2_عَيّنَاهَا بُنٌ يَمَنيٌ

2.1K 126 14
                                        

‏كُن من الذاكِرين :
‏- سُبحانَ الله .
‏- الحَمدُلله .
‏- لا إله إلا الله .
‏- الله أكبر .
‏- سُبحانَ الله وبحمده .
‏- سُبحانَ الله العظيم .
‏- أستغفِرُ الله وأتوبُ إليه .

"هُو خَير مَن وطَئ الثَّرىٰ ..
‏طُوبىٰ لمن صَلىٰ عَليه وأكثَرا" ﷺ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في عالمٍ مزدحم بالوجوه والطرقات والمواصلات التي لا ترحم، تبدأ الحكاية…
حكاية فتاة تحاول أن تثبت ذاتها في أول خطوة لها نحو المستقبل، بينما القدر يضع أمامها أشخاصًا لم تتخيل يومًا أن تجمعها بهم الأيام.
ما بين ضجيج الحافلة وصوت السائق الغاضب، ونظرات الاستغراب في قاعة الدراسة، تبدأ خيوط قصة تتشابك بخيوط أخرى أكثر غرابة…
قصة تحمل في طياتها الكثير من التناقض: الهدوء والعنفوان، اللطف والغوغائية، والقلوب التي تُقاوم لتبقى على قيد الأمل.
تسير بسرعة وكأن هناك شبحًا يلاحقها، ولكن الحقيقة أصعب من الشبح، فهي ستتأخر عن عملها وفي أول يوم لها!!!

تنفست بعمق حين رأت قدوم إحدى الحافلات، لتذهب لها مسرعة. ولسوء حظها لم تجد مكانًا فارغًا غير جوار أحد الشباب، ويبدو عليه وكأنه طالب بالثانوية العامة. ولم تدرك ذلك من بديهتها أو ما شابه، ولكن من رؤيتها لكتاب الكيمياء الخاص بالصف الثالث الثانوي يقبع بين يديه. جلست بجواره تحاول قدر الإمكان بقاء الفاصل بينهما، ثم تحدثت بنذق وهي تنظر برعب أمامها:
"لو سمحت يا أستاذ ممكن تسوق بسرعة أكتر من كدا عشان متأخرة."

ليتحدث السائق بسوقية:
"جرى إيه يا أُبلة! يعني أطير ولا أطير؟! دا إيه المصايب دي يا رب."

وبعد ما قارب الخمسة عشر دقيقة، تحدثت بسرعة هي والشاب الذي بجوارها:
"على جنب يا سطى."

ليتحدث الشاب بصوت أعلى مرة أخرى:
"جمبك يا سطى."

وكأنهما لم يتحدثا، إذ يقود السائق سيارته ولم يُبطئ سرعتها حتى. ليتحدث جميع من بالعربة:
"جمبك يا سطى، الناس عايزة تنزل!"

ليجيبهم السائق بغضب:
"ما تقولوا من بدري! مش قلنا مية مرة في مخالفة هنا؟! يلا اللي عايز ينزل بسرعة."

فنزلت هي سريعًا من السيارة، والشاب أيضًا كاد يُخرج قدمه من السيارة، لكنه فوجئ بالسائق يقود بسرعة مرعبة، ليقفز منها بغضب وهو يسبه ويقذفه ببعض الشتائم النائية، ثم يذهب سريعًا حيث حصته المتأخرة.

وليدلف الاثنان قاعة المعلم "عُمر".

"أنا آسفة يا مستر على التأخير، والله دا بسبب المواصلات."

"أنا آسف يا مستر، بجد والله المواصلات كانت صعبة."

ليتحدث وهو ينظر إليهما بهدوء رغم غضبه من الطالب، حيث إنه لا يسمح بدخول الطلاب من بعدها:
"تمام، ما تتكررش تاني."

الغَوغَائى والمُثَقفة! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن