حكاية حسن و سارة(٢)

1.2K 53 0
                                    

_مين اللي طالعة معاك دي يا حسن!
=وطي صوتك! ثم انتِ مالك!
_مالي و نص مش ابن عمي!
=بطلي هلفطة في الكلام يابت انتِ!
_يا مرات عمي!
خرجت مامته و هو مانعها من الدخول و انا قاعدة خايفة فقالت مامته:
_فاطمة! تعالي يابنتِ في إيه!
=ابنك راجع بواحدة و مش راضي كمان يدخلني ينفع كدا!
كان لسة هايزعق مامته طبطبت على كتفه و باصتله عاشان يهدى و بالفعل سكت ف خرج زفير عميق و سمحلها تدخل و اول ماشافتني بصتلي بغضب كأني عدوتها!

اتكلمت مامته بهدوء و حمكة:
_تعالي سلّمي يا فاطمة على سارة
بصتلي و سألتها:
_مين يعني سارة دي!
=عيب كدا يابنتِ دي قاربتي و ضيفتي من البلد

بصتلها بامتنان ف ابتسمت لي باطمئنان لكن فاطمة دي قالت:
_قاربتك ازاي يعني يامرات عمي! ثم دي شكلها مبهدل أوي
=و انتِ يعني تعرفي قرايبي أصلا يا فاطمة! و بعدين يا حبيبتي دي عملت حادثة و حاجتها اتسرقت منها ف اتصلت بيا من الشارع فبعتلها حسن
مكنتش عارفة اقول إيه!
الست دي جميلة أوي
و كمان مش عارفة الحكاية اللي قالتها هاتتصدق و لا لأ!
بس فاطمة سكتت رغم نظرة الشك و الغضب ناحيتي
و هو كان ساكت
شكله من الشخصيات قليلة الكلام و الغامضة
بصيت ناحيته ف لقيته كان بيبص لي بس لقيته قال لبنت عمه:
_روحي هاتي لبس دلوقتي من عندك لحد ماتشتري لبس غير اللي اتسرق منها

بصتله بغيظ و مع ذلك قامت بصلي بعد مامشيت و قال:
_دلوقتي باقي العيلة هاتعرف و حتى المنطقة، انتِ قريبة أمي و هاتعيشي هنا في شقتنا التانية فترة و ماتحاوليش ترغي كتير في أي حاجة و خصوصا مع البت الرغاية اللي كانت هنا دي
=حاضر...
بص لمامته و قال:
_أنا خارج ورايا كام مشوار للشغل خلي بالك من نفسك ها و كدا كدا البت فاطمة مش هتحلكوا و ولا هتسيبك
اتحرجت جامد منه
بس من حقه يخاف على الست الطيبة دي مني
مهو ميعرفنيش
لكنها ابتسمت و قالت:
_متقلقش عليا و خلاص سارة هتكون مننا و شكلها طيبة
فقُلت بسرعة من غير تفكير بحاول اطمنه عليها من ناحيتي:
=آه والله و مش هاضيقك حتى و الله و...
_قاطعني:ابلعي ريقك شوية
سكت بكسوف
فقالتله:
_خلاص بقا يا حسن يلا ربنا يحفظك و يهدي لك طريقك و كلنا ياحبيبي في زمة الله و حفظه

قد إيه الست دي جميلة
هو لو حضنتها و فضلت اعيط في حضنها هايحصل حاجة!...
و مرّ اليوم بغرابته
و مرت وراها أيام تانية
و شغلني في محل مش بعيد عن البيت و المنطقة كلها عرفتني و عرفت إني تبعه
و رغم جديته و غموضه لكن كل يوم يعدي عليا :
_ها مرتاحة؟
=الحمد لله
_تمام لو في أي حاجة قولي أنا موجود
=تسلم
و كأن الحوار دا بقا روتين يسأل نفس الأسئلة و أنا اجاوب نفس الإجابة

بس بقيت استناه!

و بقيت أنا و مامته أصحاب
لقيت فيها الحنان و الحب اللي محتاجهم
و هو كمان بدأ يطمنلي و خصوصاً على ولدته مني
و النهاردة لقيت إبن عمه بيوقفني على السلم!
كان هايغمي عليا من الخوف
مهو ماحدش يعرف إن الخوف دايماً ملازمني
و كأنه مرض
و مابحسش بالأمان غير في وجود حسن و مامته!
و على سيرته لقيته جيه من ورايا
وقف قدامي و قصاد إبن عمه اللي اتلبك لما شافه:
_عايز إيه!
=بتوتر:و أنا هاعوز منها إيه دي!
و قبل ماتكلم لقيته بيبصلي بغضب و زعق فيا:
_اطلعي على فوق و ملمحكيش فاهمة!

لقيت نفسي بجري من قدامهم
دخلت الشقة و أنا جاتلي حالة هيسيتريا من العياط
ابن عمك ثعلوب  يا حسن!
و الله أنا في حالي يا حسن!
مش عايز تصدق إني نيتي مش وحشة ليه!
انا مش وحشة!
أنا اللي دايما بيواجهني الوحش و يأذيني!
كله بيأذيني يا حسن!
أنا خايفة يا حسن!
دايماً خايفة!

فوقت من اللي أنا فيه على صوت تخبيط على الباب كانت مامته، اترميت في حضنها طبطبت عليا :
_و الله أنا في حالي يا طنط! دايماً في حالي و هما اللي بيأذوني!

فضلت تهدي فيا و هي كمان بتعيط على عياطي لحد مانمت و أنا راسي على رجلها و محستش بنفسي...
بعد وقت صحيت ابتسمت و قالت:
_يارب تكوني أحسن دلوقتي
=الحمد لله
_بصي بقا حسن هايطلع دلوقتي و...
=لأ مايطلعش انا زعلانة منه و كمان...

و قبل ما اكمل الباب خبط و كان هو!
_مشيه يا طنط من هنا لو سمحت
=زعقلي:بس يابت!
_شايفة! ثعلوب هو كمان من ضمن الثعالب
=بطلي لت و عجن و اسمعي
_ببكا:لو على وجودي خلاص انا همشي و ترتاح مني و...
=زعق تاني:هتمشي بس على نقالة
بصتله بصدمة فكمل:
_ماهو لو الست هانم عادلة طرحتها و شعرها مش باين و البنطلون اللي هي لابساه واسع و بدل ماتخاف تديله بالقلم كان  البقأف اللي وقفك خاف مش انتِ!
=أنا محترمة غصب عنك و أنا...
_انتِ عيلة هبلة و اقسم بالله لو لمحتك لابسة ضيق و لا شعرك باين لهرنك علقة محترمة!
يتبع...
#رجال_لكن ظرفاء(حكاية حسن و سارة)
#غادة_عادل

رجال لكن ظرفاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن