حكاية ضياء و سجود(٣)

1.3K 61 0
                                    

_ها يابني هترجع مراتك امتى؟
=ربنا يسهل يا أمي
_بالله عليك ترجعها و تصالحها دي مفيش زيها
=طيب
_على الاقل عشان زياد اللي موجوعة عليه من عياطه و حزنه على بعدها عنه
=ماشي
_أنت بارد كدا ليه؟!
=عايزة إيه يا أمي سبيني في حالي!
_اسيبك في حالك ازاي و انا شايفاك بتضيع نفسك و حياتك و مراتك اللي عمرك ماهتلاقي زيها ابدا! انا عارفة إنها متعملش كدا من فراغ و ياما استحملتك!
=ياه! العيب فيا يعني!
_آه و كفاية بقا ربنا يهديك!
يا الله!
للدرجة دي كنت وحش!
ندمان بطريقة مكنتش افكر اني اوصلها في يوم
فوقت متأخر
مكنتش متخيلة إنها هتفرق للدرجة دي
كنت عامل زي المجنون في غيابها
تايه من غيرها
بفتكر كل اللي كان بينا و كل حاجة بتعملها
اهتمامها بأقل تفصيلة ليا
حبها
و رقتها
كونها إنها مسئولة
البيت وحش من غيرها والله
مدخلتوش من ساعة ما سبته
مش قادر
أنا غبي...
زعلان من نفسي جدا
قد إيه كنت اناني
بارد
قاسي
غير منتبه
بس والله ندمان...
أنا المثال الحي لمقولة محدش بيعرف قيمة الحاجة غير لما تروح منه، و فعلاً انا مش عارف أكمل حياتي من غيرها...
آية بكل حبي ليها موصلتش للي أنا فيه دلوقتي ببعد سجود عني
كملت حياتي رغم الحزن
لكن سجود مش عارف و مش قادر
زي العيل الصغير التايه و الله من غيرها
مكنتش منتبه إني متعلق بيها كدا

أنا حبيتها!

طب ليه بستغبى يعني!
ليه بوجعها!
و ليه رغم أني كنت عايز اعيط بين ايديها و اقولها متعمليش كدا تاني فيا و متسبنيش قُلت اغبى حاجة ممكن رجل يقولها لمراته في وقت زعل...
أنا...
أنا تايه
مش عارفة إيه الصح من الغلط
يمكن غلط
لأ دا أكيد
بس...
أنا آسف و الله ندمان...

انتبهت من شرودي على صوت زياد اللي بيعيط انتهدت بحزن، اكيد زي عادته بيعيط عشانها
زي قلبي تمام أنا كمان
ياريت اعرف اعيط زيه
أو أعبر زيه
أو اعرف زيه انا عايز إيه بالظبط...
خرجت و أخدته في حضني و جيه في بالي فكرة فلقيتني بهمس له:
_لو سكت هاخدك لماما

بصلي بلهفة بعيونه البريئة و قال:
_بجد!
=بجد، يلا نلبس و نروح لها...

من غير تخطيط و لو إهدار وقت في التفكير قررت إني ارجعها، مش هبعد و هستحمل عشان رضاها
هي تستحق
تستاهل...
الباب فتح و انصدمت لوجودنا و جري عليها زياد بعياط و هي حضنته و بتبكي هي كمان:

_زياد ببكا:أنا زعلان منك
=أسفة يا حبيبي، أنت وحشتني أوي أوي
_كنت بعيط كتير
=حقك عليا والله، أنا غبية معلش
_مش هتسبيني تاني!
=مش هقدر انت حبيبي و روحي
_انا بحبك اوي يا ماما
=و انت روح قلب ماما...

دخلنا و فضلت قاعد بتفرج عليهم و على كلامهم سوا...
و أنا بحزن كنت بفكر لو تعمل معايا زي ما بتعمل مع زياد دلوقتي
لو تسامحني
لو تفضل جنبي كدا

لحد انتبهت من شرودي تاني و هما يتحركوا يدخلوا المطبخ عشان زياد قلها إنه جعان، قومت أنا كمان وراهم و من بعيد بتفرج عليهم و هما بيضحكوا و بتحضر أكل، لحد ما انتبهت على صوتها و هي بتكلمني :
_ها تاكل معانا؟
مسكت رقبتي بتوتر و قُلت:
_لو مش هاضيقك...

من لحظة وجوده و انا متابعاه من غير مايخد باله
تعبيرات وشه و نظراته كأنه طفل صغير
و كأني في حضرة وجود طفلين مش زياد بس

معقولة يا ضياء!

كان بياكل هو زياد بشهية مفتوحة و كأنهم مأكلوش بقالهم كتير
و لاحظت إنه مش عايز يبص في عيوني!
في حين كنت ببصلهم هما الاتنين بشوق...
انتبهت على صوت زياد المتردد و هو بيقول:
_ماما عايز أقولك حاجة...
=طبعاً يا حبيبي
_بس مش تزعلي مني و لا تسيبيني تاني عشان خاطري
حبيت ايده و انا بلوم نفسي للمرة المليون إني استغبيت و سيبته
سيبت ابني لواحده
و قُلت:
_مقدرش يا روح قلب أمك و كانت غلطة مش هتتكرر
=بصراحة وقفت صلى عشان كنت بعيط عليكِ و زعلان إنك سيبتيني
ابتسمت و قُلتو انا باخده في حضني:
_كدا مش انا اللي هزعل منك، ربنا يا زياد، مش إحنا قايلين إن الصلاة اهم ركن في الإسلام و إن ربنا بيحب اللي بيعبده صح و بيصلي له!
=أيوة بس أنا كنت زعلان و بعيط
_كنت صلي و صلي كتير كمان سُنة و تفضل تدعي ربنا و تكلمه حتى و انت زعلان و بتعيط ربنا كان هايساعدك و هايخليك كويس...
سكت شوية و كأنه بيستوعب و بعدين قال:
_ماشي هعمل كدا بعد كدا...
و فضل الكلام بينا لوقت مش قليل و فضل يحكيلي على كل حاجة كانت بتحصل و انا مش جنبه و ازاي كان بيعيط حتى حكالي عن باباه و جدته و جده، لحد مانام فبصيت لضياء اللي نام هو كمان على الكرسي!
لقيته صحي فجأة و هو بيدعك عينه زي العيل الصغير و بنظرة ترجى قال:
_ممكن أنام هنا!
يتبع...
#رجال_لكن_ظرفاء(حكاية ضياء و سجود)
#غادة_عادل

رجال لكن ظرفاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن