الفصل الأربعون
بقلمى / هدير خليلفى بيت العيلة كان حمزه ومحمد وياسين مجتمعين فى غرفة المعيشة "الصالة" ، نظر حمزه إلى محمد بضيق وهو يحاول أن ينظر فى هاتفه قائلاً.
-"أنت يا زفت ما تورينى المزه اللى بتكلمها"
دفعه محمد بعيداً عنه هو يخبأ هاتفه عن انظاره.
-"هشششش أنت هتسوحلى وبعدين أنت لسه صغير على الحاجات دى لما تكبر ابقى اوريك"
هتف حمزه بتهديد.
-"تعرف لو مورتنيش الصورة لهقول لعمى أدهم اخليه يعلقك وهو كده كده مش طيقكم ونفسه يولع فيكم"
نظر له محمد بشك.
-"بقى تعمل فى كده وتبعنى"
هز حمزه رأسه بتأكيد وهو يجلس باسترخاء.
-"أيون وابيع ياسين معاك على البيعة"
نظر له ياسين بغيظ وهو يتمتم بحنق.
-"عيل واطى... وراهاله يا محمد بدل ما يسوح لينا والكل يعرف خليه يسكت"
هز محمد رأسه قائلاً بحنق طفولى.
-"وليه متورهوش أنت البت بتعتك"
اعتدل حمزه من جلسته فجأه.
-"اوبااا لا كده أنا هشوف الاتنين"
هتف ياسين برفض.
-"ده عند أمها"
هز حمزه رأسه قائلا، بسماجه.
-"لا ده عند أم ياسين اللى هتعلقه لما تعرف ابنها الصايع الفلاتى بتاع البنات بيعمل ايه؟"
ابتسم له ياسين ببرود.
-"قولها برضوه مش هتشوفها"
رفع حمزه أحدى حاجبيه بشك.
-"كده يعنى دا اخر كلام"
رد محمد وياسين معاً باصرار.
-"أيوه"
ابتسم لهم حمزه قبل أن يصيح بصوت عالى.
-"يا خالتو يا ماما يا اممممم..."
هجم عليه محمد وياسين يكتموا له فمه لمنعه من النداء عليهم.
-"خلص الله يفضحك هنخليك تشوفهم بس اسكت"
فتح محمد هاتفه بضيق واراه الصورة ليهتف حمزه باعجاب.
-"يا نهار نار ايه الموزه دي..."
ثم اكمل حديثه وهو ينظر إلى ياسين.
-"اما بتعتك شكلها ايه؟"
فتح ياسين هاتفه على مضض ويريها له، لينهض حمزه من مكانه وهو يطلق صافرة اعجاب.
-"يا لهوووى هو ماله الجو بقى حر كده ليه؟"
غمز محمد إلى ياسين قبل أن يهتف بخبث.
-"مين أحلى هما ولا ياسمين"
وكزه ياسين هامساً بغيره.
-"ما تحترم نفسك دى اختى يا جدع"
لم يبالى حمزه بهمسهم وهو يطالع الصور قائلاً.
-"ياسمين مين؟ ده أنا كنت فكرها قمر بس بعد اللى شوفته ده طلعت فردت جزمه قديمه كمان هو فى أحلى من كده"
قرب الهواتف منه وأخذ يوزع قبلات على الشاشة، ليقوم محمد بسحب الهاتف منه.
-"ايه يا عم هتشفوط التليفون"
حاول حمزه أن يأخذ الهاتف منه مرة أخرى.
-"ايه يا عم سبنى مع الصورة شويه ما أنت معاك الأصل"
هز محمد رأسه بالنفى.
-"لا وبعد كده خلينى امشى"
اشاح حمزه بضيق وهو يعود بتركيزه إلى هاتف ياسين.
-"غور فى داهيه خلينى مع القمر ده.. ايه ايه؟؟"
سحب ياسين هو الاخر الهاتف من حمزه قائلا ببرود.
-"لا القمر ده له صاحبه اسيبك أنا تتحاسب سلام"
كشر حمزه بين حاجبيه باستغراب.
-"اتحسب!! خد ياض... يا ولاد اللى... هى شكلها هتمطر ولا ايه؟!! هى مالها ظلمت مرة واحدة كده"
حمزه تفاجأ بياسمين تقف خلفه وتربع يدها أسفل صدرها وتهز قدمها بعصبيه، ليحمحم بارتباك.
-"احم... ازيك يا ياسمين؟ هو أنتى هنا من امتى؟"
ردت ياسمين بسخرية ممزوجة بالغضب.
-"لا ابداً مش من بدرى من أول فردت جزمه قديمه"
تمتم حمزه بارتياح.
-"طيب الحمدلله يعنى مسمعتنيش وأنا بشتمك"
صاحت ياسمين بانفعال.
-"حمزززه"
هتف حمزه بتهرب.
-"طيب أنا مشى عايزه حاجه لا.. أحسن برضو.. يا سلام علشان أنا مستعجل"
لم يعطيها فرصة لرد وهرب من أمامها لتهتف من خلف بوعيد.
-"ماشى يا حمزه أنا هوريك من فردت الجزمه يا روميو"
قابل محمد وياسين الذين كانوا يتابعوا ما يحدث ضاحكين.
-"بتضحكوا على ايه يا شوية جزم"
رد ياسين ضاحكاً.
-"ههههه بنضحك على الفأر المبلول اللى كان عامل نفسه جامد بس طلع شكله مسخره وهو بيتهزاء"
امسكهم حمزه من ملابسهم مثل المجرمين هاتفاً.
-"يعنى أنتم كنتم شايفنها ورايه ومخلينى اشتم"
رد محمد بلامبالاه وهو يحاول أن يبعد يد حمزه عن ملابسه.
-"واحنا مالنا مادام بتخاف ليه بتعاكس... وبعدين ابعد كده بوظت التيشرت... وعلى حد علمى أنك معلق بت زى القمر فمالك أنت ومال ياسمين"
شعر حمزه بقدوم أحد من خلفه ولكنه لم يبالى وأكمل حديثه باعجاب.
-"اه فريده هييييح... هو فى أحلى من فريده ولا رقة فريده وعلى العموم أنا طلبت ايدها من ابوها"
صاحت ياسمين بغيره.
-"نعععععم"
التفت لها حمزه بفزع.
-"سلام قولا من ربى الرحيم.. ايه يا ياسمين مش كده يا شيخه ابقى اعملى حس وأنتى دخلته كده غلط عليا هتقطعيلى الخلف وأنا واحد داخل على جواز"
ردت ياسمين بابتسامه صفراء.
-"لا والله طيب مبروك"
ابتسم حمزه ببرود.
-"الله يا بارك فيكى عقبالك"
تمتمت ياسمين بخبث.
-"قريب إن شاء الله"
كشر حمزه بين حاجبيه باستغراب.
-"ايه هو اللى قريب؟"
ابتسمت ياسمين بثقه وهى تركز نظرها على وجه حمزه.
-"خطوبتى... ايه ده هو أنت متعرفش ولا ايه؟!"
شحب وجه حمزه كأن روحه غادرة جسده، ليتمتم بشحوب وعدم تصديق.
-"أنتى بتقولى ايه؟!! أنتى بتهزارى صح؟!!خطوبتك ازاى يعنى؟!"
ردت ياسمين ببرود.
-"هزار ايه اللى حهزاره فى موضوع زى ده"
هز حمزه رأسه بعدم تصديق لا يمكن أن تصبح لغيره هى بالتأكيد تريد أن تثير غيرته ليس الإ.
-"بس عمى مقالش لحد حاجه زى دى..."
أكمل حديثه باستفهام وهو ينظر إلى محمد وياسين.
-"أنتم تعرفوا حاجه"
هز محمد رأسه بالنفى بينما ياسين هتف بحنق وحزن على ابتعاد أخواته عنه.
-"أنا محدش قالى حاجه وشكل كده أخواتى بتجوزوا وأنا بكون أخر من يعلم كأنى واحد غريب"
هتفت ياسمين بتبرير.
-"بابا لسه مقالش لحد بس أنت مضيق ليه؟"
ابتسم حمزه بحزن قائلاً.
-"مضايق ليه؟! لا ابدا هضيق ليه يعنى على العموم مبروك واتمنى أن يكون اختيارك كويس"
ردت ياسمين بثقه واستفزاز.
-"طبعا كويس... بس ده ما يمنعش أنك تسال عليه ما أنت زى يوسف وياسين"
هز حمزه رأسه بخفوت وهو يجيبها بتعجل يرغب فى الفرار من أمامها فهو يشعر بالاختناق.
-"اه طبعا طيب أنا لازم امشى معايا مشوا مهم سلام"
تحرك حمزه من أمامهم بسرعة بينما نظر محمد إلى ياسمين بقرف لترفع ياسمين أحدى حاجبيها بتعجب من نظراته.
-"مالك بتبص لي كده ليه؟"
اجابها محمد بحتقار.
-"أنا كنت طول الوقت اللى عدى وأنا واقف فى صفك وبقولك مادام مش بتحبيه وبتعتبريه زى أخوك متأخدهوش بس دلواقتى أنا بقولك أن حمزه ربنا بيحبه أنه ميأخدش واحدة زيك"
صاحت ياسمين بصدمه من حديث محمد الجارح.
-"زى؟! زى ازاى خد هنا أنت رايح فين؟"
تركها محمد ولم يعير صياحها أى اهتمام لتلفت إلى ياسين قائلة بغيظ.
-"هو قصده ايه؟"
رد عليها ياسين بانفعال.
-"أنتى واحد مش عاوزه وعارفه أنه بيحبك يبقا متجرحوش وكمان تاجى بكل جبروت وتحطى ملح على الجرح"
هزت ياسمين رأسها بالنفى وهى تحاول أن تبراء نفسها.
-"أنا معملتش ح......."
قاطعها ياسين عن تكملت حديثها قائلاً.
-"أنا مش بحسابك علشان تبرارى لي بس لو شايفه أنك مش غلطانه يبقى صدقينى محدش هيندم غيرك"
تركها ياسين هو الأخر لتصعد هى إلى غرفتها تنزوى بداخلها ولم تنزل طول اليوم حتى حل الليل وكان الجميع يجتمع بالأسفل ماعدا ياسمين وماسه وسليم وكذلك حمزه الذى لم يعد من الخارج حتى الآن، نظر آدم حوله هاتفاً بتعجب.
-"أما فين ياسمين؟!! أنا مشوفتهش من الصبح حتى المصنع مراحتهوش هى بتأخد اجازه الجواز مع ماسه ولا ايه؟"
غمغم أدهم ساخراً.
-"اللى خلف مامتش"
حمحم آدم بحرج وهو يناكف فى أدهم.
-"احم... ايه الاحرج ده وبعدين أنا لما أخدت اجازه فى جوازتك أنا ساعتها كنت متبهدل معاك فكان من الطبيعى أنى أخد راحه زيك"
ابتسم له أدهم وهو يهز رأسه بمعنى أنه لا فائدة فآدم سوف يظل آدم لن يتغير.
-"لا معاك حق اقنعتنى..."
اكمل أدهم حديثه وهو ينظر إلى زوجته.
-"هى ماسه وسليم منزلوش من الصبح"
اجابته سارة بإماء من رأسها ليكمل حديثه.
-"طيب طلعتوا لهم اكل"
ردت سارة بسخرية من حال ابنتها.
-"ايوه طبعا... بعدين هى دى حاجه تقدر ماسه تستغنى عنها.. دى مبسوطه بتأكل زعلانه تأكل متوتره تأكل"
كشر أدهم بين حاجبيه بحنق.
-"الله أكبر.. فى ايه يا سارة أنتى هتقورى على البت"
حركت سارة شفتيها بامتعاض قائلة.
-"وأنا هقور عليها ليه؟! أنا كل همى أنها لو فضلت بالمنظر ده جوزها لما يلقيها بقت زى البرميل هيزهق منها بسرعة ويبص لغيرها"
هز أدهم رأسه بالنفى قائلاً بثقه.
-"لا متخافيش سليم بيحبها مش هيبص لغيرها كنت أنا عملتها قبله"
صاح محمد بمرح.
-"اوبا قذف جبها"
زغدت سارة لمحمد ليصمت ونظر لأدهم بغيظ.
-"تقصد ايه يا ادهم؟"
تدخل أوس لتهدأت الأمور.
-"هى دى محتاجه تفسير يا ماما طبعا معناها أنه بيحبك"
ابتسم أدهم هاتفاً.
-"أنا قولت مخلفتش غير أوس"
ارسل أوس قبله فى الهواء إلى والده وهو يكمل حديثه.
-"حبيبى يا حج... علشان كده يا ماما.. بابا مستحمل أنك تخينه"
جحظت عيون سارة وهتفت وهى تشير على نفسها بعدم تصديق.
-"أنا تخينه يا أدهم"
هز أدهم رأسه بالنفى وهو يكمل حديثه بمكر.
-"أنا قولت كده... اللى بلغك هو اللى شتمك"
ضحك أوس وهو ينهض هارباً.
-"طيب استإذن أنا..."
قطع عليهم حديثهم عودة حمزه وهو يلقى عليهم السلام لتهتف والدته.
-"كنت فين لغايه دلوقتى يا حمزه قلقتنى عليك"
رد حمزه باختناق.
-"كنت فى مشوا وبعدين أنا مش صغير علشان تقلقوا عليا... أنا طالع أوضتى"
نظر آدم فى أثر حمزه الذى يلتهم الأرض أسفل منه بضيق واضح لجميع.
-"أنا حاسس أن الجملة دى سمعتها قبل كده بس مش فاكر فين؟"
ردت سارة ساخرة.
-"لا يا راجل ده حتى كان فيها حتة قلم ميتنسيش مش كده يا ليلى"
هتف ليث باستغراب.
-"قلم ايه ده يا ماما؟!"
نهض أدهم قائلاً وهو يطالع آدم ساخراً.
-"طيب اسيبك أنا يا آدم مع الذكريات الجميله دى... تعالى يا روتر عايزك"
ابتسم محمد بانشكاح وهو يحتضن والده ويسير معه.
-"تحت امرك يا كبير"
اختفوا داخل المندرة، فهتف أدهم باستفهام.
-"قولى كل اللى حصل النهارده مع حمزه وياسمين وإياك تنسى حرف ولا تحط الTouch بتاعك فاهم تقول اللى حصل وبس"
هز محمد رأسه بالإيجاب وأخذ يقص عليه كل ما حدث بينهم...
بينما على الجانب الأخر عند يوسف فى المصحة كانت فى حالة من الهيجان ولم يطق أحد أن يقترب منه لأنه لم يأخذ الجرعة المعتادة منذ يومين فأخذ يكسر كل ما تطوله يده ويقوم بضرب كل من يدخل الغرفة عنده وحاولوا بجميع الطرق السيطرة عليه حتى يعطوه مهدأ فحالته تدل بوضوح على انتكاسته وكان الطبيب يرغب فى التأكد من ظنه أن تلك الفتاة التى تأتى إليه هى السبب فى ذلك.
-"لو سمحت اهدى أنا بس عايز اكشف عليك"
هدر يوسف بغضب وانفعال.
-"وأنا قلت لا واطلع بره يلا ومش عايز اشوف خلقت حد أنا مش عايز اشوف غير البنت اللى بتجيلى كل يوم وبس"
هز الطبيب رأسه بالنفى فحديث يوسف وتمسكه بزيارة تلك الفتاة تأكد شكوكه.
-"مينفعش اللى أنت بتعمله ده... أنت كنت مشى كويس فى كورس العلاج و..."
صاح يوسف بعصبيه و وقاحه.
-"يووووووه ما بس صداع وغور من وشى دلوقتى ولما تاجى أمل تدخلوها وإياكم تفكروا تمنعوها"
لم يعد هناك مجال لشك فهتف الطبيب بتهديد.
-"أنا هبلغ أهلك بحالتك دى"
قام يوسف بالامساك بالطبيب من ملابسه وهو يهدر بانفعال.
-"أنت ليه مش بتسمع الكلام ولا أنت غبى مبتفهمش... غور من قدامى واعمل اللى عايز تعمله هما مش جو و رمونى هنا وعمله اللى عايزينه... خلص أنا كمان بعمل اللى أنا عايزه"
مر باقى اليوم على يوسف والآلم يأكل فى جسده الذى ينتفض من الآلم والارتعاش وعينيه أصبحت لونها شديدة الأحمرار حتى أنفه تفرز مخاطها بزيادة كأن روحه تغادر جسده وتقوقع على نفسه ينتظر الموت.
بينما عند تلك الأمل التى لا تبالى بما يحدث مع يوسف.
-"أنا مش فاهمه أنت ليه مخلتنيش اروح ليوسف اليومين اللى فاتوا"
جذبها ذلك المجهول من شعرها هاتفاً بحده.
-"ايه صعب عليكى ولا يكون حبتيه... ياريت تكون الأولى علشان لو عارفة أنك حبيتيه هدفنك قبله أنتى بتاعتى أنا وبس فاهمه"
صاحت أمل بآلم وهى تحاول أن تبعد يده عن شعرها.
-"آه آه فاهمه فاهمه... أنا مستحيل أحب غيرك.. بس أنت اللى عمرك ما حبيتنى"
زمجرها ذلك المجهول باستنكار من حديثها.
-"أنتى غبيه ولا بستهبلى؟!! أنتى عارفه أنى مبحبش غيرك يا غبيه"
صاحت بعدم تصديق وسعادة.
-"بجد!! طيب ليه خلتنى أقرب من يوسف؟! ما أنت لو بتحبنى بجد مكنتش رضيت بقرب راجل تانى منى!!"
نظر لها بحده قائلاً.
-"هو يعنى أنا سبته يلمسك ما الحبوب اللى كنتى بتحطيه له فى العصير والأكل كنت بتغيب عقله بس جسدياً هو صاحى ولما تقوليله اللى أنتى عايزه وهو فى حالته دى لما يفوق منها بيحس أنه عمل كده بجد."
ردت أمل بحزن.
-"بس كان لما يفوق ويقرب منى كنت بخاف... أنا عمرى مقربت منه ولا لما يكون معايا وهو فايق ويكون عايزنى بكون خايفه لتفتكرنى أنى رخيصه وبخونك..."
ضربها على مأخرة رأسها بخفه وهو يقربها منه.
-"بس هبل ده على أساس أنى كنت هسيبكم لحظه مع بعض وأنتى غايبه عن عينى"
نظرت له بحب.
-"بجد!!"
هز لها رأسه بابتسامه محبه لتكمل حديثها.
-"أنا مش عارفه امتى هنخلص من القرف ده؟!"
هتف وهو يسألها باستفسار.
-"قريب أوى... أنتى مش كنتى بتزودى الجرعه ليوسف كل ما تروحى له فيها؟؟"
ردت أمل بعدم فهم.
-"أيوه ومستغربه أنك قولتلى مروحش له معنى كده أنه ممكن....."
أكمل المجهول حديثه بابتسامه شارده.
-"يموت... لما يوقف الكميه الكبيرة اللى اتعود عليها جسمه مرة واحد معنى كده أنه هيموت و ده اللى أنا عايزه وكده أكون خلصت من أول جندى فى العبه أنا مستنسى اللحظه اللى هقول فيها كش ملك"
نظرت له أمل بتوجس وهى تتمتم بخفوت.
-"ربنا يستر"
بينما على الناحية الأخرى عند يوسف دخل الممرض عنه لكى يضع له العشاء ولكنه صدم من هيئة يوسف الملقى على الأرض وتنزف الدماء من أنفه بغزاره مع شحوب وجهه الذى يحاكى الموتى.
بينما عند سليم وماسه التى تطلعت إلى سليم هاتفه.
-"احنا هنروح بيتك بكره"
نظر لها سليم وهو يرفع أحدى حاجبيه من تلك النبره التى تتحدث بها معه.
-"هو ده سؤال ولا طلب ولا امر؟!"
ردت بلامبالاه.
-"اعتبره زى ما أنت عايز... بس مش معنى كده أنى سمحتك على اللى عملته ده أولاً أما ثانياً فاحنا قدام الناس أسعد زوجين ثالثاً هتتصل بالمرأه المجهوله اللى سيادتك كنت بتتفق معاها وتقول ليها أنك جاهز علشان تساعدها فى اللى هى عايزاه وتعرف منها خطتها وناويه على ايه و رابعا......"
قاطعها سليم عن تكملت حديثها بحنق.
-"هو لسه فى رابعاً أصلاً كل اللى بتقوليه ده بلح مينفعش يتعمل"
وضعت ماسه يدها على خصرها وهزت قدمها بعصبيه هاتفه بحده.
-"ليه بقى إن شاء الله مش قولت هتعمل أى حاجه علشان تساعدنى"
نظر لها سليم برغبه وحب وتحدث وهو يحاول أن يجعل صوته جاد.
-"أولاً أنا مرجعتش فى كلامى أنا فعلاً هساعدك علشان نعرف هى مين وعايزه ايه؟!! ثانياً مينفعش نمشى من هنا من غير ما نطمن أهلك علينا أكيد أنتى فهمنى."
اختتم حديثه بغمزه وقحه، مما جعل حمرت الخجل تغزوا وجهها فزمجرته بتلعثم.
-"أنت.. قليل الأدب"
رد بابتسامه عبثه.
-"ده مش موضوعنا بعدين نشوف الموضوع ده... المهم ثالثاً أنا مينفعش اتصل بيها علشان أنا فى آخر مكالمه اتعصبت عليها وقولتلها أن تخلى عندها دم علشان أنا عريس على الأقل تسيبنى فترة شهر العسل ف ازاى اروح أنا اتصل بيها تانى يوم واقول ليها أنتى بتخططى لايه أكيد هتشك وبذات أنها أكيد وصللها اللى أنتى عملتيه"
أخذت ماسه تهز قدمها أسرع من التوتر.
-"والحل دلوقتى"
نظر لها سليم من أعلى لأسفل وابتلع ريقه بصعوبه.
-"أولاً تبطلى تهزى رجلك ثانياً تبعدى يدك دى من هنا علشان أنا مش هقدر أمسك نفسى أكتر من كده مع الغراء ده وبصراحه أصلاً العبايه اللى أنتى لبسه ضيقه خلقه فمتجيش أنتى كمان تحطى ايدك فى وسطك وتهزى رجلك قدامى... أنا واحد محروم فاتلمى علشان متهورش"
رجعت خطوة إلى الخلف بعيداً عنه وهى تزمجره.
-"أنت قليل الأدب ومش متربى وبعدين العبايه مش ضيقه أنت اللى عينك تندب فيها رصاصه"
نظر لها بتدقيق قائلاً بضيق.
-"أما دى مش ضيقه أما الضيقه شكلها ازاى... تعالى هنا أوعى تقوليلى أنك بتنزلى بشكل ده قدام عيال عمك"
ردت باستفزاز.
-"وايه يعنى ما هى محترمه ومش مبينه من جسمى حاجه"
صاح سليم بانفعال وغيره.
-"نعععععم يا عنيه مش مبينه حاجه!!! دى مش سيبه حاجه لتخيل دى دى 3D يا روحى"
كان سليم يحدثها وهو ينظر لها بطريقة أخجلتها فركضت من أمامه إلى دولاب ملابسها وسحبت منه عبايه اخرى واتجهت إلى الحمام وصاحت وهى تغلق الباب خلفها.
-"سافل وقليل الأدب"
قهقه سليم باستمتاع قائلاً.
-"هههههه على فكره دى تالت مرة قليل الأدب النهارده أما لو شوفتى قلت أدبى بجد هتقولى ايه؟!!"
فتحت ماسه باب الحمام والقت عليه تلك العبايه التى كانت ترتديها هاتفه بغيظ.
-"سافل"
ضحك سليم وهو يحتضن العبايه هاتفاً بوقاحه.
-"ياما نفسى فى حد يكون مكان العبايه دى وأنا هعمل ال...."
قطعته من مواصلت حديثه الوقح بصراخ.
-"عاااا قليل الأدب"
لم تنتظر أن تستمع إلى المزيد من وقاحته ليكون أخر ما استمعت له صوت ضحكاته.
-"هههههههههه الرابعة"
أخذت ماسه تبرطم بغيظ وخجل وهى تهبط لأسفل.
-"بارد ومستفز وقليل الادب و......"
اوقفتها والدتها وهى تنظر لها بتعجب.
-"أنتى اتجننتى ولا ايه؟!! ليه بتكلمى نفسك يا اخرت صبرى"
نظر ماسه إلى والدتها ببلاهه وهى تحاول ان تجمع شتات نفسها.
-"هااا لا أنا كنت بكلم سليم... أما فين بابا وياسمين و....."
اوقفتها سارة عن مواصلت حديثها عن الجميع.
-"بس أبوكى مع محمد فى المندره وياسمين فى أوضتها ولو عايزه تعرفى حد تانى انزلى شوفيهم تحت... بس تعالى هنا الأول طمنينى عليك أنتى وسليم"
ردت ماسه ببلاهه.
-"احنا كويسين.. ليه فى حاجه؟!"
زمجرتها سارة بغيظ.
-"يا غبيه أنا قصدى... اقولها ايه دى بس ياربى... أنتى متأكده أنك مهندسه"
ردت ماسه بعدم فهم.
-"أيوه طبعا... بس أنا مفهمتش أنتى عايزه تقولى ايه؟!"
ضربت سارة كف على الأخر قائلة.
-"يا حبيبتى فتحى دماغك معايا كل بنت أول ما تجوز بتطمن أهلها عليها هى وجوزها وأنهم بقوا زوج وزوجه كده فهمتى"
صاحت ماسه بصدمه.
-"ايه اللى بتقوليه ده يا ماما هو أنتى هتعملى زى الافلام وتقفى على الباب وتقولى عايزه المنديل الأبيض وتوروه لناس"
زمجرتها سارة بعصبيه.
-"الله يحرق أنتى والأفلام فى يوم واحد يا متخلفه... أنتى مش كان فرحك امبارح شيفانى وقفنا على باب ولا فى ناس من أصله ولا هناخد المنديل ونلف على خلق الله و نوريهم شرفك يا متخلفه... أنا بسألك علشان نطمن أن ربنا وفقكم فى حياتكم ومشت الأمور بينكم طبيعى فندبح زى ما رسول صلى الله عليه وسلام قال فهمتى ولا اشرح أكتر"
كست حمرت الخجل وجه ماسه وهى تردف بتلعثم.
-"لا فهمت بس يعنى..."
هتفت سارة بفطنه.
-"محصلش حاجه صح!!"
زاد حراج ماسه ولم تعلم بماذا تجيب ليزداد تلعثمها.
-"هااا لا أصل اه"
نظرت لها سارة بعدم فهم.
-"أنتى بتقولى ايه حصل ولا لا؟"
سليم كان فى طريقه للهبوط خلف ماسه ولكنه توقف عندما رأه ولدة ماسه توقفها فاستمع إلى كامل حديثهم وكان فى انتظار أن يعرف رد ماسه ولكن عندما لاحظ تخبطها وعدم قدرتها على االرد تقدم منهم لينقذها من هذا الموقف المحرج.
-"مساء الخير على أحلى حمايا فى الدنيا"
نظرت له سارة بابتسامه هادئه.
-"مساء النور يا حبيبى ايه اخبارك؟!"
صرخت ماسه بذهول.
-"عااا ايه اللى بتقوليه ده يا ماما؟؟"
نظرت لها سارة بعدم فهم.
-"فى ايه يا متخلفه هو أنا قولت ايه؟!"
ردت ماسه ببلاهه وغباء.
-"مش أنتى بتسأليه على اخباره اهو زى ما كنتى بسألينى"
ردت سارة بنفاذ صبر.
-"ياربى اروح منك فين لا يا حبيبتى مش بسأله زى مافهمتى ولا اوضح أكتر"
هزت ماسه رأسها بحرج.
-"لا فهمت خلاص"
ضحك سليم على هيئتها المغريه له.
-"ههههههه وأنا كمان وعلى العموم احنا تمام فى الحالتين"
نظرت ماسه له بصدمه.
-"أنت فاهم هى بتتكلم على ايه دى قصدها على المنديل... آه آه"
قرصتها سارة لتصمت وهى تزمجرها باحراج.
-"يا غبيه ده لو مش فاهم كده فهم"
تقلب وجه ماسه بجميع الألوان وهى تغمغم بخجل.
-"يا نهار أسود هو أنت مكنتش فاهم وأنا فهمتك؟؟"
ضحك سليم قائلاً وهو يقبلها على وجنتها بحب ويمسد لها على ذراعها الذى قرصته فيه والدتها لتصمت.
-"هههههه لا يا حبيبتى كنت فاهم من غير ما توضحى أكتر"
ابتسمت سارة بسعادة على هيئتهم.
-"ربنا يعينك على ما بلاك"
كشرت ماسه بين حاجبيها بطفوليه.
-"أنا بلوه؟؟"
أجابها سليم بمحبه.
-"أحلى بلوه شوفتها فى حياتى"
نظرت له ماسه لثوانى قبل أن تهتف.
-"أنا راحه لبابا"
خرج محمد من المندرة وهو يركض لتحاول ماسه ايقافه باستفسار.
-"فى ايه؟؟"
ردت عليها محمد بشماته.
-"بابا هيشعلق حمزه وياسمين"
-"ليه؟؟ أنا داخله لبابا"
هتف محمد باعتراض.
-"لا بابا قال عايز حمزه وياسمين بس.. بعدى عن طريقى خلينا اناديلهم"
غمغمت ماسه بفضول طفولى.
-"بس أنا عايزه اعرف فى ايه؟!"
نادت عليها والدتها.
-"تعالى يا حشريه اقعدى ولما أبوكى يخلص هنعرف فى ايه؟"
اقترب ماسه من مجلس والدتها هاتفه بشك.
-"أيوه طبعا أنتى مش هتفكر فى اللى بيحصل علشان هو بيجى عندك وبيفضيلك كل اللى عنده من غير ما تتعبى نفسك"
حركت سارة شفتيها بطريقه شعبيه تعبر عن استيائها.
-"مين ده اللى بيفضفض؟؟ أدهم ده مابيقولش غير اللى عايز يعرفهولك غير كده لا... وبعدين أنتى شغله بالك به ليه ياجى يقولى ولا لا؟! أنتى مش اتجوزتى ما تحلى عنى بقى!!"
هتفت ماسه بمشاغبة.
-"أنا مش هرود عليكى علشان أنتى أمى بس"
غمغمت سارة بغيظ.
-"ياباى أنا مش عارف سليم هيستحملك على ايه؟!"
ردت ماسه بغرور.
-"هو يطول واحده زى"
ماسه لم تلاحظ جلوس سليم على أحد المقاعد خلفها بحمحم لجذب انتبهها.
-"احم احم ما أنا طولتك اهو ولا أنتى مش وخده بالك"
هتفت ماسه بفزع.
-"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هما بيطلعوا امتى؟!!"
نظر لها سليم وهو يرفع أحدى حاجبيه لتوكزها والدتها.
-"متخلفه فى واحدة عاقله تقول لجوزها كده يوم صباحيتهم"
تمتمت ماسه بحنق.
-"الله أنتى مش شايفه خضنى ازاى و وقعلى قلبى فى رجلى"
تمتمت سارة بنفاذ صبر.
-"صبرنى يارب"
-"يارب... أنا عايزه اعرف ايه بيحصل جوه"
نهضت سارة تترك لها المكان.
-"أنا ماشيه وسيبهالك"
-"ماما يا ماما مشت... يا ترى ايه عملت ياسمين وحمزه؟!"
اقترب منها سليم وجلس بجوارها يكاد يلتصق بها.
-"ليه مهتمه اوى كده؟"
ردت بفضول.
-"هموت واعرف في ايه؟"
نظرت له ماسه لثواتى بتفكير ليقول بتوجس.
-"بتبصلى كده ليه؟"
-"ما تدخل تشوف ايه فى وتاجى تقولى"
ضحك سليم بقوة على فضولها لتنتبه لنفسها وتصمت ليطالعها هو بحب ويصمت هو الأخر.يا ترى مين المجهول ومين المجهوله؟ وعايزين ايه؟
يا ترى يوسف هى دى نهايته وايه هيكون رد فعل عائلته لما يعرفوا؟
يا ترى ايه هيحصل مع حمزه وياسمين؟ وأدهم عايزهم فى ايه؟
يا ترى ايه هيحصل مع باقى الابطال؟
انتظروا الفصل الجاى
يتبع
☆☆☆☆☆
أنت تقرأ
رواية الضلع المائل "قلوب صعيدية الجزء الثانى سابقا"
Romanceعشقها منذ الصغر بقوته و رجولته و عنفوانه منذ ان وضعوها بين ليصبح حبها له حب مستحيل . ليلعب القدر لعبته ف تخونه حبيبته مع غيره و تصبح ملك ل رجل غيره قبل ان تكتب على اسمه و يصدم عندما عرف فعلتها فتصبح حياتها رهينة بين يديه ليصدمها بقسوته وتكبره و جبرو...