30

169 18 8
                                    

لَا تَنسَ ذِكرَ الهَاشميِّ الأكْرَمِ"ﷺ."

"وجدي عَليهم كفقدِ الإلفِ مَوطنهُ
كأنَّهم من بقاعِ الأرضِ أندلسُ".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إستيقظ صباحًا يستعد لهذا اليوم الحافل بالمفاجأت وجد الفراش خالى لذا علم بإستيقاظها مبكرًا عنه اليوم هو موعد عودتها للقاهرة وأيضًا موعد عودة عمه وزوج عمته زفر أنفاسه قبل أن يستعد ليفعل روتينه اليومي ثم "ادىٰ فرضه" قبل أن يهبط لأسفل.

وجد الجميع يتحرك والحزن يعتلى وجوههم، شعور اليأس والإنكسار ملأ نفوسهم حتى سعد الذى رفض البارحة ذهابه للجامعة فى ظل تلك الظروف ولكن أقنعه ظافر بصعوبة ووعده بوعدة عمه وزوج عمته قريبًا القىٰ عليهم تحية الصباح ثم جلس جوار عمه وهشام

وجد فرحة ولأول مرة تهبط للأسفل بعيون مكسور رأى فيهما الحزن والكسرة والخجل حتى أنها لم تقوى على رفع رأسها ثم نظر لزوجته والتى رأى فى عيوتها نظرات غريبة لفرحة لم يعهدها، رأى عيونها التى تضمها كل ثوانى يعنف وشفتيها التى تهمس بالإستغفار لذا حاول قطع سهام نظراتها بحديثه.
"آسينات، روحى جهزى شنطتك"

هزت الأخرى رأسها بطاعة ثم تحركت للأعلى بعد أن ألقت نظرة غريبة على عم زوجها، شعر بالغموض الذى بات يطوف حول زوجته لذا زفر بعمق محاولًا التركيز على ما هو مقبل عليه وأن يضع مشاكل زوجته جانبًا.

قطع شروده حديث عمه بنبرة قوية
"بما إننا كلنا موجودين كدا، فأنا جمعتكم عشان موضوع مهم"

إنتبه له الجميع وبدىٰ الإهتمام والفضول ظاهر على وجوههم لذا تشدق بنفس نبرته القوية
"أنا قررت إن ظافر هيتحوز فرحة"

الصمت عمَّ المكان إلا من صوت إنكسار الأكواب التى بين يدى والدة فرحة وشهقة عالية خرجت من فم زهرة.

حتى أن فرحة ترنحت فى وقفتها لولا أن ساعدها سعيد وملامح الإستنكار تعلو وجوه الجميع لذا تشدق ظافر بسخرية
"ظافر مين يا عمى"

تحدث عمه بنفس القوة والثبات يحتل ملامحه وكأنه لم يكن قد ألقى قنبلة لتوه
"هو فى عندنا كام ظافر"

زادت سخرية الأخر ثم ضحك بسخرية وكأن احدهم القى عليه دعابة
"حضرتك فاهم موضوع الجواز دا غلط، وكمان مش واخد بالك إنى متجوز لا وكمان متحوز جديد، مش واخد بالك إن فى إتنين لازم يتاخد رأيهم طيب سيبك منى أنا، فرحة.. فرحة اللى هى صاحبة الشأن وتتجوز مؤن ومتتجوزش مين ملهاش رأى"

أشاح عمه بوجهه للناحية الأخرى ثم تحدث بقسوة غريبة عليه لطالما كان قاسى مع الجميع إلا عائلته كان هين لين حنون ولكن ماذا عساه أن يفعل
"وأنا اللى قولته هيتنفذ سامعيــــــن"

نطق أخر كلماته بصوت مرتفع قاصدًا الجميع لا أحد يقوى على الحديث من بعد حديثه ألجمتهم
الصدمة وكأنهم أضحوا فى كابوس

الغَوغَائى والمُثَقفة! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن