حكاية يوسف و جهاد(١)

1.3K 59 3
                                    

_كان ليه دا كله يابني!
=اهو اللي حصل
_ربنا يهديك
=هو أنا شيطان كل ماتشوفوني تقولولي كدا! ولا مجنون! إيه يعني جوازة و هخلص منها!

ابويا بصلي بحزن و يأس و سابني و مشي
كنت عايزه يتكلم
يزعقلي
يضربني
بس مايبصليش كدا و يمشي
يقولي إني كداب
حيوان
و أخبث انسان على الارض
و إني استاهل الحرق
و إني مستهالشهاش...
الدموع اتجمعت في عيني، غمضت عيني و سمحت تنزل...
و سرحت فيها...
ذنبها إن وقعت في طريقي
عجبتني وقتها و لفتت نظري
و هي اللي معروف عنها الالتزام و الجدية و التدين
و أنا اللي معروف بأني الدونجوان و الماجن
فكرت الطريقة الوحيدة للوصول لواحدة زيها إني ادخل البيت من بابه...
و بكوني ذكي اجتماعيا و خصوصا مع بنات حوا
خلتها وافقت عليا...
كنت ماكر
و هي بريئة
و طلع الوش الخشب اللي بتصدره لأي حد يحاول معاها كان عشان تحمي نفسها
و أنا استغليت البراءة دي و خلتها تحبني و اتجوزتها عشان اخد غرضي منها و بعدها لما هزهق هطلقها...
بس معملتش حساب إنها جميلة اوي كدا
كنت لما اتعصب عليها و رغم عيونها اللي مليانة دموع تبتسم و تقولي بسماحة:
_حقك عليا و هسامحك و هايحصل اللي انت عايزه

كنت بصحى على صوتها الرقيق و هي مبتسمة و تقولي:
_صباحك جميل، دعيتلك معايا في الفجر يلا عشان شغلك...

و لما ارجع الاقيها مستنية بابتسامتها الجميلة و تحضني و تقول:
_حمد الله على سلامتك، الوقت وحش و هو بيمر من غيرك

كنت بعاملها ببرود و عجرفة و قساوة
ف حين هي كانت دايماً تعترفلي بحبها و تظهره بكل الطرق عكس تحفظها ايام الخطوبة

كنت بخونها
و بعُك طول اليوم من غير ماعمل لربنا و لأنها في حياتي حساب
بس باليل اسمعها و هي بتصلي و بتقرا قراءن بخشوع
كنت بحب صوتها جدا
و لما تنتبه إني صاحي تبتسم و تقولي بمرح:
_ياما نفسي تيجي و تقرأ معايا و نصحح لبعض أخطاء التجويد

و على الحال دا لشهور
كنت بقسى عليها و هي بتقدملي قصاد القساوة دي حب!
كنت بضايق منها
من كل حاجة بتعملها
و كنت بضايق من نفسي إني بفكر فيها
و أنكر
اكيد مفيش حاجة من الهبل دا
قلبي ملكي
قراري و حياتي ملكي
لسة متخلقش إني اهتم بحد و اعمل حسابه في حياتي
لحد في يوم قررت أني خلاص اخدت اللي عايزه و هطلقها، لكن القدر ليه راي تاني... قبل مقرب العمارة لقيتها نازلة و في ايدها شنطة و ماشية
وقتها افتكرت إني قبل ماتنزل كنت متعصب عليها جامد و اهنتها بزيادة
و قتها مافكرتش و نزلت من العربية
لكن اللي زود جنوني إني لقيت حد يقرب منها و يعاكسها!
جريت عليه و نزلت فيه ضرب و شتيمة، الناس بعدتني عنه بصعوبة و حد منهم بيقولي  :
_خلاص يا عم هي تقربلك اوي كدا!

و هنا ماحستش بنفسي تاني و انا بضربه في وشه و بزعق للكل:
_مراتي!

دورت عليها بعيوني بين الناس لقيتها واقفة منكمشة و بتعيط جامد، روحتلها و اخدتها في حضني وسط الشارع و بهديها:
_متخافيش انا موجود
و بعدها مسكت اديها و سحبتها ورايا لحد مادخلنا الشقة و هي مازالت جسمها بيتنفض و بتعيط، اخدتها في حضني بهدوء و ببوس راسها:
_خلاص متخافيش، اهدى انتِ معايا

مكنتش متخيل الحنية اللي ممكن تطلع مني ليها و الاهتمام دا
يس اللي صدمني و هي بتبعد عني و بتقول بعياط:
_أنت عايز مني إيه!
=مش فاهم!
_ببكا:خلاص والله تعبت، ذنبي إيه إني حبيتك!
=مالك!
_منين بتعمل معايا كدا و انت أصلا بتهني و بتوجعني كل يوم! منين عايز تطلقني و بتخوني و في نفس الوقت بتعمل كدا عشاني! طب... طب أنا غلط في إيه!
سكت عقلي مش ساعفني لأي كلام اقوله و مكنتش متوقع كدا لكن صدمتني و صدمتني اكتر لما قالت:
_لما انت خلاص اخدت اللي انت عايزه مني ليه باقي عليا! و ليه استنيت الشهور دي كلها!

سكتت و بعدها بصتلي تاني و قالت :
_كنت عارفة نيتك و رضيت

كأن حد في هذه اللحظة ضربني بالقلم و زادتها لما كملت:
_بس عشان حبيتك، علقتني بيك و مبقتش عارفة اكرهك، بس خلاص والله تعبت و مش هاستحمل...

و دي كانت آخر نقاش بينا
قاعدة في بيت أهلها
و طلبت الطلاق
الكل بيحاول يقنعها بالعكس
زي مابيحاولوا يعرفوا السبب مني...
مش قادر اتكلم مع حد
مش عارف اواجهها
و حاسس في بُعدها كأن روحي رايحة
مكنتش اعرف او حاسبها على كدا

أنا حبيتها

بس تكبري و شيطاني خلوني أكابر
نفسي بس اسمع صوتها
طب اسمعها و هي بتقرا قرآن تاني و اقولها علميني
سامحيني
أنا آسف
أنا غبي
أنا معرفتش قمتك غير متأخر
بس....
ساكت
مش عارف اتكلم...
و اديها اهي فترة عدت و انا في حالة أسوء من السيئة
حقها مني رجع
نفسيا زفت
اترفدت من الشغل
حالتي المادية زفت
و ابويا تعبان مش عارف أقف جنبه
لحد في يوم الباب خبط، فتحت و لقيتها قدامي! مفكرتش و حضنتها:
_جهاد! وحشتيني أوي
ىتبع...
#رجال_لكن_ظرفاء(حكاية يوسف و جهاد)
#غادة_عادل

رجال لكن ظرفاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن