الفصل السادس و الثلاثون

6.6K 174 13
                                    

رواية قلوب صعيدية الجزء الثانى       
الفصل السادس والثلاثون
الكاتبة / هدير خليل

ذهب أدهم إلى المصنع وجعل ياسمين تأخذ ماسه وتذهب معها، بينما هو ذهب برفقة آدم وحمزه ليتحدثوا بعيداً عن المنزل. جلس أدهم بهدوء فهتف آدم بتعجب.
= خير يا كبير فى ايه؟؟
زفر أدهم أنفاسه قبل أن يجيبه.
= اقعد يا آدم عايزك فى حاجه مهمه.
جلس آدم وهتف بقلق فهيئة أدهم بوحي بأنه سوف يلقى عليه كارثه ابتلع ريقه وهو يطالعه.
= فى ايه؟؟
بادله أدهم النظرة القلقة على رفيق دربه قائلا.
= يوسف ش......
لم ينتظر آدم أن يستمع إلى باقى حديث أدهم ونهض مفزوعاً من مكانه هل قد فلذة كبده أم ماذا هو يشعر أن قلبه ينتفض داخل ضلوعه.
= ماله؟! حصله ايه؟؟ جراله حاجه؟؟ انطق يا أدددهم ماتنشفش دمى.
حاول أدهم تهدأته.
= اقعد وأهدى...
رد آدم بانفعال وحده حتى أن يده أخذت ترتعش دون أراده منه.
= أهدى ايه؟؟ أنا أعصابى باظت.. ما تتكلم على طول حصله ايه؟؟
نهض أدهم هو الأخر و وقف أمامه لا يعرف كيف يصوغ له الأمر ليهتف بتردد.
= هو كويس بس... بس هو... هو بيقى مدمن.
جحظت عيني آدم وكاد أن يسقط لولا ذراع أدهم الذى امسكه وساعده على الجلوس على المقعد مرة أخرى ليغمغم آدم بذهول وعدم تصديق.
= أنت بتقول ايه؟؟ قول أنك بتهزر... أنت بتهزر صح.. صح يا أدهم رد عليا.
لا يعرف أدهم كيف يشد بإزراه ليغمغم بعجز.
= آدم اهدى احنا لازم نعرف هو حصله كده ازاى ولازم نساعدة علشان يتعالج ويعدى من اللى هو فيه ده.
رد آدم بقهر فهو يفقد سنده فى هذه الدنيا يشعر أن قلبه يتمزق من الآلم.
= اهدى!! اهدى ازاى ابنى بيضيع منى زى محصل معايا أنت ناسى أنا ايه حصل معايا وكانت حالتى ازاى؟! أنا السبب اكيد هو بقى كده بسببى.
زمجره حازم بغضب فهو لا يحب أن يراه أخوته بهذا الضعف.
= آدم ايه اللى بتقوله ده فوق كده لنفسك لازم تقف جنبه عشان نساعده ونعرف ازاى نطلعه من اللى هو فيه.
غمغم آدم بيأس وهو يضع يده الاثنين على رأسه بعجز وقهر.
= هو أنا ليه بيحصل معايا كده؟! ليه أنا؟؟! عملت ايه غلط بتعقب عليه؟!
زمجره أدهم بحده.
= آدم وحد الله مش كده.
تمتم آدم بقهر واستسلام.
= لا اله الإ الله محمد الرسول الله.. أنا مش عارف اعمل ايه يا أدهم؟؟!
ربت أدهم على قدم آدم بمواساه.
= متقلقش احنا معاك مش هنسيبك يلا قوموا نخلص اللى ورانا علشان هنسافر بالليل هنروح له.
نهضوا كلا إلى طريقه لينتهوا من عملهم سريعاً، وبعد مرور الوقت عاد حازم إلى البيت الذى اخبر الجميع بذهاب أدهم وآدم إلى القاهرة لانتهاء من بعض الأعمال وتركوه ليهتم بالمصنع فى غيابهم.
وصلوا إلى القاهرة و اتجهوا مباشرةً إلى الشقة التى يمكث بها ليث، برغم من مقابلة أدهم لليث ولكنه لم يحدثه منذ وصولهم، هتف آدم وهو يطالعهم.
= هو فين دلوقتى؟!
رد ليث بهدوء.
= لسه منعرفش بس بعتنا مخبر يعرف مكانه.
أغلق أدهم هاتفه بعد أن حديثه به وعاد لهم قائلاً.
= يلا بينا عرفت مكانه.
غمغم حمزه باستغراب.
= ازاى عرفت مكانه بسرعة دى.
رد عليه بمراوغه.
= بطريقتى يلا.
ليهتف حمزه باعجاب.
= أنت لازم تشتغل فى المخابرات.
زمجره أدهم فالموقف لا يحتمل أى احديث.
= هنقعد نتكلم كتير.
حمحم حمزه بحرج.
= لا اتفضل حضرتك.
خرج هم الأربعة واتجه إلى أحد الشقق الذى أخبرهم بعنوانها أدهم، طرقوا الباب لتفتح لهم تلك الفتاة التى كان مع يوسف من قبل.
= نععم عايزين ايه؟؟!
نظر لها أدهم من أسفل إلى أعلى ليغض بصره سريعاً فهى كانت ترتدى قميص نوم وفوق روب، وقبل أن يتحدث أى منهم ظهر يوسف من خلفها وحضنها من ظهرها وقبلها فى رقبتها فهو لم ينتبه أن باب الشقة مفتوح فهو كان يعتقد أنها تضع القمامة بجوار باب الشقة كما هى معتاده فهمس بحميميه.
= بتعملى ايه يا حبيبتى؟!
فتحت أمل الباب أكثر وهى تجيبه.
= مش عارف يا روحى بس بشبه عليهم أنت تعرفهم.
نظر يوسف إلى حيث تشير برأسها ليتجمد فى مكانه من المفاجأه.
= ب..بابا..
هتف آدم ساخراً.
= ايه مش هتقولنا اتفضلوا؟!
رد يوسف بتوتر.
= اااا...اه اتفضلوا.
تقدموا إلى الداخل إلى الردهة والتى كانت تحتوى على منضدة صغيرة يوجد عليها هيروين وسجائر وبعض الأشياء الأخرى التى لا يظهر محتواها، تغضى أدهم على ما رأه وهتف وهو ينظر إلى يوسف.
= يوسف احنا جاين علشان نشوف علاج للى أنت فيه.
= ايه اللى أنا فيه؟! وتعالج من ايه؟! أنا كويس اهو قدامك.
صاح به آدم بحده.
= أما ادمانك ده بتعتبره ايه سيادتك؟؟
رد يوسف بحنق.
= أنا مش مدمن.. وحتى لو أنا مدمن فأنا مرتاح كده.. فياريت متدخلوش فى حياتى.
تدخل ليث بعصبيه.
= أنت مجنون ياض!! أنت مش عارف أنت بتعمل ايه فى نفسك؟!
صاح يوسف بضيق.
= اهو قولت بنفسى مش فى حد يبقا حاجه متخصكمش.
وقف أمامه آدم هاتفا باستنكار.
= ايه هو اللى ميخصنش؟!!! أنت مش شايف نفسك عامل ازاى؟؟
رد يوسف بضيق وهو يتهرب من عين والده.
= بصوا عشان متتعبوش نفسكم أنا عجبنى حالى كده.
جذب آدم وجهه إليه بحده.
= بصلى هنا.. حال ايه اللى عجبك.. أنك شمام و*** أنت بتهبب كده فى نفسك علشان وحدة بت *** زى دى.
رد يوسف بانفعال وعصبيه.
= بابا اللى بتتكلم عليها ده مراتى فلو سمحت متقولش عليها كده.
نظر له آدم بصدمه وعيون متسعه على أخرها بأى وحل القى ابنه بنفسه.
= أنت ايه اللى بتقوله ده؟!! اتجوزت من واحدة بت*** من قلة البنات المحترمه ولا انت بقيت*** ومعندكش نخوة ولا رجوله.
صاح يوسف بغضب أعمى.
= أنا مش عايز ارد عليك بس عشان أنت ابويا بس لو اتكلمت عليها تانى أنا مش هسكت.
كان صفعة قوية من آدم هى  الرد على حديثه.
= أنت بتهددنى؟!! بتهدد ابوك!! هتعمل ايه؟؟ هتضربنى ولا ايه هتعمل؟؟ بس أنا غلطان أنى بعملك كرجل بس أنا هوريك... ليث.. حمزه خدوه.
اقترب ليث من يوسف فهو كان يقف بجواره وامسكه من يده وجعلها خلفه يقيد حركته ويقترب منهم حمزه ليساعده على حمله وتحركوا به إلى خارج الشقة وسط صيحات يوسف.
= نزلوووونى بعدوا بعدواااا والله لأقتلكم نزلووونى.
ظل يوسف يصرخ ويتلوى بين يديهم ولكنه لم يستطيع الهروب منهم وأخذوه وذهبوا به إلى مصحه لعلاج الادمان الذى منذ أن قاموا بادخال يوسف إلى غرفته أخذ يصرخ ويكسر فى كل الذى يجده أمامه، بعد أن أغلقوا باب الغرفة عليه.
وقفوا فى الخارج أمام الغرفة ليتحدثوا مع الطبيب المعالج.
= احنا أخدنا منه عينه عشان نحد الكميه الموجوده فى جسمه وهنبتدى معاه العلاج على طول بس ياريت بعد ما يعدى أول أسبوع يكون فى دعم منكم عشان هو شكله رفض العلاج.
زفر آدم بحزن.
= هو هيأخد مده طويله علشان يتعالج.
اجابه الطبيب بتوضيح.
= إن شاء الله لو تقبل فكرت العلاج بسرعة وكانت الكميه اللى وخدها مش كبيرة فى جسمه يقدر يخف خلال شهر وفترة نقها بعدها شهر تانى يعنى خلال شهرين تلاته ويبقا كويس بإذن الله.
هتف ليث باستفهام.
= إن شاء الله هنقدر نشوفه امتى؟!
رد الطبيب بجديه.
= بعد أسبوعين هتبتدى الزيارة بس لو استجاب أسرع من كده يبقا هتقدروا تشفوه قبل أسبوعين.
صافح أدهم الطبيب قائلاً.
= تمام شكرا ليك ومش هنوصيك عليه ولو حصل أى حاجه معاك أرقام تليفوناتنا اتصل بينا فى أى وقت وهنكون عندك.
= تمام بعد إذنك.
عادوا إلى الشقة واستقبلتهم فيروز وحضرت لهم العشاء بعد أن انتهوا من تناول الطعام هو كذا ادعوا.. اخبرهم أدهم بمغادرتهم ولكن ليث وحمزه اعترضوا وحاولوا اقناعهم بالمبيت ولكن أدهم رفض ورجعوا الصعيد مرة أخرى. لقد مر أسبوع على وجود يوسف فى المصحة واقترب موعد زواج ماسه الذى تبقا عليه ثلاثة أيام... لقد اتصل الطبيب بآدم وأبلغه بتقدم حالة يوسف وأنه مسموح لهم بزيارته لو ارادوا لذلك سافر آدم وأدهم الذى رفض ترك آدم بمفرده، عندما دخلوا إلى غرفة يوسف ورأوا يوسف الذى نقص وزنه إلى النصف وظهرت هالات سوداء أسفل عينيه وأصبح ضعيف لقد حزن آدم من رأيت ابنه بهذا الوضع والذى زاد حزنه رفض يوسف الحديث معهم وخرجوا من الغرفة بدون أن يستمعوا إلى حرف منه لقد أتى حمزه وليث كانوا يرغبون فى زيارته ولكنه رفض أن يقابلهم، لتنتهى تلك الزيارة على هذا الوضع وعاد أدهم وآدم إلى الصعيد مرة أخرى بعد أن اتطمئنوا عليه فلم يتبقى على حفل زفاف ماسه الإ يوم واحد.
عند يوسف فى غرفته بعد أن غادروا سمع صوت أحد دخل الغرفه تبعها رائحة عطر ملئت المكان ليصيح يوسف بانفعال وهو يلقى بزجاجه المياه التى كانت بين يديه على الذى دخل الغرفة.
= أنا قولت مش عايز اشوف حد سبونى فى حالى.
صرخت أمل بآلم.
= آاااه آه حتى أنا يا يوسف مش عايز تشوفنى.
ركض عليها يوسف وامسك وجهها بين يديه بتفحص.
= أنا آسف أنا آسف والله ما كان قصدى أنتى كويسه فيكى حاجه.
هتفت بمحبه.
= أنا كويسه متقلقش هى بس خبطه بسيطه فى دماغى.
قبل يوسف مكان الضربه بأسف.
= أنا آسف.
ربتت على يده بطمئنينه.
= يوسف أنا كويسه تعالى نقعد أنت وحشتنى أوى.
رد يوسف بمحبه.
= وأنتى كمان.. أنتى مش عارف أنا بتعذب هنا من غيرك ازاى؟!!
هبطت دموع التماسيح من عيون أمل وهى تهتف بحزن مصطنع.
= أنت اللى مش عارف أنا بيحصل معايا ايه من غيرك!! أنت اهو هتخف وهترجع لأهلك وهتسيبنى وتنسانى.
جذبها يوسف إلى حضنه وهتف برفض.
= أنا مستحيل اسيبك أنتى روحى أنا مقدرش أعيش من غيرك وبعدين أنت كمان هتخفى وهنتجوز ونعيش مع بعض.
قامت أمل بدفعه وهى تصيح به بغضب.
= شوف أهيك عايز تسابنى أنا مش هتعالج وهفضل كده أنا عارف انتم كلكم بتكرهونى أنا مش هتعالج عشان حد أنت عايز تتعالج عشان تتجوز بت خالك وتسبنى ما أهو أهلك مش هيرضوا أن ابنهم يتجوز واحدة زى.
هتف يوسف بسرعة.
= لا مش كده... أنا هقف قصادهم وخليهم يوافق متلقيش.
امسك وجهه بين يديها وهى تسأله بحميميه.
= أنت بتحبنى؟؟
هز يوسف رأسه بحب.
= طبعا.
فهتفت أمل وهى تحاول أن تفرض سيطرتها عليه بخبث.
= لو كنت بتحبنى بجد خليك زى، عشان أهلك يرضوا بيا لما يلقونا زى بعض مش هيعترضوا.
رد يوسف بعدم اقتناع.
= بس احنا ممكن نكون مع بعض واحنا متعالجين ومحدش هيقدر يفرقنا.
هزت أمل رأسها بالنفى.
= مش هيرضوا.
حاول معها مرة أخرى ليقنعها.
= أنا هحاول معاهم وهخليهم يوفقوا.
هز رأسها باصرار.
= هيرفضوا وهيبعدك عنى.
همس باعتراض.
= بس أنا.....
قطعت أمل حديثه بقبله على شفتيه تبتلع بها اعتراضه وجداله لها.
= هشششش خلاص أنا عرفت أنت عايز ايه؟؟ أنا هسيبك خلى بالك من نفسك مع السلامه.
امسكت أمل حقيبتها ونهضت حتى تغادر ولكن يوسف جذبها إلى حضنه يمنعها من المغادرة.
= لا مش هسيبك أنا مش عايز حد غيرك.
رفعت عينها له.
= يعنى هتأخد معايا التذكرة.
هز رأسه بالإيجاب.
= أيوه.
فرحت أمل وقامت بتقبيله وخرجت من حقيبتها تذكرة الهيروين وجعلت يوسف يستنشقها وهى معه.
= أنا لازم امشى وهجيك تانى باى.
= باى.
بعد أن خرجت أمل من عنده وأغلقت الباب خلفها وشكرت الطبيب اخرجت هاتفها وتحدثت به لتستمع إلى صوت الطرف الأخر.
= عملتى ايه؟؟
رد أمل بابتسامه.
= كله تمام.
ضحك المجهول بسعادة هاتفاً.
= هههههه حلوتك هتوصلك لغاية عندك يالا سلام.
= سلام       
يا ترى مين المجهول؟
يا ترى ايه هيحصل فى فرح ماسه؟
يا ترى ايه مستنى أبطالنا الباقين؟
انتظروا الفصل الجاى.
يتبع
☆☆☆☆☆

رواية الضلع المائل "قلوب صعيدية الجزء الثانى سابقا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن