حكاية يونس و مريم (٥)

1.7K 72 0
                                    

_أنت بتتكلم جد!
=أنا مش جاهل يا مريم
_مش قصدي بس...
=أنا فاهم، أنا بس اختارت إني ابني نفسي كويس و اساعد اهلي اللي شقيوا عشاني، و لما ربنا كرمني و فتحت محل و اتنين و عشرة في اكتر من مجال كان لازم بقا انتبه أني اثقف و اعلم نفسي و اطورها مهو المال و الشغل لازم عقل يكون برده متنور...

سكت و حاسيته اتضايق و أنا اضايقت جدا إنه زعل فلقيت نفسي بمسك ايده و بقول بصدق و مش عارفة بقول كدا ليه بس حسيته مهم في الموقف دا و يوضح وجهة نظري:

_أنا طول عمري كنت بدور على إنسان، شريك، و زوج يكون السكن و الأمان و مناسب ليا، مكنتش بتكبر أنا أصلا اقل من اني اتكبر على حد. و فخورة بيك جدا...

بصلي بنظرة جميلة جدا تجمع بين مشاعر كتير و أنا للغرابة حبتها و فهمتها!
دام الصمت مابينا لوقت قررنا مانهتمش بيه
كأن الوقت وقف
كل واحد فينا في تفكيره و عنيه على التاني
و أنا...
أنا شكلي بغرق فيه، و بمحض ارادتي!
تقريبا كدا بنتبه اني لقيت المناسب
مناسب مش حتة علام و جاه و فلوس زي ماكله كان بيقول عليا
مناسب في عقله
في أفعاله
في رجولته و شخصيته
مناسب يناسبني أنا
و جيه كملها بأنه طلع بالقعلية الفازة دي و بيطور نفسه و يثقفها
ومش ديكتاتور
تماماً زي ماكنت محتاجة
كنت بدور على السكن و الأمان
و بطريقة ما...
لقيتهم فيه و معاه!
خرجت من شرودي على صوت تخبطيط على الباب و كانت مامته اللي أول مادخلت قالت:
_إيه الست هانم مش هتنزل من برجها العالي و لا إيه!
=حضرتك محتاجاني في حاجة!
_قومي يابت فزي شوفي وراكِ إيه احنا مش جايبنك تتعلفي و تتغندري!
و هنا صوته طلع بحزم:
_كفاية يا أمي!
=أنت بتزعقلي عشانها!
_انتِ ناسية إنها مراتي و بتقلي منها يعني بتقلي مني بالظبط
=والله و جيه اليوم اللي بتقف فيه قصادي يا يونس!

كان لسة هايرد راحت ماشية بسرعة و هي بتشتم فيا!

كان واقف هو بياخد نفس عميق و وشه باين عليه الزعل قومت بضيق عشانه جوايا و حسيت بندم إنه ممكن يكون بسببي فقُلت:
_أنا آسفة انا...
=و انتِ مالك!
_انا والله معنديش مانع اعمل كل طلابتها خالص عادي بس...
و هنا دموعي نزلت و أنا بقول:
_بس هي مش قابلاني خالص يا يونس مش عارفة ليه و مراتك بتتعاون معاها و...

سكت تاني و بعدها كملت و انا ببصله:
_أنا مش عايزة تكون زعلان معاها بحس بالذنب بس و...

لقيته ابتسم و هو بيمسح دموعي و قال:
_انتِ جميلة أوي يا مريم و يا بختي بيكِ

سكت بكسوف
ازاي يقول كدا دلوقتي يعني!
هو دا وقته!
و قلبي دا ربنا يهديه و يبطل دق كأني بجري كدا
يوه بقا عليك يا يونس!
لقيته بيكمل و لسة بنفس الابتسامة و بنفس نظرة عيونه الحلوين قال:
_ كل دا لسة ماعرفتيش أمي مش قابلاكي ليه!
يتبع...
#رجال_لكن_ظرفاء_(حكاية يونس و مريم)
#غادة_عادل

رجال لكن ظرفاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن