الفصل الثامن و العشرون

8.3K 188 5
                                    

رواية قلوب صعيدية الجزء الثانى          
الفصل الثامن و العشرون
بقلمى / هدير خليل

على شاطئ البحر فى شرم الشيخ فى احد الأماكن البعيده عن أعين الناس عثر أوس على تؤامه يجلس على الرمال بجوار البحر ليتنهد أوس بارتياح بعد أن عثر عليه ليجلس بجواره وهو يربت على كتفه ويردف بهدوء.
= كنت عارف انى هلقيك هنا .. فى ايه مالك ؟
ليجيبه ليث بضيق وتهرب.
= مليش متشغلش بالك أنا تمام.
لينظر له أوس وهو يقول.
= ازاى مشغلش بالى بيك .. انا توامك يا ليث يعنى بحس بيك من غير ما تتكلم .. يلا قول علشان بصراحه ان مش طايق الاحساس اللى حاسه ده كإن واحد طابق على نفسى فانجز قول مالك خلينا نرمى الخنقه دى فى البحر بدل ما تكبت على نفسى و اروح منك.
لم يعيره ليث اى اهتمام وظل صامت كما هو ينظر الى البحر امامه بشرود ، ليغتظ منه أوس ويردف بحنق.
= ما ترد يا عم فى ايه ... طيب ايه رايك لو اغنيلك يمكن تفك اممم مش عجبك.
ليتلفت أوس حوله ثم يكمل حديثه.
= طيب ارقصلك بس بصراحه مش مسئول عن الفضيحه اللى هتحصل ده احنا ساعتها هناخد علقه مخدهش حمار فى مطلع.
ليقوم أوس بتقليد صوت فتاة خليعه وهو يهتف بدلع مبتزل يشبه فتيات الليل فى مياعتهم.
= ما تفك بقى يا سيد الناس تعالى معايه الشقه و انا افرفشك هي هي هي.
ليسرع ليث ويضع يده على فم أوس وهو يتلفت حوله وهو يردف بغيظ.
= بس الله يخرب بيتك فضحتنا.
لينظر له اوس بحنق وهو يزيح يده بعيدا عن فمه ويقول.
= الله ما انت اللى مش معبرنى و قلبك قاسى اوى اوى انت مش بتحس كده و كده.
ليغمغم ليث بحده من تصرفات أوس الطفولية.
= بس يا زفت انا مش عارف انت ازاى دكتور دا انت المفروض تتقفش ادب.
ليحمحم أوس وهو يعتدل فى جلسته وهو يردف بجدية.
= احم احم خلص بقى هزنا و بعزقنا من كرمتنا الأرض علشان ترضى علينا وتفك و تعبر اهلى قولى فيك ايه.
ليزفر ليث انفاسه بصوت عالى وضيق واضح على ملامحه.
= اوووف
ليردف أوس ساخرا.
= ايه يا بنى خلصت الهواء اللى فى المكان ما تقول فيك ايه طلعت عين أهل اللى جابوا أهلى ما تنطق ياض مالك ايه اللى حصل خلك تقلب خلقتك القلبه السوداه دى.
لطالعه ليث لثوانى قبل ان يعود بنظره مرة اخرى الى البحر ويتابع تحركات امواجه بصمت مما جعل أوس كاد ان يخنقه ويلقيه فى البحر الذى ينظر اليه ليفرج عن شفاتيه ليحدثه ولكن زمهم مرة اخرى عندما سمع ليث يتحدث بضيق بما يجول فى صدره.
= فى حد بلغ القياده بالى عملته و جات اوامر بتكديرى و ده اكراماً لبابا مش هيفصلونى من الخدمه من قبل ما ابتدى فيها اصلا.
ليكشر أوس بين حاجبيه باستغراب وهو يحاول ان يستوعب حديث ليث الغامض وهو يهتف بتسأل.
= انت قصدك على قاتل حامد
ليجيبه ليث بضيق.
= ايوه هو فى نصيبه غيره عملته يعنى
ليجيبه أوس بابتسامه سمجه وهو يقول ببرود.
= انا اعرفلك بقا ما انت نصيبك كتير
ليهتف ليث بتحذير وضيق فهو لا يطيق اى مزاح الآن.
= اوس هى مش طلبك دلوقتى انا على اخرى فلم نفسك منى.
ليجيبه اوس بهدوء.
= ماشى بس متقفش و قولى طيب مين ليه مصلحه يعمل فيك كده ويعمل فيك حركة النقص دى.
ليرفع ليث كتفه ويهبطه دليلا على عدم معرفته وهو يردف.
= معرفش بس ليله ما بابا ادخل كان زمانى بح من الشرطه من قبل حتى ما اخطيها.
ليصمت أوس لثوانى بتفكير ليقول بما يجول فى فكره بصوت مسمع لليث.
= انت شاكك فى مراتك ان هى اللى عملت كده علشان كده اتعصبت عليها ... ما الزفت حامد مكنش معه اخوات اولاد عشان ياخدوا تاره و مراتك هى اخته الوحيده وبقى عائلتها قبلت بالصلح لو كانوا حرقهم دم والدهم كانوا رفضوا الصلح وخدوا بالتار يعنى خلعوا يديهم من موضوع التار ده و لموا الليلة يبقا كده الوحيدة اللى حوليها علامة استفهام مراتك بس ازاى هتعمل كده.
ليجيبه ليث وهو يبعد نظره عن أوس وينظر الى البحر بعيون تشتعل بالغضب وهو يردف.
= انا شكك فيها زى ما انت فكرت كده ... بس اقسم بالله لو طلعت هى اللى وراى الموضوع ده لخليها تحصل اخوها من غير ما يرمش لي جفن ... ما مش انا اللى اتاخد على خوانه و اسكت.
ليهتف أوس بهدوء وهو يربت على قدم ليث.
= طيب خلاص اهدى و متتصرفش من غير ما تتاكد و ما تعملش حاجه من غير ما تقولى سامع يا ليث .. انا هكون فى دهرك فى اى حاجه بس بلاش تتصرف بتهور و تضيع نفسك.
نظر له ليث وصمت بدون ان يعقب على حديثه ، ليعلم أوس ان حديثه دخل من أذن ليث وخرج من الأخرى ليردف بضيق من تصرفات تؤامه المتهوره وهو يردف بتحذير.
= ليث و الله لو عملت حاجه من غير ما تقولى ساعتها لا هتكون اخوى ولا اعرفك ماشى ادينى حذرتك و انت لو بيعنى يبقا اتصرف من غير ما تقولى قبلها ... يلا قوم خلينا نستريح و تفكر براحه و اتصرف معاها عادى لغايه ما نلقى حاجه او دليل ضدها يبقا ساعتها هيكون لينا تصرف تانى معها.
نظر له ليث بضيق من تحذير أوس الذى ربطه بقسم فهو لا يحب تلك الطريقة ولكن تحت نظرات أوس هز رأسه بصمت بدون تعقيب على حديثه لينهض اوس وكذلك ليث و تحركوا ليعودوا الى الشاليه الخاص بهم حتى وصلوا بعض قليل من الوقت و دخل ليث الى غرفته و وجد فيروز تجلس على الفراش وتقوم بالتنقل بين قنوات التلفاز امامها بملل لم يعيرها ليث ادنى اهتمام و اتجه الى دولاب الملابس ولكن وجد انها لم تفرغ الملابس فى الدولاب و وجد الحقائب مازالت كما هى مغلقه بجوار الفراش ، ليتجه الى حقيبة ملابسه ويلقيها بقوة على الفراش وهو يحاول السيطرة على انفعالته كم كان يرغب ان يلقيها فوق رأسها لعلها تموت ويرتاح منها لتفزع فيروز من طريقة القاءه للحقيبة على الفراش ولكن استعادة سيطرتها على اعصابها سريعا وتتابع ليث وهو يخرج ملابس له ومنشفه ويتجه الى الحمام الموجود فى الغرفة لتعلم انه سوف يأخذ شاور ليغيب بعض الوقت بداخل الحمام حتى انتهى من اخذ شاور يريح اعصابه وخرج وهو مسترخى العصاب الى حد ما و اتجه الى الفراش وتسطح على ظهر واغمض عيناه لكى ينام ولكنه شعر بنظرات فيروز الذى لم تتزحزح من عليه منذ ان خرج من الحمام ليلتفت ويقوم بأعطائها ظهره وينام فى هدوء ، مما زاد تعجب فيروز من تصرفاته لتتمتم فى نفسها بصوت غير مسموع.
= هو ماله ده دخل كده من غير ما يقول ولا كلمه و هو كان فين كل كده يووووه انا مالى يكش يولع عشان ارتاح من خلقك اهله اما اوح انام.
بينما على الناحية الأخر عند أوس الذى عاد هو الاخر الى غرفته و وجد مهره جلسه على الفراش تلعب فى هاتفها ولكن عندما رأته ابعدت عيناه عن الهاتف ونظرت له بضيق وهى تهتف بتسال وضيق.
= كنت فين كل ده.
لينظر لها اوس باستغرب وهو يردف باستنكار من نظراته وحديثها وهو يرفع احد حاجبيه.
= نععم .. هو انتى هتحسبينى اروح فين و اجى امتى .. هو انتى مال أهلك اصل بكنت فين ولا كنت مع مين انتى صدقتى نفسك انك مراتى بجد ولا ايه ؟؟ لا يا بابا فكك من الدور ده عشان ده مش دورك.
لتنظر له مهره بضيق وغيظ وهى تهتف ببعض الانفعال.
= هو ايه اللى مش دورى اما انا ايه بالضبط .. هو حضرتك لو كنت ناسى انا فعلا مراتك مش واحدة مصاحبها ومن حقى اسالك كنت فين ومع مين ولا هو حلال ليك تسالنى و تآمر فيا فى الكبيرة والصغيرة و انا لا.
ليرفع أوس احد حاجبيه ورسم ابتسامه ساخره على وجهه وهو يجيبها بنفذ صبر.
= لا و الله طيب بصى يا بت الناس انا مبتسالش رحت فين ولا جيت منين ده اولا .. اما ثانيا بقى انا اسالك انتى بتعملى ايه و مبتعمليش ايه و تسمعى كلامى من سكات.
لتطالعه مهره بنظرات ساخره وهى تردف باستهزاء وعدم رضه.
= لا والله
ليبادلها أوس نفس النظرات ويغلفها القوة وهو يقول.
= اه و الله و احمدى ربنا انى بعملك كده مش بعملك مراتى بجد اكيد انتى فاهمه انا اقصد ايه عشان لو حابه تاخدى حقك كزوجه انا ساعتها هطلب بحقى الشرعى فيكى كزوج فاحسن خليكى حلوه كده و اسمعى الكلام من غير كلام كتير وفكك منى.
تركها أوس بدون حتى ان يستمع الى ردها على حديثه الذى يبدو انها لن تتقبله فمن نظراتها علم ان هناك المزيد من الحديث والجدال الذى ترغب فى القاءه على مسمعه فهو يحفظها عن ظهر قلب فهى كانت لها مكانه خاصة عنده قبل ان ينقلب الوضع بينهم وتفعل تلك الخدعه لزواج منه ، اتجه اوس الى الحمام لكى ياخذ شاور ، لتنظر مهره فى اثره وهى تردف لنفسها بوعيد.
= ماشى يا اوس الايام ما بينا.
بعد بعض الوقت خرج أوس من الحمام وهو يلف منشفه صغيرة حول خصره وجد ان مهره مازالت مستيقظه ليتجه الى دولاب ملابسه ويخرج ملابس له وقام بفك المنشفه من حول خصره لتبعد مهره عينها بعيدا عنه بخجل ليبتسم لها اوس باستهزاء وهو يكمل ملابسه ويقوم بتمشيط شعره.
= ايه هو اول مرة تشوفينى كده ولا ايه ؟؟ هو مش انا اعتديت عليكى قبل كده يعنى مفيش بينا كسوف.
عادت مهره نظرها الى اوس وهى تنظر له بغيظ من وقاحته.
= اممم معاك حق بس هو فى ناس بيكون عندها حياء وبتتكسف مش زيك كده وقح.
قهقه اوس بصوت مسموع وهو يتجه الى الفراش ويردف وهو يمسك وجه مهره بين يديه باستهزاء.
= فين الحياء ده .. هى القطة نسيت انها طلعت لى بقميص النوم قبل ما اتجوزها ولا ايه ؟؟
قامت مهره بضرب يد اوس الممسكه بوجها بقوة وغيظ ، ليهتف اوس ببرود واستهزاء.
= لو مش عايزه تسمعى منى اللى يجرحك ابعدى عن وشى الساعدى ، استلقى أوس على ظهره على الفراش و اغمض عينه ليسقط فى نوم عميق بعد بضع دقائق تحت نظرات مهره المغتاظه لتستلقى على الاخرى على الفراش بجواره وهى مازالت نظراتها منصبه عليه حتى غلبها النوم.
على الناحية الاخرى فى بيت العيلة.
تفاجأ الجميع بحديث سالى الذى القته الى مسمعهم ببرود ، لينظر لها أدهم باستهزاء وعدم تصديق فهو خير من يعلم بافعال سالى ليردف بحده.
= انتى اتهبلتى ولا ايه ؟؟ ايه اللى بتقوليه ده ؟؟ احنا مش نقصين جنانك ده.
لتنظر له سالى بتحدى وهى تقترب منه وتقف امامه تكاد تلاصقه وتهتف.
= زى ما سمعت كده انا ولا بقول هبل ولا جنان .. هى دى الحقيقه و ان مكنتش مصدقنى ممكن نعمل تحليل D N A و تعرف ان كنت صدقه ولا لا ؟؟
ابعد ادهم نظراته عنها ونظر الى آدم وهو يردف بتسأل.
= آدم متقول حاجه انت ساكت كده ليه ؟؟
ابعد آدم نظراته عن أدهم و نظر إلى زوجته ليلى حتى يرأه ما رد فعلها على هذا الحديث اهى تصدق ما يقال ام لا ؟ لتبادله ليلى النظرات وهى تسمح لدموعها بالهبوط ليشعر آدم بنغصه فى قلبه وخيبه آمل ليعود آدم بنظره الى أدهم وهو يهتف بخيبه.
= انتوا مصدقين اللى هى بتقوله ؟؟
لتهتف سارة بغيظ من قرب سالى من ادهم بتلك الطريقة الوقحه لتنظر الى اخيها وهى تردف بحده.
= ادم هى جايبه الثقه دى منين ؟؟
ليبتسم آدم بخيبه اكبر من اتهام اخته الواضح وهو يبدل نظراته بين وجوه الموجدين ويهتف بتسأل.
= واثقين فيه ولا لا ؟؟
تركزة نظرات آدم على ليلى ينتظر اجابتها لتقطع سالى تلك النظرات بحديثها المستهزء.
= ادم انت بتسال على حاجه عارف اجابتها من زمان و على ما افتكر انت جربت موضوع الثقه ده قبل كده.
ليهتف يوسف بعدم تصديق.
= يعنى انت يا بابا متجوز على ماما ولا ايه .. بس البت دى شكلها صغير عليا.
ليجيبه حمزه بعدم تصديق فهو الآن فقط انتبه الى اسم فريده التى تحمل كنية عمه.
= فريده أد محمد و ياسين هى اوله كليه شرطة.
لم تكون صدمة فريده اقل منهم بل فاقتهم وهى تردف بذهول.
= انتوا بتقولوا ايه ؟؟ ماما انتى بتتكلمى بجد ؟؟ هو ده بابا اللى سابنى و رمانى علشان خاطر مراته.
نظرت فريده الى ادم باتهام وهو يكمل حديثها.
= مادام بتحبها اوى كده مراتك ليه رحت اتجوزت عليها واحدة تانية ؟؟ و ليه تجيبنى انا الدنيا و ترمينى من غير ما تسأل عليا تشوفنى حيه ولا ميته ؟؟
قطع هذا الجدال أدهم وهو يقول بصرامه.
= كلامك ده سابق لآوانه احنا بكره هنروح نعمل تحليل dna و كل حاجه هتتعرف بس ساعتها متلميش غير نفسك يا سالى لو طلعتى بتكدبى.
لتمط سالى شفتيها ببرود وهى تغمغم.
= اممم ماشى بس لو طلعت بقول الحقيقه هتعمل ايه بقا يا ادهومى ؟؟
جز أدهم على اسنانه من اسلوبها المستفز ونظر إلى آدم ثم لها وهو يردف.
= وقتها هعمل لك اللى انتى عايزاه.
لتساله سالى باستفزاز.
= هتقدر
رفع أدهم احد حاجبيه باستغراب وهو يهتف.
= انتى عايزه ايه بالضبط ؟؟ هاتى من الأخر يا سالى و قولى ايه اللى فى دماغك ؟؟
ابتسمت له سالى بخبث وهى تردف بمكر.
= متستعجلش كلها كم يوم و تعرف .. بس انا عايزه منك حاجه تثبت انك هتنفذ و عدك.
ليزفر أدهم انفاسه بنفذ صبر وهو يجيبها.
= انا كلمتى عقد يتاخد بيها انا عمرى ما رجعت فى كلمتى و انتى عارفه كده كويس.
لتهز سالى برأسها بالايجاب وهى تقول.
= ماشى و انا واثقه فى كلام يا أدهم.
لتتدخل فريده فى الحديث الدائر هى تشعر بزهول و انها تائهه لتردف بدهشه.
= ماما انتى بتقولى ايه انا مش هقعد دقيقه واحد مع الراجل ده فى نفس المكان.
ليتدخل حمزه وهو يحاول ان يسيطر على انفعال فريده.
= فريده اهدى كلها كم يوم و هتعرفى مين فيهم اللى بيقول الحقيقه فبلاش تسبقى الاحداث بتهور.
نظرت له ياسمين بغيظ واتجهة الى والدها و وقفت امامه وهى تردف باستفسار.
= بابا قولى الحقيقه و انا هصدقك.
ليطالعها آدم لثوانى بصمت قبل ان يهتف بهدوء.
= عايزه تسمعى ايه ؟؟
هتفت ياسمين برجاء.
= عايزه اعرف الحقيقه و بس.
ليسالها آدم باستهزاء.
= يعنى هتصدقى اللى هقوله ؟؟
هزت ياسمين رأسها بالايجاب.
= طبعا انت لو قولت انها مش بنتك انا هصدق حتى لو التحليل قال غير كده انا هصدقك انت عشان انا عارفه ابويه كويس عمره ما يتهرب من مسئوليته ولا يفكر انه يتبرى من حته منه.
جذبها آدم الى حضنه كم اسعده كلمات ابنته التى كان ينتظرها من زوجته ولكن كما قالت سالى فهو وضع من قبل فى اختبار الثقه وفشل به ، هتف آدم بصدق.
= مش بنتى .. انت بس اللى بنتى انا معنديش بنات غيرك.
لتبادله ياسمين الحضن وهى تردف.
= و انا واثقه فيك انا جنبك مهما كانت نتيجه التحليل ده.
ليقبل آدم جبهتها وهو يردف بمحبه.
= ربنا يخليكى لي يا حبيبتى.
لم تتحمل فريده تلك المشاعر التى يبثها آدم الى ابنته فهى ايضا ابنته التى تخلى عنها كمان تقول والدتها لا تعلم اتصدق والدتها فهى تتكلم بثقه وهى التى عرضه عليهم ان يقوموا بعمل تحليل dna اذا هى ليست كاذبه وليس لديها اى مصلحة حتى للكذب ولكن ذلك الذى تطلق عليها والدتها انه والدها يكذب الامر وينفى وجودها فى الحياة ، شعرت فريده بوقف احد بجوارها فالتفتت له فكان حمزه هو من يقف بجوارها الذى ابتسم لها بهدوء لتستقبل تلك الابتسامه براحابه صدر .. بينما فى الداخل بعد خروج فريده هتف أدهم بجدية.
= يلا كل واحد يروح يشوف ايه اللى وراه و بكره هنعمل التحليل ونشوف ايه هتكون النتيجه.
همست ياسمين بغيظ وهى مازالت بين احضان والدها.
= هو ماله طلع جرى وراها كده ليه ان مكنتش هى لسه مهزقاه اوووف.
نظر لها آدم بتسال.
= مالك يا حبيبتى .. بتقولى حاجه.
ياسمين و هى بتبعد عن حضنه وتردف بتهرب.
= لا مفيش انا طلعه معايه محاضرات يلا يا ماسه نلحق محاضراتنا سلام
ليقبل آدم راسها وهو يردف.
= ماشى .. خلى بالكم من بعض.
تحركت ماسه وهى تهتف.
= هروح اجيب شنطتى بسرعة و اجى.
اجابتها ياسمين وهى تتحرك باتجه باب الخروج.
= طيب هستناكى بره متتأخريش.
خرجت ياسمين و وقع نظرها على حمزه الذى يحتضن فريده ويبدو انه يواسيها ، لتشعر ياسمين بالضيق من تقاربهم هذا وبدون شعور منها اقتربت منهم واستمعت الى حديث حمزه مع فريده.
= خلص اهدى علشان خاطرى.
لتجيبه فريده بوجع.
= مش قادره يا حمزه بقى يرمينى انا بنته و ميهتمش بوجودى و بنته التانى بيخدها فى حضنه بيخاف عليها من الهواء و انا مفكرش فيا خالص ولا ايه بيحصل معايه ؟؟
ليردف حمزه بهدوء.
= طيب اهدى بعدين نتكلم علشان انا عارفك لما بتكونى مضيقه مش بتعرفى تفكرى ولا تعملى حاجه انا....
قطع حمزه حديثه بصدمه من ياسمين الذى قامت بجذب فريده من بين احضان بحده كاد ان تسقطها ارضا ولكن فريده تملكت نفسها ، ليهتف حمزه فى ياسمين بصوت منفعل عالى.
= فى ايه ياسمين فى حد يعمل كده .. ايه الجنان ده.
صاحت فيه ياسمين بحده.
= ايوه في .. و بعدين انت لازق فيها كده ليه ها .. مش خايف على سمعتك لحد يشوفكم كده.
تملك الغيظ من حمزه وهو يهتف بها بحده.
= مالكيش فيه و ياريت متدخليش فى اللى ميخصكيش مرة تانيه.
لتجيبه ياسمين بتملك.
= لا يخصنى لو حد شافكم بالمنظر ده الناس هتتكلم علينا انا و ماسه بسبب تصرفاتك و يقولوا مادام بيعمل مع الغريب كده عادى يبقى مقضيها مع بنات البيت.
ليجز حمزه على اسنانه وهو يرد عليها بغيظ.
= متخافيش اوى كده على سمعتك علشان انا مش هإذيهلك ارتحتى كده يلا ماشى و ملكيش دخل انا بعمل ايه
رمقت ياسمين بنظرات قاتله وهى تغمغم بغيظ.
= ماشى يا حمزه اما ندمتك على كلامك ده مبقش اسمى ياسمين
ليردف حمزه ببرود.
= اعلى ما فى خيلك اركبيه .. يلا اخفى من وشى.
حزنت ياسمين من حديث حمزه معها بتلك الطريقة الفظه لكنها سيطرة على مشاعرها وغادرت ، ليتمتم حمزه بحزن.
= عمرك ما هتحسى يا ياسمين
لتقترب منه فريده وتحتضنه وهى تبتسم فى وجهه وتقول بمواساه.
= معلش يا صاحبى بكره تعرف وتحس.
ليزفر حمزه انفاسه بضيق.
= اهينى صابر انا فى ايدى حاجه اعملها غير انى اصبر .. و يلا وسعى بدل ما حد يشوفنا تانى و يفهمنا غلط
قبل ان يكمل حمزه حديثه وجد من يقوم بجذب  لقى فريده بعيد منه مرة اخرى بقوة ولم تكن سوى ياسمين.
= يا بت متلزقيش فيه كده انتى مش بتفهمى
تعجب حمزه من عودتها مرة اخرى ليردف بدهشه.
= ايه يا ياسمين مالك ؟؟ هو جنان وخلاص ولا ايه مالك ؟؟
لتنظر له ياسمين بحنق وهى تغمغم بغيظ.
= ماليش .. هو انت معكش حاجه تعملها غير انك تلزقوا فى بعض
ليبتسم لها حمزه باستفزاز وهو يجيبها ببرود.
= لا معيش
لتقطم ياسمين شفتيها السفلية بغيظ ثم رفعت نظرها مرة اخرى الى حمزه وهى تهتم بضيق.
= كده طيب تعال وصلنا انا و ماسه مادام معكش حاجه بدل التلزيق ده حتى الجو حر بلاش قرف
تبسم حمزه من جنانها وهو يهتف باستفزاز.
= ماشى يلا بينا يا فريده تعالى معنا و اهو تتعرفى على المكان
قبل ان تجيبه فريده كانت ياسمين تهتف بحده.
= مستحيل يا انت بس يا خلاص انا هتصل بزميل لينا يوصلنا ومستغنيه عن خدمات حضرتك
صاح فيها حمزه بغيره.
= نععععم زميل مين يا حليتها اللى تتصالى به ... وهى الهانم اصلا معها ارقام ولاد على تلفونها ليييييه؟؟
لتبتسم له ياسمين وهى تهتف بدلل.
= زميل يا زوما متعرفش يعنى ايه زميل
صاح به حمزه بغضب.
= ياااااااسمين
هتفت ياسمين بهدوء.
= طيب متتعصبش انا بتكلم على خطيب ماسه هو زميل لينا برضوه فى الشغل .. انا مستحيل اعمل اللى انتو بتعملوه ده بعد إذنك.
بعد ان تحركت ياسمين خطوتين بعيده عنه ولكنها توقفت والتفت له هو تسأله باستفسار.
= هتاجى توصلنا ولا لا ؟؟
ليجز حمزه على اسنانه وهو يجيبها باقتضاب.
= هتزفت اجاى
بعد ان غادرت ياسمين بعيدا عنهم قليلا همست فريده الى حمزه بصوت خافت لم يسمعه غيره.
= البت دى بتحبك و بتغير عليك
نظر لها حمزه بصدمه وعدم تصديق وهو يقول باستهزاء.
= مستحيل....
قبل ان يكمل حمزه حديثه وجد شئ صغير يندس بين كف يديه ويجذب ليحثه على التحرك الذى لم يكن سوى كف يد ياسمين الذى هتفت بحنق.
= انا لو سبتك مع ام غره دى مش هتتحرك فى يومك ده انا مش عارفه النصيبه دى جت منين عايز تاخد بابا و كمان عايزه تاخد....
لتهمس بصوت منخفض
= الواد الحيلة اللى بيحبنى هى نقصه.
ابتسم لها حمزه ونظر لها باستفهام.
= بتبرطمى بتقولى ايه ؟؟
لتجيبه ياسمين بحده.
= ملكش دعوه .. يلا بينا هى فين الزفته ماسه دى كمان اوووف.
ليبتسم حمزه وهو ينظر لها بحب ويتمتم.
= مجنونه 
يا ترى ايه اللى بتخطط ليه سالى ؟
يا ترى مين اللى بلغ على ليث ؟
ايه رأيكم فى الفصل ؟؟
انتظروا الفصل القادم
يتبع

رواية الضلع المائل "قلوب صعيدية الجزء الثانى سابقا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن