد.
-"و ليه أنت متكشفش عليها ولا أنت مش دكتور برضوه؟"
حمحم أوس بإحراج فهو لم يفهم ما يرمي إليه والده.
-"لا أنا... أنا لسه طالب يعنى موصلتش للمرحله دى وبعدين متقلقش الدكتور اللى جاى ده صاحبى ومضمون"
جز أدهم على أسنانه من غباء أبنائه الذي سوف يكون السبب فى موته بالتأكيد.
-"هنشوف"
مال أوس على محمد يهمس له فى خفوت وهو يرمق والده بطرف عينيه.
-"أبوك شكله ناوى يدخلنا السجن بدرى بدرى"
تمتم محمد وهو ينظر لوالده ويبتلع ريقه بقلق.
-"ربنا يستر"
جاء الطبيب وقام بفحص ياسمين واخبرهم أنها تعانى من كسر فى قدمها اليمني وطلب بعض الأشياء وقام بتجبيسها وبعد أن انتهى افاقها من الأغماء ونظر لهم بتردد قبل أن يقول.
-"أنا آسف بس الموضوع مش كسر فى الرجل بس"
اقترب منه أوس يحثه على مواصلت حديثه.
-"أما فى ايه تانى؟"
ابتلع الطبيب ريقه بتردد وهو ينظر لهيئتهم المتحفزه.
-"الرحم بتاعها اتاذى ف....."
لم يتحمل حمزه تردده فى الحديث وصاح به بغضب يحثه على الحديث.
-"فى ايه ما تنطق أنت هتنقطنا كلمة كلمة"
امسك ليث حمزه من ذراعه يحاول أن يهدأه حتى لا يتطاول على الطبيب فهو لا ذنب له.
-"اهدى يا حمزه خلينا نفهم"
أكمل الطبيب حديثه سريعاً لعله يتخلص من هذا الأمر الثقيل على قلبه.
-"أنا هكتب ليها على علاج بس العلاج ده هو مجرد وسيله أن يدى أمل للخلفه وفى احتمال أنها متخلفش هى لو متجوزه العلاج هيساعدها خلال الفترة دى على أن يحصل حمل"
لطمت ليلى على صدرها بفزع وحسره على ابنتها.
-"يا لهوووووى يا بنتى"
نظرت ياسمين لوالدتها ثم لطبيب بتشويش وبكاء.
-"أنا مش فاهمه حاجه... يعنى أنا كده مش هخلف"
نظر لها الطبيب بأسف قائلاً.
-"الفترة دى ممكن يحصل حمل مع العلاج بس بعدين الله وأعلم"
هزت ماسه رأسه بنحيب هاتفة بعدم استيعاب.
-"أنت ايه اللى بتقوله ده؟ هى مش المفروض أنها الفترة دى متضرره يعنى ميحصلش فيها حمل علشان ميضرش الرحم أكتر بس لو اتعلاجة ممكن تخلف"
مال أدهم على ابنه أوس هامساً له بتعجب.
-"هى مش أختك هندسه امتى عرفت الكلام ده؟"
حمحم أوس بحرج وهو يهمس لوالده.
-"احم... أصلها كانت بتذكرى"
رمقه أدهم بغيظ متمتماً بحنق.
-"لا فالح طيب رد عليها بدل الدكتور اللى غرقان فى شبر مياه ده"
غمغم أوس بحيره.
-"أرد اقول ايه؟"
جز أدهم على أسنانه قائلاً.
-"افتى بأى هبل بطريقه طبيه علميا و راعى أنك تقول الفاظ مكلكعه علشان أنا عرفها بنتى هتروح تدور وراك على النت فهمت ولا لا؟"
ابتلع أوس ريقه بارتباك وهو يهز رأسه بطاعة موجهاً حديثه لشقيقته.
-"بصى يا ماسه الموضوع فى الحالات العاديه بيحصل فيه زى ما أنتى بتقولى بس فى حالات بتشذ عن القاعدة و ده اللى حصل مع ياسمين أنا مش حاب اقول ألفاظ طبيه معقده مش هتفهمى منها حاجه"
تمتم أدهم فى نفسه.
-"والله شكلك حمار ومش عارف ولا كلمة طبيه وفى الأخر هلقيك متخرج من دبلوم صنايع وبتحور عليا"
انهارت ياسمين فى البكاء هاتفه من بين شهقاتها وأنفاسها المتقطعه وكثرة البكاء.
-"يعنى... مفيش... أى... أى علاج"
لم تختلف صدمة حمزه عن صدمتها وتحجرة الدموع فى عينيه تحارب للهبوط وهو يستمع لحديث الطبيب الذي كسر قلبه قبلها.
-"للاسف مفيش غير الحل اللى قولته بعد إذنك"
لم يضف الطبيب المزيد وغادر المكان سريعا بعد أن القى قنبلة كلماته فى وجههم، لتلقى ياسمين بنفسها بين أحضان والدتها تبكى بحسره على ما وصلت له حياتها فى لحظة لم يتحمل آدم أن يرأه انهيار ابنته وزوجته بتلك الطريقة فترك لهم الغرفة ليتبعه أدهم فرفع آدم عينه له هاتفاً بنبره مهتزه.
-"مش قادر اشوفها كده... اللى بنعمله ده غلط أنا هدخل واقولها الحقيقة"
امسك أدهم ذراع آدم يشدد من أذره قائلاً بمواساه.
-"أنت مش عايزها تتجوز وتتأكد أن حمزه هيصونها مهما حصل أهو اختبار ليهم هما الاتنين ومفيش عند رجل أغلي من أنه يضحى أنه ميبش فى حد يشيله ويشيل اسمه.. أنا عارف أن الموضوع صعب بس لازم نقرص عليهم عشان خاطر مصلحتهم"
ترك الجميع ياسمين لترتاح وهبط الجميع إلى أسفل والحزن مخيم على الجميع حتى من يعلم أنها خطة من أدهم إلا أن قلوبهم لم تتحمل انهيار ياسمين بتلك الطريقة، كان حمزه أخر من هبط واتجه إلى آدم يقف أمامه هاتفاً بجمود.
-"عمى أنا عايز اتجوز ياسمين دلوقتى"
هتفت لبنى (والدة حمزه) بشفقه على ابنها.
-"حمزه!! ما تتكلمش بقلبك حكم عقلك قبل ما تتكلم دا مش قرار لحظة"
رفع آدم نظره له وهو يجيبه بهدوء وحزن.
-"اسمع كلام أمك ومتستعجلش وبعدين تيجى تندم ولا تعاير بنتى بكلمة مش هقبل بكده ففكر كويس قبل ما تتكلم"
هز حمزه رأسه بالنفى وهو يكمل حديثه بنفس الجمود وعيناه حمراء يمنع دموعه بصعوبه من الهبوط.
-"أنا مش هندم وأنا عارف أنا بطلب ايه؟ وعمر ما طبعى ولا أخلاقى المعايره عشان اعملها مع بنت عمى... أنا عايز اتجوزها دلوقتى الموضوع بالنسبالى مش محتاج تفكير"
صمت آدم لثوانٍ ثم زفر أنفاسه قائلاً.
-"دلوقتى مش هينفع الوقت اتاخر وبعدين أنا هسالها يمكن لسه عند رفضها أن مش هجبرها على حاجه كفايا اللى هى فيه"
هز حمزه رأسه بالإيجاب قائلاً.
-"ماشى... بس لو رفضت سيبنى أنا اتكلم معاها"
هز رأسه آدم بالموافقه وهو يأكد عليه حديثه.
-"تمام وأنت فكر تانى من هنا لبكره يمكن تغير رأيك"
رد حمزه بجمود وثقه.
-"مش هغيره بعد إذنكم"
غادر حمزه المنزل ليختلى بنفسه قليلاً ليعيد تجميع شتات نفسه حتى يستطيع أن يقف بجوار ياسمين فلا وقت للانهيار، صعد الجميع إلى غرفته لتمر ساعة وعاد حمزه إلى البيت وصعد هو الأخر لغرفته وهو يقسم بداخله أن يجعل ياسمين تقبل زواجهم مهما كان الثمن.
على الجانب الأخر عند أوس ومهره دخل أوس الغرفة وجد مهره تعطيه ظهرها وتهتز بخفوت فعلم أنها تبكى فأقترب منها وعدل من نومتها ليجعلها تنظر له وتمتم بقلق من بكائها.
-"بتبكى ليه؟ فى حاجه؟ أنتى كويسه؟"
حاولت مهره الهروب بعينيها بعيدا عنه ولكنه منعها.
-"أنا مش ببكى"
مسح لها أوس دموعها بحنان.
-"أما ده ايه؟ مياه بسكر مثلا"
لم تنتبه لمزحته وانفجرت فى البكاء بصوت عالى ليجذبها أوس لأحضانه بقلق يعلم أنها تأثرت مما حدث مع ياسمين ولكنها لم تكن يوما قريبه من الفتيات بتلك الطريقة التى تجعلها تنفجر فى البكاء فأخذ يمسح على شعرها وهو يهدأها.
-"هشششش اهدى مفيش حاجه اهدى"
لم تتوقف عن البكاء ليكمل أوس حديثه ليعلم ما بها.
-"طيب قوليلى بتبكى ليه؟"
أجابته وهى مازالت تبكى.
-"أنا... بحقد على... ياسمين"
تمتم أوس بذهول ظن لثوانٍ أنه استمع خطأ فسألها ليتأكد مما سمع.
-"بتحقدى عليها ليه؟"
لتجيبه بغيره لم تستطيع أخفائها.
-"عل... عشان الكل بيحبها وأنا لا... حتى حمزه... حتى بعد ما عرف أنها ممكن متخلفش... لسه بيحبها ومتمسك بها وعايز يتجوزها"
مط أوس شفتيه قبل أن يغمغم بهدوء وهو يحاول أن يتدارك مشاعرها.
-"وأنتى زعلانه عشان حمزه بيحبها ومش هيتخلى عنها"
هزت رأسها بالنفى وهى تدفنها فى صدره أكثر ليكمل أوس حديثه.
-"أما ايه؟"
ردت بغيره ودموعها تبلل ملابسه.
-"عشان هى محظوظة ليها أم بتحبها وأخوات وحبيب وعيله لكن أنا لا"
أجابها أوس بهدوء وهو يحايلها مثل الأطفال.
-"ليه أنتى لا؟!! ما أنتى كمان ليكى أم بتحبك صح؟؟
-"اممم"
أكمل أوس حديثه.
-"وعندك أب خالو حازم"
هزت مهره رأسه بإصرار.
-"لا هو مش بابا"
يعلم أن مهره تعانى من تلك النقطة وفقدانها للأب برغم عدم تقصير خاله حازم من مراعتها وتدليلها.
-"ماشى.. بس هو بيحبك زى حمزه بالضبط صح؟! وأنتى كمان بتحبيه مش كده؟"
أجابته بحنق وإصرار.
-"أيوه بس برضوه مش بابا"
عندما وجد إصرارها على الأمر لم يرد أن يكثر الجدال معها وهو يكمل حديثه.
-"وعندك أخوات حمزه ويوسف وياسين ومحمد وليث وماسه وياسمين و.."
رفعت عينها له بتسأل.
-"أما أنت فين؟"
رفع إحدي حاجبيه باستغراب قائلاً.
-"أنا أهو معاكى"
نظرت له مهره لثوانٍ ثم عادت لنوم على صدره مرة أخرى قائلة.
-"بس معنديش حبيب "
انتفض أوس فى جلسته وهو يبعدها عنه صائحاً بها بانفعال.
-"نععععم ياختى!! حبيب مين ده اللى عايزاه؟! ليه يا بابا أنتى متجوزه سوسو؟!"
ردت مهره ساخرة.
-"قولت لك مئة مرة أنى متجوزه ابن سوسو"
رمقها أوس بغيظ فهى تتفن فى أثارة حنقه دائماً.
-"تصدقى أنك جزمه وخسارة اللى الواحد بيعمله معاكى"
صاحت به مهره وهى تشوح له بيدها باستنكار.
-"عملت ايه يا روحى؟! هو أنت هتعملها جميله عليا وأنت أصلا صدق ما لقيتها ولزقت فيا"
غمغم أوس بسخرية وهى يطالعها باستحقار.
-"أيوه أيوه ارجعى لأصلك وأنا اقول من امتى البت بتحس أصلا؟"
جزت مهره على شفتيها السفليه بغيظ وهي ترد عليه.
-"أنا طول عمرى حساسه بس أنا مش بحس بالناس اللى زيك كده"
قبض أوس على يده يرغب فى لكمها ولكنه رفعها إلى فمه يعض عليها ليكتم غيظه.
-"زى؟! تعرفى ليله ما هيحسبوكى عليا واحدة كنت رايحت البشريه منك... أما اروح أخد دش أحسن"
ابتسمت مهره بسماجه وهى تقول.
-"أيوه روح روح أصل بصراحه الريحة لا تطاق الواحد كان هيفطس من الريحة"
رجع لها أوس مرة أخرى وهو يهتف باستنكار.
-"ريحت ايه يا...."
قفزت مهره من على الفراش راكضه بعيداً عنه وهى تصرخ.
-"عااااا خليك بعيد بدل ما صوت والم عليك البيت كله واقولهم الدكتور المحترم بيضربى"
هز أوس رأسه بالموافقه وهو يأكد على حديثها.
-"أيوه صوتى صوتى أنا أصلا عايزك تصوتى تعالى هنا"
عندما اقترب منها أوس ركضت مهره هاربة منه إلى خارج الغرفة.
-"يا مامااااا"
هز أوس رأسه بيأس من تلك المجنونة التى تزوجها.
-"غبيه"
على الجانب الأخر عند يوسف فى المصحة، دخل أحد الممرضين له حتى يعطيه دوائه والعشاء ولكنه تفاجأ بيوسف ملقى على الأرض وهو ينزف، يركض خارج الغرفة يطلب المساعدة ليتنقلب المشفى ويجتمع الأطباء بداخل الغرفة حوله وهم ينظرون لبعضهم بآسف.
يا ترى ياسمين هتوافق تتجوز من حمزه؟
يا ترى ليه مهره قالت كده لتوس ؟ وكانت قصده اللى عملته ده؟
يا ترى يوسف كده خلص قصته انتهت؟
ويبقى السؤال الأهم مين اللى وراه كل اللى بيحصل ده؟
انتظروا الفصل الجاى
يتبع
☆☆☆☆☆

أنت تقرأ
رواية الضلع المائل "قلوب صعيدية الجزء الثانى سابقا"
Romanceعشقها منذ الصغر بقوته و رجولته و عنفوانه منذ ان وضعوها بين ليصبح حبها له حب مستحيل . ليلعب القدر لعبته ف تخونه حبيبته مع غيره و تصبح ملك ل رجل غيره قبل ان تكتب على اسمه و يصدم عندما عرف فعلتها فتصبح حياتها رهينة بين يديه ليصدمها بقسوته وتكبره و جبرو...