حكاية حسن و سارة(١)

2.1K 56 0
                                    

_يالهوي!
=اهدي أ...
_أنت إيه! أنت الخاطف الماكر الثعلوب!
=ثعلوب!
_يالهوي يالهوي يالهوي!
=زعق:اهدي و اسمعي بقا!

سكت بخوف ف لقيته سكت لحظات فهمت إنه بيحاول يجمع أفكاره و كلامه لحد مابصلي تاني و قال:
_انتِ فاكرة اللي حصل؟
=لأ
_يعني كدا مش هتعرفي مين اللي عمل فيكي كدا
=أنت
_نعم!
=بالعقل كدا، أنا كل اللي فاكراه إن حد خطفني و صحيت تاني يوم مش فاكرة حاجة و كمان لقيتني في عربيتك و في طريق مافيهوش حد تقريباً يبقى مين الخاطف الثعلوب!
=اخرسي! انا لقيتك مرمية على الطريق و عملت خير و انتشلتك من الضياع الله أعلم كان هيحصلك إيه، ثم إيه ثعلوب دي!

بدأت اعيط بيهستريا و هو مش عارف يعمل إيه ولا يسكتني إزاي لحد لقيني بدأت اهدى وبقوله بعياط:
_و حيات عيالك ماتسيبني
=معنديش عيال و مش متجوز
_و حيات أمك طيب
=بت!
_عشان خاطر ربنا يغفرلك أخطائك طيب ساعدني
=بصلي باستغراب:لا حول و لا قوة إلا بالله

سكتنا شوية و انا فاهمة إنه بيفكر في المصيبة اللي هي انا طبعاً و بعدين اتكلمت أنا :
_هتسبني للثعالب و في الطريق الموحش المقفر دا طيب؟!
مردش و قعد يبصلي بسكوت فسكت أنا كمان مهو موقفي ملوش ملامح حالياً لحد مالقيته بيركب العربية و قال:
_اركبي و طول الطريق مش عايز كلام فاهمة
=اوامرك يا باشا
و طول الطريق ساكتين بالفعل كل واحد فينا بيفكر في اللي جاي او هيتصرل إزاي لحد مابدات اعيط
أنا خايفة
تايهة
صعبانة عليا نفسي أوي
_بتعيطي ليه دلوقتي؟!
=أنت طيوب مش ثعلوب صح!
_يا الله! تسمحي تسكتي!
=طب...
_قاطعني: انتِ مالكيش أهل طيب و لا بيت؟
=عيط تاني:أنا وحيدة و مسكورة الجناح
لقيته ابتسم  و قال:
_طيب يا ست مكسورة الجناح اسمك إيه؟
=سارة
_ماشي يا سارة انا حسن و دلوقتي هاخدك تعيشي معانا لحد...
=صرخت:لأ انا هعيش و اموت بشرفي! و لا عاشان انتشلتني من على قارعة الطريق هاتستغلني! انا كنت حاسة إنك هاتطلع ثعلوب! و..
_زعق:بس! إيه راديو! اسكتي شوية و اسمعي الأول وافهمي!

سكت ف اخد نفسه بعمق و قال:
_ هخليكِ تسكني في شقة من العمارة بتاعتنا و متخافيش العمارة كلها ناس كويسة و أهلي و انا كمان عايش فيها في دور مع أمي...

و بالفعل وصلنا لحد العمارة و لقيت الناس بتسلم عليه بعشم
شكله معروف
و شكله كمان غني
كنت ساكتة طول الفترة اللي فاتت دي
بفكر في الحياة اللي داخلها
خايفة
بس مش قدامي حل تاني...

طلعت معاه وقفنا قدام شقة قالي أقف و هو هيدخل شوية و بالفعل رجع و رجعت معاه ست جميلة رغم ملامح الكبر و أهم ما يمزها عيونها الزرقة اللي ورثتها لابنها...

بصتلي بشفقة فبدأت الدموع تتجمع في عيوني
نفسي صعبانة عليا أوي من اللي وصلتله
لقيتها بتاخدني في حضنها و بتطبطب عليا بحنان كنت محتاجاه أوي و فضلت اعيط شوية لحد ماهديت فقالت هي:
_متخافيش يا بنتِ أنتِ في أمان دلوقتي

هزيت راسي من غير كلام و دخلتني معاها جوة الشقة رغم أني حسيت إنه كان رافض
حقه هو ميعرفنيش يدخلني بيته ازاي!
دا كتر خيره إنه هيئويني من الشارع
بس بحرص
و حقه
قعدت جنب ماماته و قعدنا نتكلم شوية و هو ساكت بيحاول يستشف صدقي
مايعرفش إنه طوق النجاة لحياة بنت خايفة
لحد مالقيني بقوله :
_ متقلقش أنا هاحاول مطولش هنا و من بكرة هدور على شغل في أي حتة و مع أول فرصة هريحك مني و همشي

فردت امه بسرعة من غير متديله فرصة يتكلم:
=متقوليش كدا يابنتِ انتِ خلاص في وسطنا و العمارة و الحتة هنا ناسها طيبة و كله عارف بعضه و مش هياتأخره يقفوا جنبك

بصتلها بامتنان حقيقي و كنت عايزة اترمي في حضنها تاني و قُلتلها:
_شكرا
=شوفتي اديني نسيت أسألك، طبعاً جعانة
فرديت من غير تفكير :
_اوي يا طنط

ابتسم بشفقة و دخلت للمطبخ فبصتله و هو كان لسة ساكت بغموض وقُلت:
_شكرا، جميلك في رقبتي و أنا عارفة إنك مقلق مني بس والله أنا مش في نيتي أي شر

=و لو في نيتك شر مش هتقدرى و لا انا هاخاف و لا هسيبك
خوفت منه المرة دي
و كنت عايزة احلفله
ابررله
اعيط
لكن سمعنا صوت الباب بيخبط و كانت بنت واضح على وشها الغضب و بصوت عالي قالت:
_مين اللي طالعة معاك دي يا حسن!
يتبع...
#رجال_لكن_ظرفاء(حكاية حسن و سارة)
#غادة_عادل

رجال لكن ظرفاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن