الفصل 25

282 12 5
                                    

" البعض لا يُمكن الوثوق بهم "


و في صباح اليوم التالي..

استيقظ و فتح عيناه بصعوبة و هو مازال يشعر بألم شديد في رأسه.. لكنه استيقظ على صوت بكاء فتاة، اعتدل و جلس على السرير بعد أن فتح عيناه، و نظر لصدره العاري و للفتاة التي تجلس على الأرض في زاوية الغرفة و هي مُنهارة من البكاء و جسدها يرتجف.. كانت تلف جسدها بغطاء و تنظر له بخوف..

صُدِمَ من المنظر و استوعب لوهلة ما حدث ، هو لا يتذكر أي شيء حدث في الليلة الماضية ، لكن ما يراه لا يُبشر بالخير أبدًا..

سليم بصدمه:

ينهار اسود..ليلى!!

كانت تبكي بحُرقه و جسدها يرتجف.. نظرت له بخوف و بدأت تصرخ بهيستيريا..

انتفض سليم من مكانه و ارتدى سرواله القطني بسرعة و هو لا يفهم شيء و لا يتذكر أي شيء..

اتجه نحو ليلى و هو يقول بتوتر و خوف:

ليلى انتي كويسة؟؟

دفعته بعيدًا عنها و بدأت تصرخ و تتحدث بإنفعال قائلة:

انت حيوان انت مريض ربنا ينتقم منك!

حاول سليم تهدأتها لكنها كانت مُنهارة.. كان يريد أن يعرف كيف فعل هذا، فهو لا يتذكر شيء و ايضًا لا يدري كيف فعل ذلك!

سليم بإرتباك:

ليلى اقسم بالله مانا عارف ايه اللي حصل و لا عارف عملت كده ازاي.. فهميني بس ايه اللي حصل!!؟

ليلى بإنهيار:

ابعد عنيي.. مش عايزة اشوفك انت كنت بتستغلني علشان تاخد اللي انت عاوزه منك لله!، دمرتني.. دمرتنيي

كان سليم مصدومًا و لا يصدق ما فعله.. هل حقًا فعل تلك الفعلة الشنيعة أم انه في كابوس، و كيف فعل ذلك اصلاً!!؟

ابتلع غصة مريرة و نظر للتي تبكي بحُرقَه أمامه، ثم قرر أن يُصلح ما قام بفعله..

سليم بهدوء و تردد:

ليلى.. انا هتجوزك!

______________________________________
كانت تجلس على سريرها و تضم ساقيها لصدرها و تبكي كالعادة، فهي أصبحت كجسد بلا روح.. حياتها تدمرت بالكامل، لقد تركها للأبد و لم يعد حتى الآن.. لم يعد حتى ليفهم أي شيء، لم يعد يريدها!

أين هو؟ و كيف حاله؟ و كيف يعيش؟! هي لا تعلم!

فقط تتمنى لو يكون بخير..

رحلت والدتها.. اختفت فجأة، و ابتعد الجميع عنها و كأنها مرض مميت، بعد أن كانت مريم الفتاة المرحة التي تنبعث منها رائحة التفاؤل و الأمل، مريم اللطيفة ذات الإبتسامة المشرقة..

«أحفـاد الخديوي» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن