حكاية هاشم و صفية(٥)

1.3K 70 0
                                    

_على فكرة أنت خدتني على سهوة
=دانا انتشلتك من العنوسة يا هبلة
_على اساس إني ولهانة بجانبك!
=طبعاً دانا وقعتك يابت
_بت في عينك!
=في عيني طبعاً ياباشا

و على الحال دا بقا حالنا
مكنتش متوقعة إنه يكون كدا
أو يظهر الشخصية دي ليا أنا بس!
و لا كنت أعرف عنه حاجات كتير كدا
زي مثلا إنه طلع مثقف بطريقة عقلي مستوعبهاش
و كمان طلع إن الجابروت اللي بيظهر لكل الناس دا، مهو إلا رد فعل للي قدامه
هو قرر ما يسكتش، قرر اللي يقوله كلمه يرداهله مليون!
طفل وحيد من بعد وفاة مامته
وحيد حتى من غير أصحاب

قرر يكون جابروت و لا يكون مسكين!

و مكنتش اعرف إني بالنسبة ليه مهمة للدرجة دي
لدرجة إني اوقات بحس انه بيعتبرني امه!
######
_أنت كويس!
كانت أول حد يسألني طول حياتي عن حالي
يومها كانت دموعي على شعره و تنزل
ماحدش بيشوف غير هاشم اللي ماحدش بيقدر عليه و لا بيحترم حد و ماسألوش نفسهم و لو مرة واحدة هو بيعمل كدا ليه!
مهو أنا ماشوفتش حلو غيرها
و رغم أخطائي الكتير و اللي انا بترجا ربنا يغفرهالي، بعتهالي و كأنها النجاة!
نعمة
و كأنه بيقولي هون على قلبك و نفسك
عارف إني محتاج وجودها
و بعتهالي عشان يصلح قلبي و حالي
و أنا من وقتها بجاهد كل حاجة و حتى نفسي

شكرا يارب...

_ها سرحان في إيه!
=مش لازم تعرفي
_ياباي على رخامتك! طب هنعمل ايه!
=في إيه!
_في حياتنا يا هاشم اكيد مش هتفضل حياتك عشوائية كدا!
=عايزة إيه يعني!
_تبطل حوار تنطيط كل شوية في شغلانة و مشاكل يبتاع المشاكل أنت، أنا عايزة اتباهى بيك و اعرف الكل إن هاشم دا احسن واحد في الدنيا و...
=إيه بتستعري مني!
_اتنهدت: يا هاشم افهمني إحنا دلوقتي داخلين على حياة تانية مش معقول هتفضل محلك سر!

قام سابني ومشي!
قليل الزوق دا!
طب هاخصمه و هسيبه كدا و لا هعبره!

_عملتي إيه اكل ايه النهاردة؟
=عايز إيه!
_جعان
=امشي يا هاشم!
_طب لو قُلتلك حقك عليا!
=اقعد على السلم لحد ما اغرفلك...

إنسانة مهزأة و قلب أهبل...
اوف!
بس ازاي بس ارده و هو زي الطفل الصغير كدا بس!
بس و لو برده هتقل عليه حبة عشان مايزعلنيش...

_ها مش هتفكي وشك دا!
=بقولك إيه أنت ليه دايما بتحسسني اني والدتك و مابتسألش غير و انت جعان و كمان انت اصلا مش طايقاك و...

و قبل ما افتح اكتر في الكلام لقيته بيقول بنظرة مختلفة و كأنه بيستنجد بيا..

_انتِ دنيا بالنسبة لي يا صفية
=اتنهدت:و بعدين بقا!
_ابتسم : على العموم انا اصلا مبطل حياتي العشوائية دي بس طبعا مش هيجي حد يجر شكلي و اسكت له
=اكيد طبعاً مش قصدي كدا أنا قصدي...
_اتنهدت: أنا فاهم و مش هخذلك
=ابتسمت:استنى بقا اجيبلك عصير الفراولة اللي بتحبه

الإنسان مكنش يعرف إنه قلبه ممكن يبقى ضعيف كدا قدام نظرة بس أو وجود حد بعينه...

تحس كدا إنه بيجي عوض على ليالي كنت فيها حاسس بالوحدة و القلق...

و هاشم ذي مابيقولي إني دنيته، هو كمان حياتي...

أنا اتعلقت بيه بطريقة مش طبيعية...
و فهمت إن كان لازم الحياة تمشي بالطريقة اللي حصلت عشان اشوفه و يبقى في حياتي...
قدري...
بطريقة ما إحنا الاتنين عكس المتوقع تعلقنا ببعض
بروح الأطفال اللي جوانا محتاج ونيس و أمان
حتى و أنا اوقات بحسه ابني بتعبيراته و تصرفاته الطفولية اللي مش بيظهرها غير ليا...
زي دلوقتي كدا...
واقف قدامي لابس بدلة مع إنه مش بيحبهم عشان رايح مقابلة شغل...
مستني رأي زي الطفل اللي رايح امتحان و مستني ابتسامة مامته اللي بتطمنه...

_على فكرة ممكن تقلع الكارفاتة عادي عشان ماتتخنقش
=عادي يعني!
_ضحكت:آه
بصلي بتردد فقُلت:
_ربنا معاك هستنا تبعتيلي رسالة و ربنا هايريضينا بإذن الله

و بالفعل ربنا رضانا و اشتغل
و رغم خنقته من فكرة الروتين
اتحمل علشاني
و ادينا اتجوزنا و ربنا رضانا اكتر و رزقنا و عمل مشروعه الخاص اللي نجح و عمل إسم لنفسه زي ماكان بيتمنى
بقى هاشم تاني كل العيلة اللي كانت بتنفر منه دلوقتي بتستسمحه عشان بقا واصل
و مع ذلك هو بيساعدهم وبيساعد اي حد محتاج
و ربنا رزقنا بذرية صالحة
و حياتنا أفضل و كأننا لا عمرنا حزنا و لا توهنا في الدنيا و لا اتقهرنا في يوم
مع بعض بنعين بعض على الخير و القرب من ربنا
و بفتخر دايماً إني بعترف بدون خجل إني مرات و حبيبة هاشم...
أحببت البلطجي أبو قلب جميل.
يتبع مع حكاية جديدة...
#رجال_لكن_ظرفاء(حكاية هاشم و صفية)
#غادة_عادل

رجال لكن ظرفاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن