الفصل 39

237 7 8
                                    

«السيارة حمراء كـ لون الدماء»

"طريق الذهاب مُختلف تمامًا عن طريق العودة، رُبّما تسلك نفس الطريق  في اتجاهين متضادين.. لكن الرحلة مختلفة تمامًا في تفاصيلها والأشخاص الذين تراهم في رحلتك،شعورك،.. و الأهم من ذلك التغيير الذي سيحدث في حياتك أثر هذه الرحلة.. لذلك يجب أن تختار وِجهَتك بعناية، إما أن تبقى في نفس المكان و تعود إليه في كل مرة، أو تقرر تغيير مكانك و حياتك.. و تعيش من جديد.. ناسيًا الماضي و ألآمهُ و أحزانهُ و كل تعاسته.. فقط.. تبدأ من جديد "

كانت مستندة برأسها على نافذة السيارة القديمة التي تتحرك بأعجوبة.. و ترى شوارع المدينة الجديدة..، مدينة نظيفة و رائعة للغاية، كانت تتمنى الإنتقال إليها للدراسة أو مع زوجها أو مع أسرتها و التي تتكون من جدتها فقط.. في ظروف أفضل!

حلمها تحقق و ها هي انتقلت إليها.. لكن السبب مؤلم و حزين، يسبب لها غثيان و شعور بالخوف و القلق رهيب!

لم تعد تستطيع إكمال حياتها في قريتها القديمة، أصبح كل الناس يستحقرونها و يتجنبوها و يتكلمون عليها في غيابها.. أهل قريتها!

و هذا لسبب لا ذنب لها فيه..، تلك البريئة النقية، جميلة كالقمر و شخصيتها الطيبة واضحة كضوء الشمس..، فهل ستستطيع التأقلم مع حياتها الجديدة في هذه المدينة الغريبة الكبيرة.. و التي تعد العاصمة أيضًا!؟ أم أنّ أملها سيخيب مجددًا؟!

فتحت النافذة قليلاً ليتسلل  الهواء النقي لداخل السيارة قديمة الطراز و يداعب خصلات شعرها الناعم، أغمضت عينيها و هي تستمع للموسيقى عبر سماعات الرأس باستمتاع و تدندن معها..!

بينما كانت جدتها صاحبة ال 75 عامًا تجلس بجانبها في المقعد الخلفي للسيارة و تتحدث مع السائق المسن، و يبدو أنه يعرفهما جيدًا..!

دخلت السيارة حيّ قديم، لكنه ليس شعبي.. قديم و لكنّه راقي و دافئ.. كل سكانه في حالهم لا يختلطون أبدًا ، و هذا ما تريده هي!

لم تكن مُنتبِهة للطريق فقط شاردة في الطرقات النظيفة و المارة الذين يبدو عليهم الود و اللطف و الطيبة..

حتى توقفت السيارة أمام عمارة سكنية قديمة بعض الشيء لكنها جميلة و مزينة بالورود و هذا يجعلها دافئة و جوّها لطيف!

ابتسمت ابتسامة جميلة و انعكس ضوء الشمس على وجهها الناعم و البريء ليُظهِرَ لون عينيها البُنيّ..الجميل كـ القهوة!

«أحفـاد الخديوي» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن