رواية قلوب صعيدية الجزء الثانى
الفصل العاشر
بقلمى / هدير خليل
فى صباح اليوم التالى ( فى بيت العيله ) .
فى الصباح كان الجميع مجتمع جالسون لكى يعرفوا ادهم ماذا سوف يفعل فى موضوع ليث ؟، كان الجميع بلا استثناء تائها و شاردا في أفكاره و حائرا بتفكيره بماذا سيحدث ؟ و بعد مدة ليست بقصيرة أمام ما هما فيه ، قطع هذا الصمت المؤقت صوت أدهم الرجولى و هو يهتف بصوت به بحه إثر النوم و هو يلقى على الجميع تحية الصباح .
= صباح الخير .
ليهتف الكل معا بصوت واحد و هم يردون عليه .
= صباح النور .
ليردف ادهم بحنان و حب .
= ماستى افطرى بسرعة علشان عايز اتكلم معاكى .
لتردف ماسه بطاعه و حزن فهى تعلم جيدا فيما سوف يحدثها والدها .
= حاضر يا بابا .
التفت الجميع حول مائدة الطعام ليتناولوا الإفطار بصمت و قلق من القادم و كل واحد منشغل بفكره . . و أفكاره المتزاحمه بدوا فى الاكل و بعد انتهى الجميع من تناول طعامه ، نهض أدهم من مكانه و هو يذهب و يأخد ماسه معه و خرجوا الى الجنينه ليتحدثوا بهدوء و خصوصية بعيدا عن التجمع العائلي بالداخل . . ليردف أدهم بهدوء و عينيه تحدق بملامحها كأنه يدرسها جيدا ليستشف ردود أفعالها و هي تنطق بقرارهَا .
= ايه يا حبيبتى قرارك ؟
لتجاوبه ماسه بهدوء و ضيق و هى تقول .
= بابا انا عملت زى ما انت قولت و صليت استخارة بس مرتحتش ده غير انى شوفت رايه مش حلوه .
ليهتف ادهم بتساؤل و يحثها على الحديث و هو ينظر لها باهتمام و هو يقول .
= أيه شوفتى .
لتردف ماسه بتذكر و بقليل من خوف و هى تبدأ فى روى ما رأته ل والدها و هى تقول .
= شوفت انى كنت عند مفترق طريق على اليمين طريق اوله شوك بس فى اخره كان ورود و على الشمال كان طريق مفروش رمل بس كان تحت الرمل فى تعابين ( افاعى ) .
ليردف أدهم بهدوء و هو يسألها .
= انتى مشيتى فى انهى واحد فى الطرقين ؟
لتجيبه ماسه و هى تصف له ما رات كأنه تراه امام عينيها و هى تهتف .
= انا لقيت واحد بيزقنى لطريق الرمل و لما بصيت لقيته يوسف فبعدته ورحت لطريق الشوك .
ليهتف أدهم بحنان و هو يمسد على حجابها بحب ابوي و هو يقول لها بحب .
= ماشى يا حبيبتى خلاص متشغليش بالك بحاجه .
لتومأ ماسه برأسها و هي تهتف بطاعة ، فهى تثق فى والدها تمام الثقة .
= حاضر .
لينظر أدهم بحب و هو يهتف لها بتسأل .
= ماسه انا عايز اسالك سؤال بس تجوبينى بصراحه .
لتومأ ماسه برأسها و هي تردف بتأكيد و ثقه .
= اكيد .
أدهم بتساؤل و هو يحدق بها بقوة و هو يقول .
= انتى رفضه الجواز علشان يوسف . . بس رد فعل اللى عمله امبارح مش تخليكى تعيدى حسابتك تانى .
لتهتف ماسه باستغراب و تساؤل و هى تقول بتعجب .
= انت قصدك اعيد حسباتى فى موضوع جوزى من محمود .
لينفي أدهم و هو يجيبها ، و هو يهز رأسه بالنفى و يقول .
= لا انا قصدى فى الجواز بصفه عامه .
ماسه راحت تحرك عينيها فى كل الاتجاهات قبل أن تهتف بارتباك .
= بابا انا مش هخبى عليك انا بحبه . . بس بعد اللى عمله امبارح اتلخبطت مشاعرى . . بس ده مش معناه أنى هوقف حياتى علشانه بس اللى عمله هيخلينى افكر فى مشاعرى كويس اوى .
ليومأ أدهم و هو يحثها على دلوف داخلا و هو يقول .
= طيب يا حبيبتى ادخلى انتى دلوقتى ، و تشغليش بالك بحاجه تمام .
هز ماسه راسه بالايجاب و هى تقول بابتسامه .
= حاضر .
عدى باقى النهار عادى و محدش عرف ادهم عمل ايه فى موضوع ليث و ماسه ؟ ادهم رجع على اخر النهار و الكل اجتمع فى غرفة الصالون لتتقابل الأعين الجميع و النظرات هي من تتحدث فى حديث طويل يرغبون فيه معرفة ما يحدث ؟، ليدلف ادهم داخلا ليخرجهم من شرودهم لينتبه الجميع له فور ما نطقت سارة باسمه و هى تنطق به بلهفه و خوف و هى تتقدم منه .
= ادهم عملت ايه ؟
ليجيبها أدهم بياس و هدوء و كإنه لا يلقى قنبلة موقوته فى وجههم .
= ولا حاجه معاد الجواز زى ما هو ؟ مفيش جديد .
لتنتفض ماسه من مكانها و هي تهتف سريعا بخوف مما يعنيه والدها من حديثه .
= يعنى ايه انا كده هتجوزه ؟
ليردف يوسف بلا مبالاه و برود و هو يقول .
= كويس .
اغتظت ماسه من حديث يوسف و اجتمعت الدموع فى عينيها فيجيبها ادهم سريعا بحنان و هو يومأ برأسه نافيا بشده و ينظر لها نظرة مطمئنة و هو يقول .
= لا يا حبيبتى انا بتكلم على جواز ليث مش انتى .
لتزفر سأرة أنفاسها بقوة و تتحدث بغضب و عصبية و هى تنظر ل أدهم بغيظ من عدم حديثه مرة واحدة .
= ما تقول ايه اللى حصل على طول يا ادهم انت هتنقطنا حرف حرف .
ليردف ادهم بغموض و ينظر ل سارة .
= انا رفضت جواز ماسه من محمود و ادتهم كل الضمانات اللى عايزينا علشان يحموا بنتهم و ميخفوش عليها لما تدخل بيتنا .
نظر ليث ل والده بعدم فهم و غباء و قال له بتساؤل .
= ضمانات ايه فلوس يعنى ولا ايه مش فاهم يعنى اين ضمانات هى هتشترى غساله ولا هتتجوز .
ليتوتر ادهم و هو يردف بتوتر فهو يعلم ان ليث سوف يجن جنونه عندما بعرف ما حدث فهو ادراى الناس بابنه ، فقال أدهم .
= احم . . لا
ليهتف آدم بتساؤل و هو يقول باستغراب .
= اما ايه الضمانات اللى عايزينها .
ليجيبهم أدهم و هو يطالعهم هدوء و قوه بنظرات صقر يحدق بفريسته ، و اخذ نفس عميق قبل ان يهتف أدهم و يقى قنبلته دفعه واحدة فى وجههم .
= ان العصمه هتكون فى يديها .
ليصدم ليث وجحظت عيناه و كادت أن تخرج من محجرها و هو يهتف بغضب و صدمه اوقدت النيران بجسده بصوت جهوري و هو ينهض من مكانه بغضب و اورده تنبض بغضب و هو يصرخ باعتراض .
= نععععععم و حياة امها ده على جثتى انا على اخر الزمن اكون جوز الست .
ليهتف محمد بسخريه و استهزاء و هو يقول بسخرية لاذعه .
= تخيل يا جدع ده انت هتبقى مسخره .
ليث بغضب عارم و قد انتفخت اوداجه من الغضب و هو يصرخ فى وجه محمد .
= محممممد تعرف تسكت علشان مطلعش جنانى عليكى دلوقتى .
ليردف محمد باستفزاز و هو يهتف بابتسامه عبثه .
= الله انا بعبر عن رايى يا جدع .
ليهتف ليث بعصبيه و ضيق و ينظر له و هو يشعر ان العفاريت تتراقص امام عينه و هو يقول .
= تعرف لو محطيتش لسانك جوه بؤك هوريك هعمل ايه ؟
ليصرخ ادهم بهم الاثنين و هو يتحدث بجدية و صرامه و ضيق من تصرفاتهم الطفوليه .
= اخرسوا انتوا الاتنين . . و انت هتوافق من غير اى كلام ماشى . . و يالا غور من وشى مش عايز اشوفك غير على الفرح بكره فااااهم .
نظر لهم ادهم باشمئزاز ثم قام و صعد الى غرفته و ذهب لكى ينام و كذلك تبعه الكل من بعده حتى يذهب ل يناموا . . و لكن الشباب قعدوا فى الاسطبل يتسبقوا و بيحاولوا يطلعوا ليث من الحاله اللى هو فيها و كانت هناك من كانت تترقب و تتربص لخطواتهم و تتابع ما يفعلونه و تنتظر الوقت المناسب لتنفيذ مخططها ، فيا ترى من تكون الفريسه و من يكون الصياد .
بعد ان القى ادهم كلماته المحتنقه فى وجههم و رماهم بنظره مشمئزه عليهم قبل ان يصعد الى غرفته لكى ينام و كذلك ادم و حازم تبعوا ادهم لكى يناموا هم الاخرين و تبعتهم النساء بعد ان قراروا الشباب ان يقضوا بعض الوقت فى الاسطبل يتسبقوا و بيحاولوا يطلعوا ليث من الحاله اللى هو فيها . . اما مهره كانت بترقبهم و اول ما شفتهم خلاص قايمين و عائدون إلى داخل البيت قامت بالاختباء و كل واحد من الشباب صعد إلى غرفته . . فحين هتف حمزه بتسأل مصطنع و مرح و هو يقول .
= خلص يا عم روق انت بس زهقها فى حياتها و هى هتقولك انت طلق بالثلاثة بس هو السوال كده . . هى الشقة هتبقه من حق مين دلوقتى انت ولا هى ؟
ليجيبه ياسين بمرح و ابتسامه واسعه و هو يساير حمزه فى مزحته و هو يقول .
= من حق الزوجه طبعاً .
حمزه يومأ برأسه و هو يهتف باستفزاز ليثير حنق ليث و هو يقول .
= ما انا عارف انا قصدى فى حالة ليث مين فيهم الزوجه ؟
ليث و قد احمر عنيه غضبا ليهدر بصوت غاضب و نظره حارقة .
= نععععم يا روح امك .
لينظر حمزه له بجانب عينيه و هو يهتف و هو يضحك على هيئة ليث .
= ههههه خلص يا عم بهزر متقفش كده .
ليردف اوس بملل منهم و هدوء و هو يقول .
= خلص بقى يا جماعه سابوا ليث فى اللى هو فيه و يالا خلينا ننام .
لينظر ليث ل اخيه بمرح و يبتسم بشقاوة و هو يغمز له و هو يقول .
= ننام برضوه ياض عليا انا الكلام ده .
هتف به اوس بغضب مصطنع و هو يقول .
= غور يا ليث من قدامى .
ليردف ليث بحنق ولامبالاه و هو يقول .
= خلص مشى متزقش ما هو ناس ليها فى الاكرانى و ناس ليها فى الغفر انا غاير انام احسن .
الكل دخل اوضته و لكن اوس ظل جالس بالأسفل و يتحدث مع الاكرانيه اللى بتحبه الذى اسمها انجلى . . لتردف انجلى بغنج و هى تهتف اوس بدلال و هى تقول بعربى مكسر يجعلها تتحدث مثل الاطفال .
= حبيبى I miss you So much امتى سوف تاتى .
ليهتف اوس سريعا بحنق و هو يقول لها .
= قريب حبيبتى بس و النبى انجلى كلمنى يا اما انجليش يا عربى زينا بلاش جو الدبلجه ده .
لتهتف انجلى و هى تهمس له بطاعة و صوت رقيق .
= ماشى .
ظل اوس و انجلى يتكلموا مع بعض اكتر من ساعه و مهره متابعه اللى بيحصل مع من مكانها ، و هى ترتب و تخطط مهرة فى راسها ما سوف تفعله !! و لكن لماذا تتبع اوس و تتلص عليه !! و هل لها يد فيما حدث لليث !؟ هل هي تحب اوس ام لها هدف آخر !!! هل و هل !!!!
لتهتف مهره بتساول لنفسها و حنق من تأخر اوس كل هذا الوقت بالاسفل .
= كل ده بيرغوا ، بيرغوا فى ايه دول اوف يا ربى .
بعد مرور اكثر من ساعتين من الكلام و المغازله بين اوس و صديقته ، شعر اوس بالنعاس قرار ان ينهى معها المكالمة و ينهض اوس ليذهب لغرفته لكى ينام . . و عندما رأته مهره ينهض هتفت بغيظ و ضيق .
= اوف اخيرا .
اوس و هو صعد على السلم ذاهبا لغرفته ، خرج مهره من غرفتها و هى تتصنع الهبوط إلى الاسفل كي تنفذ مخططها و عندما اقترب منها اوس الذى لم ينتبه لها فى البداية و لكن عندما وقعت عينيه عليها تصنم فى مكانه و هو ينظر لها عيون متسعه و الدهشه و التعجب تسيطر عليه . . و عندما فاق من صدمته من مظهرها عندما اقتربت منه هتف اوس بتسال و هو يرفع احدى حاجبيه باندهاش و هو يقول .
= انتى راحه فين و فى الوقت ده ؟
مهره بتساؤل و استغراب مصطنع و هى تهتف بدلال و هى تتصنع البرائه .
= اوس انت لسه صاحى ؟ .
ليجيبها اوس بعصبيه و هو ينظر ل مظهرها بغضب و كيف لها ان تغادر غرفتها و هى بتلك الحالة ، فهتف بها بحدة .
= انتى مالك به اتخمدت ولا لسه ؟ و ردى على سؤالى انتى رايحه فين فى الوقت ده ؟
هتفت مهره بلامبالاه و هى تتصنع البراءه فى نظارتها له و هى تقول .
= هكون راحه فين يعنى يا اوس راحه اشرب .
ليطالعها اوس من اخمص قدميها لأعلى رأسها و هو يرفع حاجيبه باستنكار و يشير على ملابسها قبل أن يهتف باستنكار و تساؤل و هو يقول بانكار .
= بلبس ده ؟ هنزل تشربى بالبس ده .
مهره كانت لبسه قميص قطنى مرسوم على صدره توم و جيرى و يصل ليها لغاية الركبه و لكن القميص كان مجسم عليها و يظهر تناسق جسدها ، فحين هتفت مهره بزهول و براءه مصطنعه و هى تقول .
ماله لبسى يعنى . .
لتدعى مهره النظر الى ملابسها بتعجب من نظرات اوس لها و هى تهتف و هى تتصنع الصدمه .
= يا نهار اسود انا . . انا مخدتش بالى و بعدين ما تصورتش انى هشوف حد و انا نزله ان فى حد هيكون موجود تحت فى الوقت ده .
ليردف اوس بهدوء و هو يبعد نظره بعيدا عنها و هو يقول .
= طيب خلص اطلعى اوضتك متنزليش بالشكل ده لحد غير يطلع من اوضته و يشوفك بالمنظر ده .
هزت مهره بالايجاب و هى تركض على السلم لكى تصعد الى غرفتها و لكنها تصنعت السقوط فجأه و صرخت مهره صرخه خفيفه و هى تتأوه بآلم مصطنع .
= آه .
ليهتف اوس بتحذير و لهفه و هو يتقدم عليها بلهفه و هو يصرخ بها .
= خلى بالك يا مهرررره .
اوس التقطها قبل ان تسقط و هو يردف اوس بتساؤل و هو يساعده على الاعتدال فى وقفتها و هو يقول .
= انتى كويسه ؟؟
لتومأ له مهره برأسها نافيه و هي تتاوه و تتصنع الألم و هى تقول .
= آآآه رجلى .
اوس و هو يهتف بتساؤل و هو يطالعها بتفحص و هو يقول .
= مالك ؟؟ فيكى حاجه ؟
لتهتف مهره بنبرة باكية و هي تمسك بقدمها و هى تقول .
= رجلى مش قدره .
و تنظر له بعيون باكية تنهمر منها الدموع ليردف اوس بهدوء و قلق و هو يراها بتلك الحاله .
= طيب خلص اهدى انا هشيلك و اوديكى اوضتك .
لتنظر له مهره و هى تتصنع الخجل و البراءه و هى تقول .
= لا لا لا ما يصحش انا همشى لواحدى . .
و تصنعت انها تصعد خطواتنا ثم تاوهت بالم مصطنع .
= آآآه .
ليردف اوس بتحذير و هو يقترب منها و هو يقول بقلق .
= خلى بالك ما قولتلك من الاول تعالى .
قام اوس بحملها كالعروس على ذراعه و صعد السلم متجها بها نحو الأعلى و ادخلها اوضتها و وضعها على السرير و ابتعد عنها ؛ فهتفت مهره بنبره منخفضة تصنعت بها التعب و هى تقول .
= شكرا يا اوس تعبتك معايا .
ليجيبها اوس بحنان أخوي و هو لا يعلم ما تضمه له هذه الحرباء المتلونه بخبث .
= العفو دا انا زى الواد حمزه ولا ايه ؟
لتردف مهره و هى ترمقه بغيظ و تجيبه بغيظ و هى تقول .
= اه طبعا طيب ممكن طلب ؟
ليهتف أوس بهدوء و هو يهز راسه بالايجاب و هو يقول .
= اوامرى .
لتردف مهره بتساؤل و هى تطلب منه .
= فى الجورد اللى هناك ده فى مرهم ممكن تجيبه ليه علشان ادهن بيه .
ليومأ اوس براسه موافقا و هو يتجه الى جورد الكاميدينو و بحث عن ما طلبته منه .
= ماشى .
وجده و اخذه و عاد مرة اخرى ل مهره وقف امامها و هو يردف بتساؤل .
= اتفضلى عايزه حاجه تانى اجبها لك .
لتنفي مهره بشدة و هي تجيبه بهدوء .
= لا شكرا .
مهره عملت نفسها بتدهن رجليها و هي تتصنع الألم لتتاوه بشدة لتجذب نظره لها كي تكمل تنفيذ باقي مخططها ؛ و هى تنظر له بطرف عينيها له و هى تقول .
= آآآه
ليرفع اوس عينيه اليها و ينظر لها و هو يهتف بتساؤل و حنان و هو يقول .
= ايه مالك ؟ بتوجعك ؟
لتجيبه مهره بمكر و دموعها تنهمر على مجنتها بتصنع و هى تهتف .
= مش قادره ادهن رجلى .
ليردف اوس ببلاهه و حسن نيه ؛ و هو يقول بهدوء .
= طيب هاتى انا ادهنها لك انا .
اوس اخذ منها المرهم و قعد عند رجليها يدهنها و عندما قام بوضع يده على قدمها لكى يدهنها و لكن مهره صرخت بصوت عالى جدا كي تيقظ الجميع و قد نجحت فيما تفعله . . ليتوقف الأخير عما يفعله بانتفاضه و فزع و صدمه ، و زهل اوس من رد فعلها الذى هو مبالغ فيه كثيرا لم يكن يضغط على قدمها بتلك القوة ، ليدق قلبه بعنف و توتر ليقف مشدوها و هو يطالعها بذهول . . فهتف و هو ينتفض بفزع و يذهب سريعا لها و هو مشدوه من صرختها و فعلتها تلك و قام بوضع يده على فمها ليكتم صرختها .
= بس الله يخرب بيتك فضحتينا لو حد سمعك صوتك ده هيقول بنعمل ايه ؟
كل اللى فى البيت سمع صوت صراخ مهره الذى افزع الجميع فركضوا باتجه غرفتها و راه اوس و هو قريب من مهره و وضع يده على فمها لينظر له الجميع بصدمه مصعوقين مما يرون و لم يستوعب احد ما يحدث بينهم ، و انظارهم موجهه ل اوس باحتقار و امتعاض ليتقدم منه أدهم مباغتا و قد احمر غضبا قبل أن يهدر بصوت جهوري . .
ليطالعهم ادهم باستغراب قبل أن يهتف بغضب و بصوت جهور و هو يصرخ يقول .
= انت بتعمل ايه ؟
ليهتف اوس سريعا بقلق من غضب والده الذى لا يعرف سببه ؛ فاجابه بتسرع .
= يا بابا انت فاهم غلط انا هفهمك كل حاجه .
عندما حمزه شاهد هذا المشهدو مظهر اخته الذى وجدها تبكى بحرقه و دموعه منهمره على خدها . . ف لم يتحمل حمزه حتى ان يستمع ما الذى سوف يقوله اوس و اتجه له و قام بامسك اوس من لياقة قميصه و هجم عليه و يقوم بضربه .
هتف حمزه و قد نال منه الغضب و احمرت عيونه و برزت عروقه قبل أن يقول بنبرة غاضبه .
= انت عملت ايه يا حيوان يا زباله و الله لادفنك مكانك .
كل الشباب حاولوا يبعدوا حمزه بقوة و هما يجذبوه بعيدا عن اوس الذي يقف و قدميه لا تساعده من الخوف و الفزع و الفهم الخاطئ له و قد تحدثت معالم وجهه بما في نفسه من هذه مشاعر و هو مسيطر على احساس و كأنه كالمشلول لا يعرف هل له من الخلاص ام انه سيلقي بجحيم تهمه لم يفعلها . .
ليهتف اوس بعصبيه و قلق و هو ينهض .
= و الله انتوا فاهمين الموضوع غلط .
ليهدر حمزه بصوت غاضب جهوري و هو يقول .
= غلط ايه يا ***
ليهتف ليث بعصبيه و امتعاض و هو يصوخ فى حمزه .
= حمزه احترم نفسك .
نظر لهم حمزه بـأشمئزاز و إحتقار و غضب و مشاعر عديده مختلطه و ملامح وجهه يعتريها علامات نفور و إمتعاض و احمرت و انتفخت اوداجه من الغضب و العصبية و هو ينظر لهم بإزدراء قبل أن يهتف بزمجرة غاضبة كوحش ناري سيلتهم من يقابله ؛ و هو يقول بغضب .
= احترم ايه اللى انت بتتكلم عليه ؟ ما انتوا لو محترمين مكنتوش تعضوا فى لحمكم ؛ بس انا اللى غلطان انا عارف انه واحد و*** كان المفروض وقتها ابعد اختى من بيت فى واحد اب***
اما عن اوس في كان في عالم آخر ، عالم يشوبه السواد و الظلمه فهل ما يحدث حقيقي ام مجرد كابوس و خيال !!! فقد تضاربت مشاعره بعد حديث حمزة معه و صمت البعض الآخر من العائله ؛ و ما بين قلق و خوف مما يظنه والديه به و ما شعورهم نحوه و هل انتهى هو بالنسبه لهم و ينفورن و يشمئزون منه ايضا فهو يهاب من تلك المشاعر و الأفكار التى اكتسحت وجدانه هو يخشى ان تزيد هذه المحادثه و سوء الفهم ارقهم و حزنهم فيكيفهم ما مروا به من حادث أخيه الذى ارهقهم الحزن و الألم و الخوف ، فهل سيخذلهم أيضا باتهام شنيع ليس له أساس من الصحة لا لا لا . . هل يظنون ان فعلا خائن و من الممكن ان يغدر بهذه الريقة باهل بيته ؛ فحين هتف حازم بعصبية و غضب و هو يقوم بصفع ابنه صفعة قويه و هو يقول .
= اخرس مفيش اى احترام .
لقد اظلمت عينين حمزة بسواد قاتل و تأججت النيران بصدره لتحيط هذه النيران كل انش فى جسده ليزيده اشمئزاز و نفورا منهم قبل أن يهتف بنبره شيطاني و جفاء لوالده و قد تخطا كل الحدود و نزع عنه رداء آلادب و الاحترام . . ليغضب حمزه من أبيه ليهتف بسخريه و سخط و جفاء و نبرته تشوبها نبرة شيطانية و هو يقول بغضب اعمى .
= احترام ؟! احترام ااااايه ؟ اه ما انت لو بنتك مكنتش قلت كده و كنت ولعت الدنيا علشانها ؛ بس هى مش بنتك علشان كده عادى اللى بيحصل معاها بالنسبة ليك .
لتهتف لبنى بغضب و حنق و هى تقوم بضرب حمزه على صدره و هى ى تقول بغضب .
= ايه الجنان اللى بتقوله ده انت اتهبلت ؟ حازم عمره ما عامل مهره على انها مش بنته ده بيحبها اكتر منك انت نفسك .
ثم التفت لبنى الى ابنتها و هى ترمقها بنظرات حارقة و هى تقول بغضب .
= و انتى ايه اللى جاب اوس عندك هنا الاوضة فى وقت زى ده ؟
اما سارة فالصدمه الجمت عقلها و جسدها من حديث أدهم و اتهامهم لولدها ، كانت تلف ذراعيها حول نفسها بقوة و هي تتابع حديثهم بغضب و ضجر و دموع متحجره لما احل بها هي و أولادها . . تشعر داخلها بالتهاوي و هي تنظر لحمزة بامتعاض و قد احمرت عينها غضبا . . و هي تتسائل داخلها بنفور و امتعاض عن كيف لهم ان يتهم ابنها بمثل هذه التهمه و هو يعلموا جدا كيف يعامل اوس مهره و ياسمين .
اعتدلت مهرة فى مكانها و هي تتصنع الحزن و الضعف لإنهاء هذ المخطط القاسي بفعل أقسى منه ، الكل نظر لمهره ينتظر ان يعرفوا ماذا سوف يكون ردها على حديث والدتها ؟ و اوس الذى ظر لها و هو يبتسم ابتسامته الساحرة الواثق انه اخيرا سوف يستعموا الى الحقيقة من مهره و تنتهى هذه المهزلة الذى تحدث . . و لكنه لا يعلم أن ليس كل أحلامه الوردية تصبح حقيقه ؛ ولا يعلم ان ستتدمر احلامه هذه بمجرد تحريك مهره لفمها ؛ لكنه لا يعلم أنها ستخيب آماله و تسقط الاقنعه و يبدأ الفصل الثاني من مسرحيتها ليصفق لها ابليس و ها هي تسطر المشهد الأخير من مسرحيتها ، و هتكون جلاده ، فهي كانت تخطط لهذا منذ زمن فكيف لها أن تنقذه و ترفع الستار و تكشف عن الحقيقه و تبرئه و هي تريد ايقاعه بشركها . . و لا يعلم ما النيران الذى سوف تلقيه فيها مهره . . و لكن يبقى السؤال المحير هل سوف يقبل اوس ان يكون هو الضحية و هى الجلاد ام انها يثبت انه ابن ابيه و يقلب السحر على الساحر .
يا ترى ايه هيكون رد مهره ؟
يا ترى ايه هيكون رد فعل اوس على ما يحدث معه ؟
يا ترى ايه ادهم سوف يفعل مع اوس ؟
انتظروا الفصل القادم .
يتبع .
******
أنت تقرأ
رواية الضلع المائل "قلوب صعيدية الجزء الثانى سابقا"
عاطفيةعشقها منذ الصغر بقوته و رجولته و عنفوانه منذ ان وضعوها بين ليصبح حبها له حب مستحيل . ليلعب القدر لعبته ف تخونه حبيبته مع غيره و تصبح ملك ل رجل غيره قبل ان تكتب على اسمه و يصدم عندما عرف فعلتها فتصبح حياتها رهينة بين يديه ليصدمها بقسوته وتكبره و جبرو...
