الفصل الثالث عشر

1.5K 37 0
                                    

رواية قلوب صعيدية الجزء الثانى
الفصل الثالث عشر
بقلمى / هدير خليل

بعد ان نهضت ماسه لكى تذهب الى حمام و تبعها يوسف الذى انتظر خروجها ، و بعد مرور بعد الوقت خرجت ماسه من الحمام و هى عاده الى والديها وجدت يوسف يقف امامها لتعقد حاجبيها باستغراب و هي تطالعه بتساؤل قبل أن تتقرب منه و هي تفكر ماذا يفعل هنا و ما به و لماذا يقف هكذا ؟ لتردف ماسه باستغراب و تساؤل .
= خير يا يوسف عايز حاجه ؟
يوسف نظر لها بقوة و عينيه تحدق بملامحها مرارا و كأنه يحفظها بذاكرته فهي بطلتها الانثوية هذه افقدته زمام سيطرته على عقله لكنه لم يتحدث و امسك يدها و جذبها خلفه و ذهب به الى ركن بعيدا عن الأنظار . . لتتوتر ماسه و هي تنظر له بقلق و تهتف سريعا بتسول و عاقده حواجبها بذهول من تصرف هذا .
= يوسف فى ايه ؟ و وخدنى على فين ؟ يوسف رد عليه لو سمحت .
وصلوا فى ركن لن يستطيع احد رايتهم فيه ، و يوسف وقف قصدها و هو ينظر لها من اخمص قدميها لاعلي رأسها لتقف عينيه على ملامحها البريئة الجميلة و يشرد قليلا قبل أن تفيقه هي من شروده به على همسها باسمه لتردف ماسه بهدوء .
= يوسف ان . .
ليقاطعها يوسف بجديه و عينه لم تبتعد عن ملامحها .
= بس بطلى كلام و اسمعى كلامى كويس .
لتردف ماسه باستغراب و هى تقول .
= كلام ايه ؟
ليهتف يوسف بصرامه و حده و هو يؤشر على فستانها باصبعه و ملامحهم غاضبه و غيره لا يعلم مصدرها .
= مش عايزك تلبسى الفستان ده تانى ولا اى حاجه شبهوا حتى انتى فاهمه .
لتنظر ماسه لفستانها و تردف بصوت منخفض هادئ .
= ليه مهو محترم ايه فيه علشان ملبسهوش .
ليطالعها يوسف بحده و هو يهتف بنبره غاضبه حانقه .
= انا قولت كلمه و مش هكررها تانى يا ماسه مش عايز اشوفك بالفستان ده مرة تانى .
لتنظر ماسه له بحنق و تضع يديها على خصرها و هي تهتف باعتراض و عصبية .
= ليه بقى ان شاء الله ؟ و بعدين انت تقولى البسى ايه و متلبسيش ايه بصفتك ايه بضبط ده اخواتى مقلوش حاجه تاجى انت و تقولى اعمل ايه و معملش ايه انا مش هعمل اى حاجه من اللى قولت عليه انا مبعملش حاجه غلط علشان تكلمى و لما اعمل حاجه غلط بابا اخواتى يحسبونى بعد إذنك .
ماسه كانت سوف تغادر و هي تتحرك لتمشي و تترك له مكان ، فقام يوسف بجذبها له بقوة ليقربه منه لتصطدم بصدره َو قبلها و هو مطبق على خصرها بقوه كأنه يخشى أن يفقدها أو كأنه ملكه ليشعر برعشه جسدها و انتفاضها ، لكنه اكمل قبلته كالمغيب يتلذذ بها لتنتفض بشده ليبتنعد عنها و هو يلهث قبل أن يفقد ما تبقى من عقله بسبب هذه الصغيرة العنيده و هو يطالعها و عينيه تجول على ملامحها . . لينظر يوسف لخدودها التي تلطخت باللون الأحمر القاني و شفايفها منتفخه إثر قبلته ، و همس لها امام شفتيها و هو مازال يحتجزها ليهمس لها بدفئ و انفاسه حارقه تحرق شفايفها و هو يهمس بصوت مبحوح إثر قبلته لها .
= لو معملتيش اللى قولت عليه هيكون هو ده عقابك فاهمه .
ماسه وشها كله بقى احمر و صدرها يعلو و ينخفض و نفسها انكتمت و مقدرتش تتنفس و كان هيغمى عليها و لكن يوسف لحقها ليتملكه القلق و الخوف ، و كاد أن يموت قلقاً و رعبا عليها قبل أن يهتف بصوت متوتر قلق . . ليتنفض يوسف فزعا و يتجمد مكانه من الذهول و الخوف ليهتف بقلق و خوف و هو يسندها و ينظر لها بخوف و لحظ تحول شفتيها الى االلون الأزرق و انسحب الحياة من وجهها .
= ايه مالك ماسه .
لحظ يوسف ان ماسه تكتم انفاسها ولا تتنفس فهمس لها بقلق .
= ماسه اتنفسى براحه ماسه انتى كويسه اتنفسى انتى سمعانى اتنفسى متخفيش .
ماسه شهقت و بتدت تتنفس بصوت عالى فهمس لها يوسف .
= اهدى اهدى و تنفسى براحه .
و قد فعلت ماسه ما قال عليه و لما رجعت لطبيعتها ازاحته و ركضت الى والدها لتحتمى به اما هو فلم يتحرك من مكانه بل ظل متجمدا مكانه فقد صدم كثيرا من مما فعله معها الذي جعلته يصعق و يكاد أن يفقد عقله فهو كان خائف بشده عليها ، لكنه شعر بقلبه يبنض و به احساس مختلف . . ليلتفت ادهم لها و هو يسألها بقلق و حنان و نظراته تتفحصها فهي كانت حالتها يرثي لها مما زرع الخوف بقلب ادهم و هو يهتف .
= مالك يا حيبتى انتى كويسه .
لتفزع سارة على ابنتها فور رؤيتها بهذا المنظر لتهتف بقلق و حنان و هي تكاد تموت خوفا عليها .
= مالك يا ماسه وشك احمر كده ليه ؟
لتردف ماسه بنبرة منخفضه متقطعه و هي تدور بعينيها فالمكان و بتاخد نفسها بصوت عالى .
= لا.. انا... انا بس . .
ليهتف ادهم بهدوء و لكن عينيه تنطق بالخوف و القلق ليربت على كتفي ماسه و يحدثها بحنان .
= اهدى عليها يا سارة انتى مش شايفها مش قادره تاخد نفسها تعالى يا حبيبتى اقعدى ارتاحى و خدى نفسك . . ليلى هاتى ميه بسرعة لو سامحتى .
لتردف ليلى سريعا و هي تناوله كاس الماء .
= خد اهى المياه .
ليأخذ ادهم الكأس من اخته و يرفع على شفايف ماسه يحثها على شرب القليل من الماء هو يتسائل .
= اشربى يا حبيبتى انتى كويسه دلوقتى .
لتردف ماسه بهدوء و نبرة متعبه .
= ايوه الحمد الله .
لتهتف سارة بتساؤل و قلق .
= مالك بس ايه اللى حصلك ؟
لتجيبها ماسه بهدوء و هي تبعد انتظرها عن عينين والدتها و هى تقول .
= مفيش يا ماما ده انا لما جيت اغسل وشى شنقت و مقدرتش اخد نفسى .
اوس و ليث لحظوا ان الجميع مجتمع حول ماسه ليتملكه الخوف و القلق و التوتر فماذا يحدث مع صغيرتهم ليعقدون حاجبيهم باستغراب و قلق لكن ما آن لبثوا لينتفضوا من مكانهم و ذهبوا لها حتى يروا ما بها . . ليتقدم اوس من ماسه و هو يهتف بتساؤل و عينيه تتفحصها بقلق .
= فى ايه مالها ماسه ؟
ليردف آدم بهدوء و هو يعيطهم نظرة مطمئنة .
= مفيش متقلقوش ده هى بس شنقت و هى بتغسل وشها .
ليهتف اوس بخوف و هو يتقدم منها ليفحصها و هو يقول .
= طيب بعدوا خلينى شويه اشوف مالها ؟
اوس قاس نبضها و هو يتفحصها بعينيه و يحدثها بحنان و يضمها إليه و يبثها الأمان و هو يطمئن نفسه قبلها انها بخير و أنها معافاه و أنها مجرد توعك بسيط حتى يجعلها ترتاح فهي صغيرهم و مدللتهم أن أصابها مكروه أصابهم جميعا و بقوة . . ليهتف اوس باطمئنان و هو يطالع صغيرته بحنان اخوي .
= معندهش حاجه هى بس اتخنقت بس يالا بينا على البيت علشان ترتاح .
ليهتف ليث بحنان و خوف عليها و هو يقول .
= يالا يا حبيبتى قومى تعالى اتسندى عليا ولا اشيلك .
ليردف ادهم سريعا بنفي و جديه و هو يقول .
= لا روح انت لعروستك انت و هو و انا هشيله . لتومأ ماسه برأسها بالنفي و هي تهتف بنبره مطمئنه .
= لا مفيش داعى انا كويسه و هقدر امشى يالا روحوا انتوا لعريسكم و انا همشى عادى و هو معايا بابا و ماما و خالو كلهم معايا متقلقوش يالا .
اتعملت الزفه و خلص الفرح و كل واحد خد مراته و طلع على جناحه و هم يشعرون انهم يسيرون إلى جحيمهم أو قبرهم فأحساسهم بالحقد و الامتعاض و النفور من المسميات بزوجاتهم هو احساس مشترك مسحوب ببرود خارجي لكنه مكتسح داخلهم كبركان يريد أن يخترق جدار عقولهم و صدورهم ليصهر المنزل بمن فيه .
يا ترى ايه هيحصل بين يوسف و ماسه ؟
يا ترى ايه هيحصل بين ليث و فيروز ؟
يا ترى ايه هيحصل بين اوس و مهره ؟
انتظروا الفصل القادم .
يتبع .
***********

رواية الضلع المائل "قلوب صعيدية الجزء الثانى سابقا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن