حكاية هاشم و صفية(3)

1.2K 55 0
                                    

_انطقي!
=زعقت:أنا معملتش حاجة!
_عارف
=طب ليه الدخلة دي؟!
_عشان غضبان و هاجيب عاليها واطيها دلوقتي و كنت عايز أشوفك ...

و هنا بدأت انهار و افتح في العياط
هي ناقصة يعني!
ليه ماحدش بيسبب حد في حاله!
و ليه مش سايبني في حالي!
والله أنا تعبانة!

و على عكس المتوقع لقيته كان بيبص لي و ساكت و لحد ماخلصت عياط لقيته بيقول:

_لو هديتي شوية اغسلي وشك و تعالي يلا
=على فين!
_هتعرفي...

اخدني في وسط العيلة كلها و كان واقف سد قدام الكل بسلطته و صوته العالي بيدافع عني باستماتة و كملت لما نزلنا الشارع و نزل ضرب في الواد ده و اللي اعترف قدام الكل إن الكلام اللي اتقال كذب...
دشمل الولا
و كله واقف يتفرج
و انا واقفة خايفة من كل حاجة
أنا عايزة اهرب
عايزة امشي
أنا خايفة!

قرب مني تاني بعد ما أدى الكل اللي فيه النصيب بطريقته العنيفة و البلطجية دي
و قال و هو بيمدلي ايده بمديل:

_بتحبي الشوكولاتة؟

بصتله باستغراب ف لقيته بيقول:
_اطلعي يلا و انت فاردة نفسك و لا تتهزلك شعرة فاهمة!
=ماشي
_كمل : و أوعى تخافي فاهمة!

طلعت بمشاعر مختلفة تماما عن ما كنت نازلة رغم الخوف و رغم التعب و القلق و الحزن كنت...
لأول مرة من وقت وافاة بابا أحس بالسند!
و إني اتجاب حقي!...
و بسبب مين!
هاشم!

بعد شوية لقيته بيخبط على الباب و بيقدملي شنطة سودا فيها حاجات كتير و قال بهدوء:

_ولا يهمك
=إيه دا؟

و للغرابة حاساه مكسوف!
سكت لحظة و رد و هو بيبص بعيد عن عيني
البلطجي المخيف بيتكسف!

_دول عشانك مكنتش عارف بتحبي ايه فجبت من كل حاجة

و بالفعل بفتح الشنطة لقيت كل أنواع التسالي اللي في محل!

=دول كتير يا هاشم!

لقيته ابتسم ابتسامة للغرابة طلعت جميلة و بتديله مظهر لطيف و قال:

_أهم حاجة تكوني مبسوطة
=بس دول كتير يا هاشم و يعني الفلوس و أنت...
و هنا وشه كشر و قال:
_أنا إيه! فكراني عَويل ولا إيه!
=مش قصدي...
_اسكتي يا صفية و ادخلي عشان ماتهبش عليكِ بقا بلسانك دا!

و مشي من قدامي بغضب و أنا حسيت بالذنب
يعني هو يعمل عشاني كل دا و أنا اقوله كدا!
دانا حتى ماقولتولوش شكرا عشان كنت واثق فيا و جبتلي حقي!

و بعدين بقا!...

تاني يوم كان باين عليه إنه واخد على خاطره مني و رغم أنه كان شكله طفولي جدا و هو زعلان و مش راضي يعبرني قررت أطيب خاطره و جريت وراه على السلم:

_هاشم!
=عايزة إيه من زفت!
_ممكن ماتزعقش!
=أنا اعمل اللي أنا عايزه!

و على عكس خوفي اللي دايم منه لقتني بقول بأريحية عن ذي قبل :

_ماتخوفنيش

لقيته بصلي بصته الغريبة و سكت بالفعل و بعدها قال:
=عايزة إيه؟

مدتله ايدي بشكولاتية من اللي كان جايبهم ليا و قُلت:
_متزعلش مكنتش أقصد

اخدها مني و لقيت الابتسامة اللطيفة بتترسم على وشه ف ابتسمت أنا كمان و قُلت:
_شكرا على اللي عملته عشاني، ماتكلش برة انا هعمل حسابك في الأكل و يبقى اديلك...

و هنا قبل ما يرد لقينا مرات عمه و مرات ابوه ظهروا من حيث لا ندري و بدأوا يزعقوا و يقولوا في كلام كتير و نزل كل البيت و خلوا شكلي وحش جدا و قالوا حاجات غلط في حقي و إني في علاقة مش كويسة بيني و بينه!

و هنا هو ماسكتش و بدأ يثور فيهم و رد على كل حاجة بطريقة اوقح و اجرء و أكثر قوة بطريقة بتقلقهم منه كالعادة خصوصاً إنه شكله كأنه هيقتل قتيل...

بس اللي صدم الكل حتى أنا لما قال بعلو صوته :
_صفية تخصني و اللي هيدوسلها على طرف الله في سماه ماهيتوقع رد فعلي! و آه انا بلطجي و ممكن ارتكب جريمة عشانها!...
يتبع...
#رجال_لكن_ظرفاء(حكاية هاشم و صفية)
#غادة_عادل

رجال لكن ظرفاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن