حكاية أنس و رحمة"١"

1.4K 58 0
                                    

_ساكت ليه!
=عرفتي ازاي إني هنا!
_و أنت متجاهلني ليه!
=مش كدا، أنا بس كنت عايز هدوء
_تمام...
=ماتزعليش
_ماتزعلش أنت...

كان باين على صوته الضيق
بس بيحاول يكون كويس
ورغم إني عارفة السبب
قررت اسيب السطح كله و أنزل
بس قبل ما انزل وقفت و قُلت له:
_ما لم تحصل عليه لم يكن لك من الأول يا أنس...

نزلت و سيبته لافكاره و ضيقه
في حاجات مش بتكون لينا يد فيها
مش بإيدينا
زي الحب، القلوب دي مش آلة نتحكم فيها بمزاجنا...
مش ذنبه إنه بيحب أختي من واحنا عيال
و مش ذنبها أنها مش شايفاه غير ابن عمنا و بس
و مش ذنبه إنها اتجوزت اللي بتحبه و عايزاه
بس...
إن إحنا نختار وجع القلب، دا إحنا السبب فيه
هو مش عايز يشوف..
مهو مش بالعافية برده...
هو اختار إنه مايشوفش غيرها رغم أنه عارف إنها مش ليه...

_انتوا بتقولوا إيه!
=زي ماسمعتي، عمك طلبك لأنس
_لأ طبعاً! مستحيل!
=ليه يابنتِ هو أنس يتعايب!
_لأ! بس ماينفعش! ياماما هو أنا تقيلة أوي عليكوا!
= يابنتِ ليه بتقولي كدا!
_مهي ملهاش تفسير غير كدا!
=عشان عايزين نجوزك تقولي كدا!
_مش هاتجوز أنا!
=ليه طيب!

و المرة دي كان صوته!

اتلبخت جدا وسط عصبيتي فسمعت صوت خطواته و هو بيقرب مني و قال:
_مش عايزة ليه يا رحمة؟
=اتنهدت:أنس لو سمحت...
قاطعني و هو بيكلم ماما:
_لو سمحت يا مرات عمي تسبيني معاها شوية!

ماما مشيت فسمعت تنهيدته و بعدها قال:
_ليه يا رحمة!
=عشان أنا ماستهلش اتجوز شفقة، و لا أنت تتجوز و السلام زي تقضية واجب
_ليه بتقولي كدا!
=أنا فاهمة كويس اللي فيها يا أنس و فاهمة إن عمي و بابا اللي طلبوا منك دا، زي مافاهمة إنك ب...

سكت و مقدرتش أقولها صريحة...
إنه بيحب اختي
اختي و من هما صغيرين و اللي بقت دلوقتي متجوزة
و إن جملتي دي لو كملتها هاتحصل مشكلة
سكت و غصب عني دموعي نزلت من عيوني سمعته بيقول بعد سكوت دام للحظات:
_البنت لابن عمها
=ماتحاولش تجمل الكلام و تزين الفكرة يا أنس ماتستغبنيش! مش معنى إني عامية يبقى معدومة البصيرة!

قُلت آخر جملة بعصبية و صوت عالي وسط دموعي و عم الصمت شوية لحد ماتكلم:
_طب بعيدا عن الكلام دا كله إيه رأيك ناخد خطوة بسيطة كفرصة!
=الموضوع مرفوض تماما يابن عمي!...

بس بعد أيام و محاولات اقناع من الكل اضطريت أوافق على فترة خطوبة
كنت عارفة إنها هاتفشل
كنت حاسة بحزن و غضب
بس قررت اجاري التيار شوية لإثبات الفكرة عشان بعد كدا لما اثور ماحدش يعارضني...

و النهاردة خطوبتنا و عزمنا ناس كتير زي ماعزمت زميلي من المعهد...
كنت حاسة بتوتره لما شاف اختي
كان متردد
نبرة صوته كانت جامدة
تقريباً الغُربة علمته الجمود الزيادة دا، مش بس إنه خسر أختي...
و مع ذلك كنت هادية
مستنية المسرحية تخلص عشان أروح على اوضتي و اعيط...
لحد ماسمعت صوته و هو بيقول:
_مش تقولي من الأول إنك رافضة عشان حد تاني!
يتبع...
#رجال_لكن_ظرفاء(حكاية أنس و رحمة "١")
#غادة_عادل

رجال لكن ظرفاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن