رواية قلوب صعيدية الجزء الثانى
الفصل الثالث
بقلمى / هدير خليل
دلفت ماسة و ياسمين للبيت بقوة و هم يشتعلون غضبا و نار تأجج صدرهم و كانوا في أعلى درجات الغضب و العصبية و يتحدثون بصراخ و جسد ماسة يرتجف و انفاسها تتقطع من شدة العصبية و الغضب ، كانت حالتهم يرثى لها ! لقد دبت حاله من الهرج و المرج بأوصال المنزل للالتفاف حولهم باندهاش و تساؤل عن سبب هذا الصراخ و الغضب !
ليهتفوا بصراخ و عصبية معا ماسه و ياسمين بصوت واحد ، و هم يقولون .
= الحقنى يا باباااااا .
جحظت عيني الجميع من الفزع من صوت صراخهم لينظروا جميعا لبعض بصمت قبل أن يهتف آدهم بنفاذ صبر و قلة حيلة لهم ، و هو يقول بضيق مما يحدث معه من ابنائه .
= حسبى الله و نعمه الوكيل .
ليهتف أيضا آدم و هو يضحك بقوة على حال ادهم قبل ان ، يقول بمرح و هو ينظر ل الفتاتين .
= ههههههه مالك يا حبيبتى .
لتهتف ياسمين بغضب و عصبية و هى تجيب والدها باندفاع و هى تقول .
= الدكتور الزفت هزقنا قدام الدفعه كلها .
نظر ادهم الى ابنته بتفحص و هو يهتف فى هدوء ؛ ليس مرة واحدة يدخلوا عليه ابنائه بدون ان يحملوا معهم النصائب ؛ قال ادهم بهدوء يوبه السخط و هو يسالهم .
= ليه هزقكم يا عملى الاسود .
لتهتف ماسه ببراءة تشبه براءة الاطفال و هى تبكى و تنهر دموعها على خدها و هى تقول .
= ابدا يا بابا ؛ انا كنت بس بقول لياسمين عايزين بعد المحاضره الغلسه دى نروح ناكل علشان انا ميته من الجوع و مرة واحدة عاااا عااااا .
انفجرت ماسه فى البكاء و هى تشهق ؛ فهتف بها ادهم بجديه و هدوء و هو يسالها باستفسار .
= بطلى عياط و قولى ايه حصل ؟
تدخلت ياسمين و هى تهتف و تروي لهم ما حصل بهدوء و بساطة ما حدث معهم مع هذا الدكتور .
= انا هقولك يا خالو هو قال لينا قدام الدفعه انتى يا غبيه انتى و هى ؛ انا كنت بقول ايه اخر حاجه ؟ فماسه قالت له سورى يا دكتور مخدنش بالنا ؛ فهو قال ما انتو قعدين ترغوا و وكلين ودن بعض ف تركزوا فى المحاضره ازى ؟ انا مش عارف اللى زيكم بياجوا الجامعه ليه ؟ كنتوا خليكم جنب امكم ادام مش عايزين تعليم و تقرفونا باشكالكم دى .
لينفعل حمزة بغضب و هتف بعصبية بشده من هذا الذى تجرأ على التكلم مع أميرات عائلتهم هكذا و خصوصا مالكه قلبه التي تتفنن بعذابه ؟ ليهتف حمزه بعصبيه و صوت جهوري غاضب .
= هو فاكر نفسه مين علشان يكلامك كده ؟ انا هروح اربيه و عارفه مقامه و هو غلط فى مين ؟
ليهتف يوسف بحنق و تأكيد على حديث حمزة و هو يقول باندفاع هو الاخر .
= عندك حق يا حمزه يالا بينا .
ليهتف ادهم في نفس الوقت بحكمة و عقل و هدوء يششوبه الحزم و هو يقول .
= بس انتوا الاتنين .. هو صح هو غلط ؛ بس كمان هما غلطوا و يستهلوا اللى عمله فيهم .
لتهتف ماسه بغضب و هي تزم شفتيها بعصبية و هى تقول بضيق .
= غلطانين فى ايه بس يا بابا ؟ و حتى لو غلطنا كان طردنا من المحاضره و خلص بدل اللى عمله ده و يخلى كل الدفعة تضحك علينا و هو بيهزء فينا .
ليهتف ادهم بغضب و هو ينظر لماسة بحدة و هو يهتف بهم ببعض العصبية و هو يقول .
= مادام انتو مش عايزين المحاضره متدخلوهش من الاول .. و بعدين انتى مش هتبطلى تفكير فى الاكل كل شويه عايزه اكل عايزه اكل هتروحى تانى فين ؟
ماسه مستحملتش كلام ادهم الذي جرحها أمام الجميع فهو غضب عليها بشدة فهي كالزجاج الرقيق ف خرجت الى الجنينه تبكى و بتلقائيه نزلت دموعها تتسابق على وجنتها بقوة ؛ و خرج خلفها يوسف ليحدثها و يهدئها و يرب بخاطرها قليلا .
سارة تنهدت بعصبية محاولة كتم غضبها الداخلي من كلمته تلك التي جعلتها تغمض عينيها بقوه لكنها فشلت عندما رفعت رأسها بغتة و بقوة تحدق به بنظرات نارية قبل أن تهتف لادهم بغضب ؛ لتهتف سارة بغضب و عصبية و هي تتقدم ناحيته بغضب ليدقق هو التحديق بعينيها بقوة يعلم جيدا انها سوف تنفجر به و يعلم ىانه قد جرح مشاعر صغيرته و لكنه تعب من كل هذه المشاكل الذى لا يتوقفوا عن اوقاع انفسهم بها ؛ هتفت سارة بانفعال و عصبية و هى تقول .
= ايه اللى قولته ده يا ادهم انت تجننت .
ليلتفت ادهم لسارة و هو ينظر لها بغضب و عصبية و قد تصلب فكه قبل ان يتحدث بعصبيه و غضب و هدر من بين أسنانه ؛ ليهتف ادهم في غضب و تحذير ؛ فهو يقبل اى عتاب منها و لكن ان تقوم بالتطاول عليه امام الجميع هكذا ؛ فهذا الذى لا يسمح به ابدا ؛ فقال بغضب و هو يجز على اسنانه بانفعال .
= سارة مش عايز اسمع صوتك ده بقت عيشه تطهق .
لتندهش سارة من كلماته الغاضبه قبل أن تهتف بعصبية هى الاخرى و تقول بانفعال .
= لا يا ادهم هتكلم .. دلوقتى بقت عيشه تطهق و مش مستحمل تسمع منى كلمة ؛ الله يرحم لما كنت هتبوس رلى قبل ايدى علشان اوافق عليك .
لينظر لها أدهم بجفاء و عيناه تزداد توحشًا و نبرته أصبحت أكثر و أشد غلطة ليهدر بـوعيد خرج و كأنه زمجرة اسد و هتف أدهم بحدة و غضب و جفاء و هو يصرخ بها بشكل جعلها تنتفض برعب من مظهره الموحش و هو يقول بغضب مشتعل بين عينيه .
= اخفى من قدامى دلوقتى بدل ما اقسم بالله لو ما غورتى من قدامى دلوقتى لخليكى تندمى على اليومى اللى اتولدتى فيه غووووورى .
لم تجد كلمة تنطق بها أمام هيئته تلك التي توحي انها سوداديه من كثرة الغضب لتتراجع للخلف و هي تطالعه بنظرات مصدومه من فعلته تلك إنهت حديثها و هي تتحرك لتتبعد و تتدلف خارج مكان و تصعد الى غرفتها لعلها تحتمى بها من غضبه ؛ فهتف ادم لزوجته و هو يقول لها .
= ليلى روحى معها و هديها متسيبهش ؛ هى لما تهدى هتندم على اللى قالته خليكى معها .
بعد ما سارة صعدت اوضتها و تبعتها ليلى ؛ كانت سارة في قمة عصبيتها و حزنها المختلط بالغضب ، في حين بقي أدهم مكانه يطالع أثرها و هو يتنهد بتعب و غضب ، هو يعلم بأنها غاضبة حد اللعنة لأنه جرحهم بغضبه عليهم لكن هو يقبل منها اى ئ الا ان تقوم بالتقليل من شانه بهذه الطريقة الجارحه التى تحدث به عنه و عن حبه لها ؛ هل اصبح عشقه لها موضع لاستهزاءها و انه ضعيف به لدرجة تقبيل قدمها لما لا تفهم عشقه لها ؛ ابتسم بسخرية داخلها بالطبع سوف تعتبر حبه لها ضعف لانها لم تجرب لحظة واحدة ان تبادله نفس المشاعر ؛ برغم من كل هذا العمر الذى قد امضوه معا الا انه حتى الان لم يشعر انه قد حصل على قلبها مثلما حصل على جسدها ؛ فاق من شروده على صوت ياسمين الذى هتفت بعتاب و ضيق مما الت اليه الامور .
= ليه كده يا خالو ؛ على فكره ماسه مغلطتش بعدين هو الدكتور ده مستقصدها و كل شويه يغلس علينا و يضيقنا ان كان جوه المحاضره او بره المحاضره دائما بيعمل معنا مشاكل .
ليهتف حمزه بغضب و صوت جهوري و نظراته التي باتت مُرعبة و كأنه تحول إلى مارد شيطان و نار ستبتلع الجميع و هو يهدر من بين أسنانه و يزمجر و يطالعها بنظرات قاتمة و هو يقول من بين اسنانه .
= نععععم ياختى ازى يعنى بيضيقكم ؟ و ليه ان شاء الله مقولتليش لحد فينا ان فى حد بيضايقكم و الهانم كان عجبها الوضع .
لتهتف ياسمين بعصبيه و غضب من حديثه الاحمق و هى تقول باندفاع .
= انت اتهبلت انا تقولى كده شكلك اتجننت ؛ و بعدين اقولك انت بتاع ايه اصلا ؟ ثانيا ماسه هى اللى قالت مفيش داعى للمشاكل و ان نقول ل حد .
ليهتف حمزه بامتعاض من حديثها همسه قاسية صدرت منه و هو يهتف ببعض العصبية و هو يقول .
= لأ و الله . . و بعدين ايه بتاع ايه دى كمان .
لتجاوبه ياسمين بتأكيد و اندفاع قبل أن يقطع ادهم حديثها الذى لا ينتهى من المشادات كلما تواجدوا فى مكان واحد ؛ فهمهمت ياسمين بسخط و هى تقول .
= ايوه .
في حين أغمض ادهم عينيه بتعب و هو يزفر بضيق و يهتف ادهم بنفاذ صبر و هو يتنهد بقوة و هو يقول .
= خلص أنتو الاتنين .
ليهتف حمزه بحزم و نبرة قاتمة و هو يرمق ياسمين بنظرات حارقة غاضبه من حديثها معه و هو يقول باندفاع .
= يا عمى الدكتور ده لازم يعرف حدوده .
ليردف ادهم بقوة و هدوء و هو يقول .
= خلص يا حمزه انا هتصرف .
ليهتف سريعا ليث باعتراض و هو يقول بتسرع و اندفاع .
= لا يا بابا خلى عنك انت ؛ و احنا هنربى الواد ده .
ليأكد اوس حديثه أخيه ايضا و هو يهتف بتايد .
= ايوه يا بابا ليث معه حق .
ليهتف ادهم بنفاذ صبر و عصبية فقد اشتعل غضبا من حديث أبنائه و ألحاحهم الغبى ؛ ف هم لا يتصرفون الإ بتهور و اندفاع ؛ فهتف بهم ادهم بتعب و نفذ صبر .
= يووووه انا مش قولت انا هتصرف مش عايز كلام تانى فى الموضوع ده .
ليردف ليث باعتراض و هو يقول .
= يا بابا ..
ليقاطعه ادهم بقوة و حزم و نبرة تحمل التهديد و الصرامه .
= ليث كلامى مش هعيده تانى . . و تعرف لو قربت منه هتشوف منى وش عمرك ما شوفته فاهم .
تنهد ادهم و هو ينهض و يتركهم و هو يتحرك الى الخارج ناحية الحديقة لرؤية ماسه لكى يرى حال شقيته و طفلته البريئة و يصالحها فوجد يوسف يتحدث معاها ف فضل ان يستمع و يتمعن بحديثهم معا اولا ؛ و برد فعل صغيرته ثانيا .
ليهتف يوسف بعتاب لماسة و هو يقول لها بلوم .
= انتى غلطانه من الأول المفروض من اول ما ضيقكم كنتى قولتى لي او ل اى حد فينا و احنا كنا علمناه الادب علشان ميفكرش يقرب ليكم تانى ولا يضيقكم كده .
ماسه بابتسامه متحمسه و فرح و هي تنظر ليوسف بعينيها التي تلمع بحب لم يلحظه الإ والدها الذى يتابع ما يحدث معهم ؛ و قالت ماسه بفرح و هى تنظر ل يوسف .
= بجد يا يوسف يعنى كنت هتضربه عشانى .
يوسف و هو يبتسم و ينظر لها بود و هو يقرصها فى خدها و هو يومأ بقوة تأكيدا لحديثه قبل أن يهتف بهدوء و ود .
= ايوه طبعا ده انتى غاليه عليه اوى انت بالنسبة لى زى البت ياسمين بضبط .
لتنظر له ماسه بحزن و غصة بحلقها المتها و ترقرقت عينيها بدموع و ابتسامتها اختفت و لم تجد كلمة تنطق بها ؛ بعد ان حطم بكلمته مشاعرها له ؛ كيف ستستطيع تدمير هذا الحب و ما مصير قلبها بعد كل ذلك !؟
لتهتف ماسه بحزن و تساؤل تتمنى به ان ينفى به حديثه السابق و هى تقول .
= زى ياسمين .
ليرد يوسف بتأكيد و هو غافل عن رجفتها بالكلام و الحزن الظهر بوضوح فى نبرة حديثها بعد تأكيده .
= اكيد انتى اختي الصغيره ياﻹ تعالى ندخل جوه .
ماسه و هى تمنع دموعها بصعبه حتى لا تهبط امامه و يعلم بتاثير كلماته عليها و هتفت بحزن و هى تقول .
= معلش سيبنى انت ؛ انا هقعد هنا شوية بعدين هدخل ؛ روح انت .
ليهتف يوسف بتفهم و هو يقول بهدوء و ابتسامه ودوده .
= ماشى بس متتاخريش .
لترد عليه ماسه و هى تهتف بصوت متحشرج و هى تقول .
= ماشى .
بعد ما مشى يوسف ، بقيت ماسه فى مكانها تطالع أثره و تنهدت بحزن و قد سمحت لجواهرها ( دموعها ) بالانهمار علي و وجنتيها غصبا عنها بضعف و خيبة امل و حزن على حالها تبكي حالها بقوة بعد ان غادر يوسف قبل أن يقطع عليها حزنها و شرودها صوت أدهم التي لم تنبه لوجوده من البداية ؛ و قال و ادهم و هو ينظر لها بتفحص و لدموعها التى تغرق وجنتيها ؛ و هتف بقوة و هو يزفر بضيق على حال صغيرته .
= الدموع دى محدش يستاهل دمعه منها .
اعتدلت في جلستها تلك تطالعه و دموعها أصبحت شلال على وجنتها البيضاء التى غازتها حمرة من كثرت البكاء ؛ فاخد ادهم يمسح لها دموعها بحنان و يجذبها بين احضانه و هو يتحرك بها فى اتجه الاسطبل بها ؛ و هو يهتف بتسال ليحثها على الحديث .
= ليه الدموع دى يا ماستى ؟
ماسه نظرت له بطفوليه و براءة و عيون باكية و هى تنظر له بعتاب و هى تقول .
= علشان زعقت فيا .
ليهتف ادهم بحنان و هو يضمها له اكثر و هو يقول لها بحب و حنان و نبرة تحمل الاسف .
= معلش يا حبيبتى انا كنت متعصب و جات فيكى . . بس الدموع دى مش علشانى .
ماسه نظرت له بتوتر و أرتباك و هي لا تعرف ماذا تخبره ! و هل تخبره عن سبب دموعها و خيبة أملها الحقيقي لكن كيف !! .
سؤالي لقدري هو لما ؟ لما أحببت من ليس لي ؟ لما يتمرد عليا قلبي بجواره و هو لا يدري ؟ لما لا أقدر على تقبل الواقع بدون مقاومه من قلبي ؟ لما لم اجرؤ على محاربة للوصول لقلبه ؟ لما لا أجد طريقا أغلق و امزق به هذه الصفحه ؟ لما ! و تشتت ذهني للبحث عن أجوبة لأسئلتي التي تؤرقني بشدة . . فهتفت ماسه بتوتر و هى تبعد نظرها عن نظرات والدها المتفحصه لها و هى تقول بتوتر .
= اما يعنى ليه مفيش حاجه مضيقنى غير كده .
ليهتف ادهم بمكر و تساؤل و هو يتفحصها بمكر و هو يقول بخبث .
= امممم يعنى مش علشان يوسف .
لترد ماسه سريعا و بأرتباك و هي تتهرب بنظراتها و تقول بتهرب .
= يوسف هو . . هو معملش حاجه تضيقنى .
ليهتف أدهم بهدوء و هو يجيبها بحب و حنان و هو يقول .
= هو معملش حاجه ؛ هو بس قال انك اخته و ده ضيقك .
لترد ماسه بارتباك و هي تدحرج نظراتها يميا و يسارا كي لا تصدم بنظرات أبيها و هى تقول بتوتر .
= لا لا مش كده . . و انا هتضيق ليه يعنى لما يقولى كده .
في حين منحها أدهم نظرة سريعه قبل أن يهتف بجديه لها و هو يدقق النظر بعينيها كأنه ينبش بداخلها عن مدخل لافكارها ؟ لكنها لا تعلم بدهاء ابيها الذي يقرأها ككتاب مفتوح بدون عناء منه ؛ و هتف ادهم بحنان و هدوء و هو ينظر فى عينيها .
= ماسه انا ابوكى اللى بيحبك اكتر من اى حد و بفهمك يمكن اكتر من نفسك ماشى . . و بعدين يا روحى العيون الحلوين دول متخلقوش علشان يبكوا على حد دول اتخلقوا علشان يشوفوا السعادة و الواحد يقعد يتامل فيهم و بس .
ماسه حضنت ادهم جامد لتشعر بدفئ و حنان والدها الذي لا يعوض و الذى لا يقدر بأي دفئ آخر ، فالابناء هما روح الحياة و هما دعوتنا الصادقة بصلاتنا ، الشعور بأنك اب يجعلك تشعر بالمسئولية و النضج و الحكمه و القوة تتداخل كل هذه الأحاسيس التي تخبرك انك مسؤول و قدوة لقطعه أخرى منك و من روحك و من روح حبيبتك معا .
ماسه و هى بتبكى و دموعها كشلال لطخت وجهها ؛ ليحتضن أدهم صغيرته بحنان و حب ابوي التي تبكي بقوة فحديث أدهم جعلها تشعر بالاختناق و لن يريحها الا البكاء باحتضان والدها .
لتهتف ماسه بصوت منخفض و حزين و هي تزم شفتيها كالأطفال و هي تمسح دموعها بظهر يدها مثل الاطفال و هى تقول .
= انا بحبه اوى يا بابا و هو مش حاسس به .
رفع أدهم يديه ليمسح لها دموعها بحنان و حب ابوي و هو يمسح على شعرها و يقف بجانبها يهتف لها بهدوء ؛ و هو يمسح على راسها بحنان و حب و هو يقول .
= هششش اهدى تعرفى ان امك كنت زى يوسف كده مش بتحبنى ولا كنت بتضيقنى اصلا من الاخر كده طلعت عين اهلى علشان نعرف نكمل مع بعض .
لتردف ماسه بتساؤل و حماس و هى تبعد وجهها من بين احضان والدها و هى تقول بحماس و عدم تصديق .
= بجد .
ليهتف ادهم بعد ان زفر بقوة و هو يهتف بتأكيد و هو ينظر لها بعيني تلمع بالعشق .
= آه و الله .
هتفت ماسه بحماسه و نظره متلهفه لسماع المزيد و هى تقول بلهفه .
= طيب انت عملت معاها ايه ؟ و هى ازى بيقت بتحبك كده ؟ .
ليشرد أدهم بأفكار قليلا و هو يتذكر ذكرياته مع سارة و عشقه لها و كيف استطاع أن يجعلها تتقبل وجوده فى حياتها ؛ و بتسم بسخرية فى داخله فهو حتى اليوم لم يستطيع ان يحصل على قلبها مثل ما يعتقدوا ابنائه و لكنه قبل أن يهتف
ليهتف ادهم بتفكير و حب فهو حتى اذا لم يستطيع ان يحصل على قلبها فيكفيه وجودها فى حياته ؛ نظر ل ابنته و هو يقول بحب .
= اممممم دى قصه طويله تعالى ناكل بعدين احكهالك .
لتردف ماسه سريعا و هى تقول باعتراض .
= لا انا مش جعانه .
ليهتف ادهم بحنان و هو يطالعهم بحب ابوي و هو يقول لها بحنان .
= عليا برضوه ولا انتى لسه زعلانه منى .
لتردف ماسه بحب لأبيها و ياس و حزن على نفسها فهى بسبب ان وزنها زائد قليلا لم يلتفت لها من ينبض له قلبها فهى فنظره ليس مثل تلك الفتيات التى يراهم و يتمنى الزواج منهم ؛ فهتفت ماسه بحزن .
= لا انا عمرى مزعل منك ؛ بس انا حاسه انى تخنت شويه ف عايزه اخس مش كده .
ليهتف ادهم لها بتفهم و حنان و هو يقول لها بحب .
= انتى قمر كده بس لو انتى مقتنعه بموضوع انك عايزه تخسى خلاص براحتك .
لتردف ماسه سريعا و هي تزم شفايفها بحماس ؛ و تقوم ماسه بوضع يدها على بطنها ؛ و هى تهتف بحرج .
= بصراحه بصراحه انا ميته من الجوع . . يالا بينا ناكل بعدين نشوف موضوع الخسسن ده .
ليضحك ادهم بقوة على صغيرته قبل أن يهتف لها و هو يذبها الى الداخل و هو يضحك .
= ههههه يلا .
اتجه ادهم و هو يحتضن ابنته الى الداخل قد استطع ان يراضى صغيرته تنهد براحه اخيرا .
يتبع .
******
أنت تقرأ
رواية الضلع المائل "قلوب صعيدية الجزء الثانى سابقا"
Romanceعشقها منذ الصغر بقوته و رجولته و عنفوانه منذ ان وضعوها بين ليصبح حبها له حب مستحيل . ليلعب القدر لعبته ف تخونه حبيبته مع غيره و تصبح ملك ل رجل غيره قبل ان تكتب على اسمه و يصدم عندما عرف فعلتها فتصبح حياتها رهينة بين يديه ليصدمها بقسوته وتكبره و جبرو...