الفصل الخامس والخمسين من رواية رُفات الهوىٰ.
"شاء القدر أن نفترق، وكأن الطريق بيننا كان مكتوبًا له أن يتفرع.
لم تكن رغبتنا ولا اختيارنا، بل كانت حكاية رسمها الزمن، ليتركنا نسير كلٌ في اتجاه، نحمل في قلوبنا ذكرى لن يمحوها البعد."#رُفات_الهوىٰ.
#شيماء_أسامة"شام"________________________________
تحركَ من أمامها يستقل السيارة حتى أغلق الباب بعنف، تأففت بضيق من عصبيته بسببها، استندت على السيارة بضيق ثم رفعت رأسها لأعلى تنفخ بضيق، شبكت ذراعيها أمام صدرها مُنزعِجة من أول اصطدام سينشأ بينهما بعدما قررت قطع علاقتهما للأبد، لكنه لم يكن بإرادتها الاختيار وحيدة، هناك طرف لم يتصالح مع فكرة حمقاء كهذه.
نقل "زياد" بصره بينهما ليستقر نظره صوبها ليردف بتهكم صريح.
_مستنية أدِلة تاني عشان تعرفي إن تفكيركِ غلط؟ ولا نحطك قدام أمر واقع ونخلص؟
_هتوصلني البيت ولا أخد تاكسي؟
امتعضت ملامحه بضيق واضح ليشير لها بيده نحو المقعد الخلفي، استقلت السيارة بهدوء وتقابلت عينيها بعينيه التي تُناظِرها من المرآة، ابتعدت بنظرها عنه تنظر من النافذة بشرود بحديث "زياد"؟
حاليًا تود شكره وفي ذات الوقت لا تريد ظنه أنَّها فرصة جديدة، توقفت السيارة أمام منزلها لتترجل بصمت دون توجيه حرف لأيًا منهما.
صرَّف بصره نحوها حتى اختفت عن مَلقَى عينيه ليستكمل "زياد" قيادته دون النطق ببنت شفة.
أما الآخر مازال يلتزم الهدوء فقط لعدة ساعات ثم يتم تنفيذ مُخطَطه.________________________________
صعدت لمنزلها لتجلب حقائبها استعدادًا للذهاب لـ"طرابزون".
بعد بضع دقائق كان السائق ينتظرها أمام المنزل لتتجه فورًا للمطار وأتمت الإجراءات وأخيرًا قاربت الطائرة على الإقلاع، جلس بجانبها شخصٌ ما لكن ما لفت انتباهها رائحة عطره المميزة، إلتفتت تنظر نحوه لترى "سليم" يجلس بهدوء وينظر أمامه مُمثِلًا عدم الانتباه لها، أثار فضولها توجهه لنفس وجهتها لكنها حاولت التجاهل مثله، لم يدم طويلًا هذا الحال بينهما بسبب عدم قدرته على الصمت كل هذا الوقت، فقط نطق اسمها بنبرة هادئة لتستجيب له وتنظر نحوه فورًا تنتظر حديثه.
_"شام"، إيه سبب رفضكِ ليا، وأوعي تقوليلي الشغل والموضوع القديم عشان متأكِد إنك بتكذبي.
جلى الارتباك على ملامحها، لم تجد مَهرَب من ذلك السؤال الذي باتت تُسئله يوميًا من ذاتها، خفضت بصرها لأسفل وتحاول تجاهل نظراته المُتلهِفة بإجابة تجعله يهدأ ولا يسأل نفسه إن كان الخطأ منه أم لا؟
فركت بيدها بتوتر ثم نظرت صوب النافذة لتجيبه بتهرب.
_الموضوع خلص يا "سليم"، ماتفتحش جرح نفسي الزمن يداويه.
![](https://img.wattpad.com/cover/338881924-288-k138420.jpg)
أنت تقرأ
رُفات الهوىٰ
Aksiوما رُفات هوايا سوى بعض خيوط رقيقة تنفرج عندما تستمع بكلمات حنونة ومشاعر حقيقية تجعلنى أشعر وكأني مُحلِقة فى السماء. هذه الكلمات كانت فى مذكرتي عندما كنت أستعيد بعض المواقف التى حدثت بيننا كنت دائما تنظر لي بإشتياق وحب ولكن هيهات كل هذا أصبح سراب، إ...