18_جُن كصديقه

360 29 20
                                    

يعيش الإنسان وهو كاتم بقلبه ثلاثة أرباع خيباته وحزنه ويأسه وبؤسه ومأساته ؛ وينفجر إذا وقعت قهوته من يده .

‏ - أحمد توفيق .

ضاق صدره لا يصدق ما تراه عيناه ظهرت نظرات ساخرة بعينية ولكن بداخلها نظرات متحسرة على ما اضاعه من عمره فى حبها
هل هى على علاقة معه منذ وقت طويل وهو كالعاشق الولهان كان يجرى خلفها أينما حلت

ضحك بصوت مرير ولكن إرتفعت صوت ضحكاته فى البيت مما أدى إلى سماع سكان البيت لذا دلفت والدته وكذلك أخته تستغربان حالته تلك ساهمت والدته فى معرفة ما حل به لذا تحدثت بعدم فهم لما يحدث
"أنتَ بتضحك كدا ليه ضحكنا معاك"

لا يعلم لما فعل ذلك ولكنه قربالهاتف من وجهيهما يُريهم فعلتها الشنيعة، لذا شهقت أمه بصدمة مما تراه أمام ناظريها بينما زهرة إستنكرت ما يحدث
"لا طبعًا مستحيل فرحة تعمل كدا أنا واثقة فيها، وبعدين سعد ويعيد مخلين بالهم منها"

ضحك بسخرية ثم جلس أعلى المقعد يضع يديه أعلى رأسه
"أنا شوفت صور ليهم بس مكنتش قريبة منه بالطريقة دى، كنت هأدبها وهو هوريه العذاب الوان، لا مكتفوش بكدا دول متصورين من فترة قريبة وكان قريب منها بالطريقة بنت ال**** بس ودينى ما هعدى الموضوع دا وهتشوف منى وش عمرها ما شافته"

حاولت والدتها تهدأته وتحدثت بلين ونبرة هادئة رغم صدمتها من ابنة اخيها الراحل
"الأمور ما بتتاخدش كدا يا ابنى اتملم معاها بالعقل واوعا حد من البيت يعرف دا يقتلوها فيها " 

صرخ بعنف بعدما حاول كتم غضبه ولم يستطع ثم دفع الطاولة  بعنف يليها كسر كل ما هو أمامه وكان كالأسد الجريح يزأر بشدة، دقائق وكانت الغرفة مدمرة كلياًّ ذعرت والدته وكذلك أخته بينما هو جلس على الأرض يلهث بعنف ثم صاح بصوت مكسور ونبرة مجروحة لم يسمعها أحد منه من قبل، كان كالبركان الذى ينتظر أن ينفجر وكان هذا الموقف وهو القشة التى كسرت ظهر البعير
"أنا حبيتها، والله حبيتها كنت مستنى اليوم اللى هنبقا فيه سوا، كانت دايما معايا فى كل حتة ولما كبرت؛ كبرت على إيدى كُنت ببقا فخور بيها زى ما تكون بنتى، أنا كنت بستناها قدام المدرسة فى كل امتحاناتها عشان عارف إن ضغطها بيعلىٰ كنت دايما ماشى فى جيبى علاجها عشان لو تعبت فى مرة أنا اللى كنت معاها فى كل حاحة مرت بيها، جه هو خدها كدا بسهولة وهى باعت نفسها وبينتلى قد إيه هى رخ.. "

لم يكمل حديثه فلسانه لم يسعفه على قولها بكىٰ وارتفع صوت نحيبه بينما أمه وأخته ينظران له بصدمة من كم المشاعر التى يحملها ناحية الأخرى بدأت دموعهن تهبط بألم على ما يعيشه ضمته أخته بحزن تنتحب على حال أخيها ألتلك الدرجة أحبها؟!
شعرت فى هذه اللحظات بالكره تجاه الأخرى والتى تركته يحترق وهى تجرى خلف ذلك الوغد وأمه جلست على المقعد تنظر لهم بألم كيف لوحيدها بأن يحمل كل ذلك الألم لوحده

الغَوغَائى والمُثَقفة! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن