الفصل العاشر

8.7K 209 7
                                    

رواية قلوب صعيدية الجزء الثانى
الفصل العاشر
بقلمى / هدير خليل

توجهت أنظار الكل لتنظر على مهره ، منهم من ينظر لها بحزن على حالتها و منهم من ينظر بتساؤل و تعجب و منهم من ينظر بأمل لإثبات براءته و ينتظر ان يعرف ما الذى سوف تنطق به لتبراءه من هذا الوضع المشين الذى وضعته فيه ، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، لتدحرج مهره نظراتها بينهم و تطالعهم بصمت و بكاء مصطنع و هي تحبك مخططها الدنئ
كالذئب الذي يتربص بفريسته ، فهي نجحت بمخططها و استطاعت فى إيقاع فريستها بشباك الصيد لتنفيذ انتقاما ، لينفذ صبر البعض منهم و أكثرهم والدتها لتصرخ هاتفه بها بقوة لتنهي هذه المهزلة . . لتهتف لبنى بحدة و صريخ عالي و هي تطالع ابنتها بنفاذ صبر
= ما تنطقى مالك ساكته كده ليه ؟ قولى ايه اللى حصل ؟ و ايه اللى جاب اوس عندك فى وقت زى ده ؟
ليطالعها حمزه بحنان و هو بحثها على الحديث بهدوء و هو يقول .
= ما تخفيش يا حبيبتى قولى محدش هيقدر يعملك حاجه مهما كان مين هو ؟
نظر له والده بعتاب و حزن من حديث ابنه و لكن حمزه ابعد عينه بعيدا عن والده و نظر ل اخته ، لتردف مهره بارتباك مصطنع لجذب تعاطفهم لتسيطر على فريستها
= هو . . انا . .
لتهتف لبنى بغضب و هي تهز جسد ابنتها بقوة .
= ما تنطقى يا بت نشفتى دمنا ؟؟؟
لتردف مهره بكذب و هي تخفض بصرها
= انا كنت راحه اشرب و بعدين اوس شافنى و . .
ليحدثها اوس على الحديث هاتفيا سريعا حتى تقول ما حدث معهم و ينتهى من هذه المهزله .
= كملى يا مهره .
لتطالعه مهره لثواني ثم تحول انتظارها لوالدته و تردف ببكاء و خوف مصطنع و هى تقول .
= بعدين رجعت اوضتى و انا بقفل الباب لقيته زق الباب و دخل و حاول . .
مهره ظلت تبكى بشدة امام الجميع و صدمه الجمت كلا من اوس و من معه بنفس المكان ، و تجحظ عين حمزة من الغضب ، ليصعق اوس بشده من حديثها و تسيطر عليه نوبه غضبه و تنفر أوردته من مكانها و يحمر وجهه من الغضب و هو يصره بها بصوت جهور ارتعبت منه مهره للحظه .
= انتى بتقولى ايه انتى اتجننتى ؟
لينظر حمزه ل اوس بغضب و احتقار و هو يهتف بعصبيه و باقى الشباب ممسكين به فى محاوله لكى يبعدوه عن اوس و هتف بغضب .
= انا هعرفك الجنان يا***
ليصرخ اوس بعصبيه و غضب و هو يطالعهم بأمل أن لا يصدقوها .
= دى كدابه انا معملتش ليها حاجه هى تلقيها مشيت مع واحد و عايزانى تلبسنى انا الليله و . .
قطعته صفعه قويه من والده هبطت على وجهه و أدهم يهتف به بغضب و امتعاض و هو يقول .
= اخرس يا*** ما انا معرفتش اربى فهتوقع ايه منكم ، بص انت هتجوز مهره بكره مع اخوك .
ليهتف اوس بنفور و امتعاض و هو يؤشر على مهرة باشمئزاز و هو يهتف باعتراض .
= مستحيل ليه شايفنى مختوم على قفايا علشان اخد واحدة زى دى و الله ما يحصل انا مش بلم بواقى حد .
لتهتف مهره بعصبيه و هي تطالعه بسخريه و غضب و هى تقول بحدة .
= اخرس يا حيوان انا محترمه اكتر منك . . من قالك انى هوافق انى اتجوز واحد زيك .
ليردف اوس بلامبالاه و نفور و هو يقول بسخط .
= هو انتى شيفانى مموت نفسى عليكى .
لينظر حازم له بحده و شراسه و هو يهدر بصوت غاضب .
= اخرس بقى انا ساكت لك من الصبح احترام لابوك بس مادام انت مش محترمه يبقى تحط جزمه فى بؤك بدل ما انا اجى احطهالك انت فاااااهم .
ليهتف اوس بهدوء و هو يقول .
= يا عمى انا . .
لينظر له ادهم نظرة مميته و هو يقاطعه بصوت أمر غاضب فهو بسبب ابنائه و تصرفاتهم المتهور يقوموا بتعريضه للاهانه ، فهتف به ادهم بحدة .
= خلاص مش عايز اسمع كلام تانى فى الموضوع ده ، اوس و مهره هيتجوزوا بكره مع ليث .
لتردف مهره باعتراض و هى تقول .
= لكن يا عمى . .
لينظر ادهم لها بحنان و هو يحدثها بهدوء و إقناع قبل أن يوجه حديثه لابنه هاتفيا بحدة و صرامه و هو يقول لها .
= مهره يا حبيبتى انتى استخيرى ربنا قبل ما تقولى اى حاجه و اللى فيه الخير يقدمه ربنا و بكره قوليلى قرارك . . و انت يا بيه هتفضل فى اوضك متطلعش منها لغاية ما نعرف قرارها و طول ما انت فى الاوضه هيفضل معاك واحد ، و لو مهره رفض الجواز مش هتقعد فى البيت ده ثانية واحدة .
ليهتف اوس بسخريه و حزن و هو يقول .
= مخلى واحد يرقبونى يعنى و كمان بتطردنى من بيتى علشانها .
ليحيبه ادهم بقوة و يتركه ليوجه حديثه ل حازم .
= بضبط كده اذا كان عجبك . . و انت يا حازم فكر فى الموضوع كويس انت و لبنى و عرفونى بقراركم .
لتنظر لبنى له بهدوء و هي تردف بثقة .
= ادهم انا قبل كده وثقة فيك و عمرك ما خنت ثقتى دى فاكيد انت بتعتبر مهره زى ماسه و هتختار الصالح ليها انا واثقه فى قرارك .
لتتحدث مهره فى نفسها بسخريه و هي تطالع أدهم بحقد .
= ايوه فعلا ده ملاك و ثقه ثقه يعنى .
ليهتف ادهم بجديه و هدوء و هو يوجه حديثه لجميع .
= مش هخيب ثقتك دى يا لبنى ابدا انتى اختى زى ليلى ، يالا كل واحد على اوضه و بكره هنعرف قرار مهره .
توجه الكل الى خارج الغرفة ذهبون كل شخص منهم لغرفته و تركوا مهره لترتاح ، و اوس و هو خارج من غرفتها نظر لها بغل و كره و هى تبادله النظرات بسخريه و خبث .
حازم جلس هو و آدم و ادهم فى الصاله يتكلموا عن فكرة الزواج التي طرحها أدهم و عواقبها فهو لا يحبذ هذ الفكره و لا يبتلعها لكن هو لا يجد بديل لهذه المهزلة . . ليهتف حازم بعدم اقتناع و هو يضع يده على ذقنه بتفكير .
= يا ادهم لو اعتبرنا انه طيش من اوس او حتى حب و ده مستحيل الناس مش هتساكت و هتتكلم عليهم انت نسيت ان مهره اكبر من اوس .
ليردف آدم بهدوء محاولا ان يقنعه و هو يقول .
= ايه اللى بتقوله يا حازم ده بس هو يعنى الناس هيشوفوا بطاقتها قبل ما يتجوزوا ، و بعدين يعنى هو فى حد بيفكر كده دلوقتى .
ليهتف حازم بضيق و عدم اقتناع و هو يقول .
= انت ليه محاسسنى انك مش عايش فى الصعيد ، هنا غير يا ادم .
ليهتف ادهم بهدوء و هو يطالعهم بجديه
= يا حازم احنا عأرفين الصعيد كويس و بعدين ما السيده خديجه رضى الله عنها اتجوزت من الرسول صلى الله عليه و سلم و هى اكبر منه و كمان كانت متجوزت قبل منه فاحنا مش بنعمل حاجه جديده ولا حرام .
ليهتفوا آدم و حازم معا .
= عليه الصلاة و السلام .
ليهتف ادهم بجديه و لامبالاه و هو يقول بهدوء .
= و بعدين يا سيدى لو حد اتكلم دلوقتى بعدين هينسوا و ديه عادة الناس فاحنا مش هنوقف حياتنا علشان كلام الناس قولت ايه ؟
ليردف حازم بقله حيله فهو لا يجد ما يفعله لإنهاء هذه المهزله غير الاستسلام لما يقوله ادهم .
= اللى فيه الخير يقدمه ربنا و نستنا لبكره لما نعرف مهره هتقول ايه ؟ و وقتها يحلها الحلال .
لينهض ادهم من مكانه و هو يهتف بهدوء و نعاس .
= ماشى يلا ننام و نشوف بكره ايه هيحصل ؟ و مهره ايه هيكون قرارها وقتها ؟
على الجانب الاخر فى نفس الوقت عند مهره .
تجلس مهره علي سريرها و تحدث نفسها بحيرة و سعاده في أن واحد و نبرتها يطغى عليها الفرح و الحماس لنجاح مخططها و أولى خطوات نجاح انتقاما .
= مكنتش متوقعه من ادهم انه ممكن يطرد اوس لو رفضة الجواز منه هو كده حيرنى اكتر يعنى اختار اتجوزه و انكد على اهلهم ولا اختار انه يتطرد اوف اعمل ايه ؟
توجه الكل لغرفته و ذهبوا لكي يناموا و و هم ينتظروا ان يعرفوا ما الذى سوف يحدث فى ما حدث و ماهو قرار مهرة و ماذا إذا رفضت و هل ستقبل ؟؟ فحين أن البعض منهم يتسائل لما فعلت هذا و كذبت !! و هناك من يصرخ عقله ان النصائب لما لا تأتى فرادة .
في الصباح اليوم التالى .
كان الكل جالسون على المائده لتناول الفطار و لكن محدش فيهم عايز ياكل يجلسون في جو يسوده التوتر و الحزن و الحيرة كل واحد مستينى ايه اللى هتقوله مهره ، و كل شخص شارد بنظراته على طبقه فمنهم من يصدق و منهم من لا يصدق و منهم من يعيش شعور الانتصار بكسب و نجاح أوله خطوات انتقامه و منهم من خائف من ضياع محبوبه من بين يديه و قلبه ينزف . .
ليردف ادهم  بنبرة أمره هادئه و هو يوجه حديثه ل ابنه محمد .
= محمد روح انده اوس .
محمد ذهب لينادى على اوس و هبطوا ليرى الجميع جالسون حول مائده الطعام و منتظرين قدومه ليسمع ما هو قرار مهرة ليسخر في نفسه من هذه المسرحيه الهزليه التي بطلتها أفعى رقطاء تمثل البراءة بفشل ذريع ، الأمر الذي يصيبه بالاشمئزاز و الغثيان بمجرد ان يقع نظره عليها . . ليطالع اوس والده بتهكم و هو يهتف بسخريه .
= ايه يا بابا ادتني افراج ولا ايه ؟
لتردف سارة بهدوء و هي تحاول التحكم في غضبها من ما وصل إليه ابنائها و تهتف به .
= اوس اسكت دلوقتى .
لينظر اوس لوالدته بعدم تصديق و نظراته محمله بخيبه امل و عتاب قبل أن يهتف بذهول و حزن و هو يقول .
= حتى انت يا ماما مش مصدقتنى .
لتردف سارة  بحنان و هي تنظر له بنظره مطمئنه حنونه و هى تقول .
= علشان خاطري اسكت بس دلوقتى و بعدين هنتكلم .
ليومأ اوس برأسه و هو يحدق بها بحزن قبل أن يهتف بطاعه .
= حاضر .
ليهتف ادهم بتساؤل و هو ينظر الى مهره بهدوء .
= ايه يا مهرة قرارك ؟
لتطالع مهره اوس بغل و استفزاز قبل أن تهتف بخبث و نبره مستفزة .
= انا موافقه بس انا عندى شرط ان العصمه تكون فى ايدى زى مرات ليث .
ليهتف ليث بعصييه و غضب و هو يطالعها بحقد و يقول بحدة .
= انتى حالا خلتيها مراتى ايه القرف ده بس .
ليطالعها اوس بحدة و قوه و هو يهتف بشراسه و غضب عارم و هو يقول .
= انا هقولك حاجه انا مش عيل قدامك باخد الرضعه . . انا لو فيها اسيب البيت ولا ان انتى اللى يكون العصمه فى ايدك مش كفايه انى هتجوزك اصلا .
ليهتف حمزه بعصبيه و غرور و عيني تطلق شرارات الغضب و قال و هو كاره لكل الذى يحدث .
= انت تطول تجوز واحده زيها و بعدين انت ناسى عملت معاها ايه ؟
لينظر له اوس بتهكم و هو يردف بثقه و شراسه مبطنه بخبث و هو يقول بمكر .
= ان كان على الطول ، ف اه أطول و اطول اكتر من كده . . و ان كان على اللى عملته فانا معملتش كده لوحدى .
ليطالعه حمزه باستغراب و هو يهتف بتساؤل و حدة .
= انت قصدك ايه ؟
اجابه اوس و هو يهتف بمكر و هو يطالعها بحقد .
= قصدى ان اختك المصونه هى اللى ندهت عليه علشان ادخل عندها الاوضه .
لتنتفض مهره من مكانها كمن لدغتها أفعى و هي تصرخ بصوت عالي .
= كداب انا مستحيل اعمل كده .
ليردف اوس بهدوء و برود و هو يطالعها بكره و برود مستفز
= انا مش كداب أكبر  دليل على كلامى انك  كنتى مستنيانى بقيص النوم .
ليهتف حازم  بعصبيه و عدم تصديق فهو يثق في مهره ثقه عمياء و يقبل ان يقال عليها هز الهراء .
= انت بتقول ايه انت اتجننت انا بنتى عمرها ما تعمل كده .
لتردف مهره بتأكيد على حديث حازم و هى تهتف .
= انا كنت نايمه فى اوضتى فطبيعى اقعد فيها باللى يرايحنى .
لينظر اوس لها نظرات خبيثه و هو يهتف بتساؤل ماكر و يوضح و يقلب الأمر عليها بطريقه متخابثه و هو يقول .
= انتى مش قولتى انك نزلتى تشربى و انا اول ما شافتك طلعت وراكى يعنى نزلتى بالقميص و اتكلمتى معايا و بتدلعى قدامى و انتى بالمنظر ده يعنى ده دعوه صريحه منك لي صح ولا انا غلطان .
لتنتفض مهره و هى تهز برأسها بشده سريعا و هي تهتف بخوف و قلق من كشف مخططها و هى تقول .
= لا طبعا انا لما نزلت نزلت فعلا بالقميص بس انا كنت فكره ان مفيش حد تحت و لما شوفتك اتكلمك معاك على اساس انك زى حمزه مكنتش فكره انك هتعمل معايا كده .
ليهتف اوس بسخريه و صرامه و هو يطالعها باشمئزاز و حقد و هو يقول ببرود .
= طيب ياختى انا العصمه هتكون فى ايدى يا اما خلينا اخوات و اسيبلك البيت لغايه ما تجوزى و وقتها يبقى ارجع بيتى .
مهره ساكتة و مردتش و متسمرة فى مكانها فهي لا تعلم ماذا تفعل حائره فقد بائت خطتها على وشك الفشل و ليس أمامها الا ان تقبل بخيار من الاثنين حتى تكمل انتقامها ولا تقع في فخ اوس و يكشف مخططها امام الجميع . . لتفكر و تختار القرار الأنسب لخططها لتخرج من شرودها على حديث أدهم موجه لها يحثها على اتخاذ قرارها . . ليهتف ادهم بتساؤل و هو يهتف باسمها .
= مهره ايه قرارك موافقة على اللى قاله ولا لا .
لترفع مهرة عينيها و هي تومأ بالموافقه مؤكده بحديثه و نظرت الى اوس بغل و هى تهتف .
= موافقه .
اوس رد ليها نفس النظره و هو ينظر لها بتحدي و هو برفع جانب شفتيه باشمئزاز منها و نفور منها و عيني تنطق بالحقد و كلاهما يتوعد بالانتقام .
ليهتف ادهم بصرامه و أمر لينهى هذا الامر .
= ماشى يالا اطلعوا الكل يجهز علشان الفرح بالليل .
ياسمين عنيها كانت مليانه دموع بس محدش لحظها غير حمزه . . و هى طلعت على اوضتها تحاول تخبى دموعها و طلعت خلفها ماسه لانها تعلم سبب تلك الدموع المتحضرة في عينيها ، وصلت لغرفتها لتطلق لدموعها العنان لتنزل ملطخه وجنتيها بشده كسيل جارف لتسقط دموعها و تسقط و هي تسمع صوت تفتت قلبها المنكسر ، فهي تعلم أنه لا يحبها لكن كان لديها بصيص من أمل يشعر بقلبها و يستمع لنبضاتها المتعاليه بجانبه ، طلعت ماسه وراها لأنها تعرف مشاعرها اتجه اوس ، بحثت عنها لتجدها جالسه على الأرض البارده متكأه على الحائط و تضم قدميها لصدرها و تحاوطهم بيديها الصغيره و عيونها متومه و منتفخه من كثرت بكائها بألم و قهر و تئن بألم و شهقاتها تملئ الغرفه اما حمزه طلع راح الاسطبل و هو يشعر باختناق و هو يفكر بما حدث مع اخته و يفكر ب ياسمين و دموعها هو يعلم أنها تهيم حبا  فى اوس ، ليحدث نفسه هل زواج اخته من اوس سيكون في صالحه و يقربه من ياسمين ام ستظل تنفر منه و تعامله بحده و شراسه ، هو يعشقها لكنه مقهور و متالم لدموعها و متالم أضعاف لسبب دموعها يا الله ما أقسى شعور ان تعشق من لا يعشقك و يحب غيرك و يبكي من أجله ، أما هو فهي تستفزه بنفورها منه و شراستها معه و تغضبه و تقتله بحبها المزعوم لهذا الأوس .
               فى الليل
الكل واقف بيجهزوا علشان الفرح و ليث و اوس بيجهزوا و هو يفكر فى كم المه عدم ثقت اهله به فالان هو يشعر بشعور قاسي على قلبه لعدم تصديقهم له و عدم ثقتهم به ، لكن مهلا فأنا لن اعفو عن تلك الأفعى و لن اطلب العفو أيضاً على ذنب الق بجبيني و لم يكن من فعل يداي ، لتحتد ملامحه و عينيه أصبحت قاتمه شرسه أثناء شروده ليضغط على قبضة يده بشده ليسيطر على إنفعالاته التي تحثه على تمزيقها اربا ، فهو لا يستحق هذا ابدا .
نظر اوس الى اخيه الواقف بجواره يتجهز امام المراه بضيق فقال اوس بسخريه .
= انت مش ملحظ ان احنا فكل حاجه حتى المصابيب مع بعض .
لينظر ليث له باستغراب و يردف بمرح سخط من حالهم معا و هو يقول .
= انا مش عارف اهو انت من يومك مضيقنى فى بطن امى و كمان فى المصايب و حتى فى فرحى اللى انا اصلا مش ضيقه برضوه ورايه انا مش عارف ياخى ايه ده .
ليهتف اوس بجديه و هو يلتفت لليث بارتباك .
= ليث انا عايز اسالك سؤال ؟
نظر له ليث بهدوء و هو يقول .
= اسال ياخويا .
ليهتف اوس بتساؤل و هو خائف أن يخيب امله من رده .
= انت مصدق انى اعمل كده فى مهره .
ليردف ليث  بهدوء و جديه و هو يقول .
= بص انا عارفك كويس عارفك بتموت فى الحريم بس . .
ليهتف اوس بضيق و حنق سريعا و خيبت امله سيطرت على ملامحه و هو يقول .
= خلص وصلت .
ليهتف ليث سريعا بصدق و حب و هو يقاطعه بضيق و بحنق من مقاطعته له .
= تعرف تسكت يا حيوان . . هو انا كنت بقول ايه . . اه كنت بقول انك نسونجى و لو بقرة معديه تعكسها بس عمرك ما تعمل كده فى حد من حرمة بيتك ده اولا . . اما ثانيا بقى ان انت عمرك ما كدبت و لو عملت حاجه زى كده كنت هتقول و مش هتخاف من حد ده انا مش ناسى يوم ما عكست واحدة فى المدرسه و المدير قفشك و بلغ امك و ابوك بس حظك ان ابوك مكنش قاعد و اول ما امك بتسالك انت عملت كده . . انا وقتها اقولك متقولش بس انت رحت قولتها ايوه انا عملت كده و بكل براده تقولها اصل انا بقدر الجمال .
ليهتف اوس بشقاوة و يختتم حديثه بحنق و هو يقول .
= ايوه طبعا بقدر الجمال و اهينى لبست فى حيطه من كتر ما بقدره .
ليقهقه ليث بشده على أخيه و هو يهتف بمرح .
= ههههه اما انت اللى و اخد واحدة قمر بتقول كده اما انا اقول ايه اللى حتى ما شوفتش خلق امها و يا عالم ايه اللى هشوفه .
محمد دخل و لقيهم بيرغور ليقطع حديثهم بغنائه بصوت مزعج و هو يقول بابتسامه واسعه .
= عند بيت ام فاروق ها ها . . الشجره طرحت بارقوق هاها . . عند بيت ام صلاح هاها . . الشجره طرحت تفاح هاها . . عند بيت ام ليث و اوس هاها . . الشجره طرحت شجرتك طرحت ايه ما علينا و الاسه لاسه نايلون .
ليهتف اوس  بعصبيه و غضب و يرمى عليه المخده و هو يقول بحنق .
= بس يا زفت .
ليهتف محمد بحماس و استفزاز و هو يبتسم باتساع و شده .
= الله مش فرحان بخواتى يا جدعان .
ياسين دخل بعد محمد و كان برضه بيغنى و هو يضحك على هيئة اوس و ليث الغاضبة . و ادلع يا عريس يا بلاسه نايلون . . ادلع يا عريس و عروستك نايلون .
ليهتف ليث بحنق و غضب و هو يتلفت حوله .
= فين الجزمه ؟
ليهتف ياسين بشقاوة و فرح و هو يرفع حاجبه باستفزاز .
= خالص يا جدع دا احنا فرحنين بيكم احنا غلطنين . . يالا بينا يا محمد نقعد جنب الحريم نغنى معاهم .
ليهتف ليث بقله حيله من جنون اخويه قبل أن يوجه حديثه الى اوس و هو يهتف بشك و يضيق عينيه .
= حسبى الله و نعم الوكيل .
و هو يكمل و هو ينظر على اوس .
= شكلك مش مطمنى انت ناوى على ايه ؟
ليهتف اوس بلامبالاه ثم يقسم في نفسه لمهره على فعلتها هذا ان يريها الويل
= كل خير
ثم يهتف بداخله بوعيد .
= و ا لله يا مهره لهوريكى النجوم فى عز الظهر .
ليهتف ليث فى نفسه بحقد و غل هو الاخر و هو يفكر فيما سيفعله بها فى تلك الفيروز .
= ماشى يا زفتة البرك و حياة امى لهوريكى ازى تطلبى طلب زى ده .
شرد كلا من التوأم في حياته الجديده المقبل عليها غصبا أو كارثه حياتهم كما يسمونها ، و يخططون ماذا سيفعلون و يستحلفون بالافاعي التي ستصبح زوجاتهم ، يندبون حظهم العثر ، يلعنون و ملامحهم هي من تتكلم عن ما يفكرون به من غضب و شراسه و اشمئزاز و نفور مشاعر مختلطه لكنها مشتركه بين التؤامين، ليتنهد كلا منهم بامتعاض و هم يشعرون بالعجز كالمشلول لا يعرفون كيف الخلاص من هذه المسرحية الهزليه المسماه بالزواج اجبارا .
يا ترى ايه هيحصل بين مهره و اوس ؟
يا ترى ايه هيحصل بين ليث و فيروز ؟
يا ترى ادهم هيتكتفى عن المشاهده ام انه سوف يراه ما سوف يفعلوه ابنائه ؟
انتظروا الفصل القادم .
يتبع .
********

رواية الضلع المائل "قلوب صعيدية الجزء الثانى سابقا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن