الفصل 45

352 9 21
                                    

" نجمتي هي زينتي "

تثاوبت بكسل و هي تنهض من على السرير، شعرت بألم في زاوية فمها و كأن حشرة ما قامت بقرصها، اتجهت ناحية مرآة التسريحة الموجودة في غرفتها و ألقت نظرة على نفسها لتشهق بصدمه قائلة:

_"يا ماما.. إيه الحباية دي كلها، طالعلي عيل في بُقي!"

بدأت تصيح و توَلوِل، ثم خرجت من غرفتها مُسرِعَة لتشتكي لأهلها و ليبحثوا لها عن حل، لقد أصبحت مُخيفة!

خرجت للصالة لتتفاجئ مما رأته..

وقفت مصدومه للحظات..و صفنت لبضع ثوانٍ،...

كان يُصلي و يُرتل القرآن بصوت عذب و جميل للغاية جعل الدموع تتجمع في عينيها..، جعلها تتأثر و يقشعر بدنها!

ابتسمت و هدأت و ظلت صامتة و تراقبه بصمت و تشاهده و هو يركع و يسجد، و لا تتحدث كيّ لا تقاطعه أو تُشتت انتباهه!

لم يكن منتبهًا لوجودها أصلاً و كان يُطوِّل في السجود، نظرت للساعة المُعلَّقة على الحائط.. لتجدها الخامسة فجرًا!

كانت تظن أنها التاسعة صباحًا أو ربما العاشرة، لكن يبدو أنها استيقظت باكرًا!

سلّم، لتقول هي و تلفت انتباهه:

_" تقبل الله..! "

لفّ لها و نظر لها باستغراب قائلاً:

_" ايه اللي صحاكي دلوقتي يا ساره؟! "

_" قلقت و صحيت، بس بما إن الفجر أذن فأنا هصلي و انام تاني! "، قالتها بحماس و ابتسمت

ابتسم أدهم قائلاً:

_" روحي اتوضي هستناكي نصلي جماعة. "

نظرت له باستغراب قائلة:

_" مش انت صليت؟! "

أدهم بهدوء و سَكينة:

_" صليت السُنّة.. لسه الفرض، تعالي نصلي جماعة! "

ابتسمت ساره و ذهبت راكضة للحمام و هي مُتحمسة و تشعر بالسعادة، ربما وجدت أحدًا يُشجعها على تأدية فرض الصلاة، رغم أن أهلها يُصلّون، و هي تصلي لكن ليست منتظمة، لكنها تحاول جاهدة أن تنتظم!

خرجت من الحمام و هي مُبللة الأطراف و شعرها مُبلل و كذلك وجهها ثم أسرعت لغرفتها و أحضرت زيّ الصلاة.. و ارتدته و خرجت للصالة لتجده يجلس على سجادة الصلاة و يُسبح، و ينتظرها..

حمحمت ليلفّ وجهه و ينظر لها بانبهار قائلاً بحب و شغف:

_" إيه الحلاوة دي؟! "

ابتسمت و توردت وجنتيها خجلاً، ثم قالت:

_" يلا هصلي السُنّة الأول.. "

أومأ برأسه..، ثم وضعت سجادة صلاة أخرى خلف سجادته، و وقفت عليها ثم بدأت تصلي..

و بعد أن انتهت، وقفا ليُصليّا الفجر..

«أحفـاد الخديوي» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن