حكاية يوسف و جهاد (٢)

1.3K 57 2
                                    

_وحشتيني
=طيب، عمو حسين عامل إيه أنا جياله!
_اممم طب وانا!
=اخباره إيه و الدكتور قال قال ايه؟
_اتنهد:ماشي يا جهاد، تعالي اتفضلي...

دخلت معاه عند باباه و فضلت قاعدة معاه نضحك و نهزر كنت بحاول انسيه و هو كان بيحاول يصلح بكلام مداري بيني و بين ابنه اللي طول الوقت دا عنيه عليا و ساكت...
و أنا كنت بقوة جبارة بظهر الامبالاة...
رغم أني حسيت بحزن لوضعه دلوقتي
هيئته اللي باين عليها الإرهاق
عنيه الحمرا
و دقنه الطويلة...
مكدبتش خبر لما عرفت اللي حصله و حصل لباباه و جيت بسرعة
عشان اطمن قلبي الموجوع و لو بنظرة بس
عشان اعرف انام بليل بعد مابقى ملازمني الأرق
كنت في وسط ابتسامتي محدش عارف الدموع اللي حبساها بالعافية
أنا بحبه
متعلقة بيه
و موجوعة منه وجع مش هيتنسي بسهولة
أنا اديتله كل حاجة
حررت جهاد الطفلة
خرجت كل مشاعري
التمستله العذر مليون مرة
سامحته كتير
و سكت كتير
كان عندي أمل...

خرجنا و سيبنا باباه ينام بعد ما اخد العلاج كانت نظرة عنيه فيها ندم لأول مرة، رجاء إني افضل..
وبالفعل طلب نقعد في البلكونة و على الحظ كانت دي أول مرة تنزل فيها المطر تمهيد لدخول الشتا...
و نسمة هوا جميلة
و ريحة المطر
و شكل الناس في الشارع و هما بيمشوا بسرعة
و مج النسكافية اللي اتفاجأت بيدهولي و مكنتش متوقعة إنه عارف إني بحبه...
و هو...
دام السكوت لدقايق لحد مااتكلم:
_عاملة إيه؟
=عايشة
_لو...
قاطعته و أنا بطلع دهب جوازي من الشنطة و بديهولوا فاندهش:
_بيعه يا يوسف أنت محتاجه
=رجعيه مكانه يا جهاد
_ماتعاندش، بيعه هايسد زنقة حالياً و كدا كدا ربنا هايعدلها
بصلي شوية بسكوت و نظرة عنيه كان غريبة و كأنه بيراجع نفسه و بيلومها على اللي عمله فيا، ابتسمت و انا بشرب من المج و قُلت:
_أنا عارفة إنك عنيد، هاتعافر لحد متلاقي شغل تاني و ترجع يوسف أقوى من الأول و ربنا هيكرمك
=ابتسم: و انا عارف إني بحبك أوي...
_من قلبك؟
=قلبي معرفش الحب و محسش قبل كدا لحد غيرك
_اممم كلام حلو دايماً يا يوسف
=و انتِ احلى حاجة في الحياة
_ندمان؟
=اوي اوي والله حتى توبت لربنا و رجعتله و بتمنى يقابلني
_ابتمست:متخافش ربنا بيحب عباده و مش هايردك طالما أنت نويت من قلبك
=و انتِ؟
_أنا ايه!
=عندك نية تقبليني تاني و تقبلي ندمي و أسفي؟
_متوقع مني ايه!
=أنا بحبك يا جهاد
ابتسمت و قلبي دق بسرعة و اعترافه هز كياني و سكت لحظة و بعدين قُلت و انا ببص للسما و المطر:
_بمناسبة القاعدة الرومانسية دي، فاكر لما قُلتلك إني بحب المطر عملت لي إيه!
=ابتسم: عملتلك مطر بخرطوم الجنينة و فضلنا نلعب لحد ما وقعتي و شيلتك
_ابتسمت: يومها نسيت ألمي و كسوفي منك و قعدت ازعقلك انك لمستني و إحنا لسة مخطوبين بس و كنت تقلت العيار حبة
=و اضايقت منك و سيبتك و مشيت
_اسمها اتقمصت و فضلت اصالحك
=بصلي بحب و هو بيمسك ايدي:اللي متعرفيهوش إني كنت اصلا مستني تكلميني
_ابتسمت:على فكرة أنا بحبك اوي
=و أنا والله بحبك و اسف على غبائي
سحبت ايدي و قومت بعد م لقيت المطر خلص :
_على قدي مكنت بحبك اوى و متعلقة بيك اوي ولا العيلة الصغيرة على قد مااتقهرت منك
=سامحيني
_عيط: يمكن يحصل دا، بس دلوقتي طلقني و كفاية كدا يا يوسف و انا خلاص مش عايزة حاجة و الدهب دا ليك
=جهاد...
مشيت من قدامه بسرعة بعد ما قاطعته:
_متأخر يا يوسف أوي...

جريت و خرجت في الشارع و دموعي على خدي لحد مااستسلمت و قعدت على الرصيف...
أنا بحبه...
و كان واحشني
و كان نفسي اسمع منه بحبك اللي قالها
كان نفسي اشوفه
اسمع صوته
بس مش هاقدر خالص دلوقتي على الاقل
والله ماهقدر
قهرني جامد
كسر قلبي مليون حتة
ثقتي اتهزت فيه
و مش قادرة
يمكن اسامحه في يوم
يمكن لأ
و يمكن ارجعله فعلاً
و يمكن برده لأ...
مهو اللي اتكسر دا مش سهل يتصلح
و لا دايماً المشاعر ينفع امشي وراها
و لا نفسي تستحق دا...
يا الله ياعالم مافي الصدور...
#رجال_لكن_ظرفاء(حكاية يوسف وجهاد)
#غادة_عادل

رجال لكن ظرفاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن