27_خُط أول سطر فى نهاية قصتهما

156 13 4
                                    

إنَّ الصَّلاةَ على النَّبيِّ لَبَلْسَمٌ
يشفي الفُؤادَ ويُذْهِبُ الأوْجاعَ ﷺ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ولَكَم خُذلنا في الذين نحبهم
وتعاورتنا في الطريقِ جراحُ!"

تجلس بملامح باهتة وأعين خاوية من المشاعر تسمع اصواتهم فى الأسفل

غضب عمها وصراخه بالجميع بأن يأتوا بذلك الفؤاد!
عصبية سعيد المفرطة والتى أدت لتحطيم كل ما فى المنزل!
نحيب والدتها وصوت شهقاتها المرتفع
ونبيلة التى لم تكف عن البكاء والدعاء على من سولت له نفسه أن يفعل تلك الفعلة
وآسينات تلك الرقيقة التى إنذوت فى إحدى الأماكان لا تصدق ما تعرضت له تلك الفتاة شهقاتها ترتفع بدون إرادتها لا تستطيع تخيل ما عانته تلك الفتاة

هشام ذلك الشامخ القوى ذلك الذى كان كالضلع الثابت ها هو قد إنعزل عنهم وتحرك حيث أحد الاماكن المتطرفة والتى تطل على النيل
خانته دموعه تلك المرة وكانت مرته الثانية التى يبكى فيها وفى المرتين كانت بسببها ولكن هذه المرة يبكى على ما عانته فتاته

يلوم نفسه لعدم إخبار خاله بفعلتها لو كان اخبره لكان خاله أوقفها عند حدها ولكنه يعلم ردت فعل خاله فى مثل تلك المواقف بالطبع لن يبخل عن تلقينها درسًا لن تنساه حاول مدارات دموعه ثم همس هذه المرة بنبرة صادقة
"هجبلك حقك يا فرحة بس بعدها مش هتشوفى وشى تانى، مش هقبلك أدخل حياتك وأنا عارف إنك لو وافقتى هيكون بدافع إنى أكون بديل لفؤاد أنا أسف بس مش أنا وعدت نفسى قبل كدا إنها هتكون أخر محاولة وهى فعلًا أخر محاولة، يا ريت ينفع نكون لبعض يا ريت بس المرة دى هختار نفسى"

بينما عندها تحدثت لنفسها
"كله بسببى، لو كنت سمعت كلام هشام ونعمة مكنش حصل دا لو كنت قربت من ربنا وبعدت عن العلاقة دى مكنش دا هيبقى حالى ولا حال أهلى ذنبها إيه أمى تعيش فى الوجع دا طيب وعمى وسعد وسعيد و.. بابا.. بابا اللى سابنى أمانة لأخوه، وأنا بإيدى روحت دمرت كل دا يا رب منك لله يا فؤاد منك لله"

بينما عند ذلك الفؤاد والذى إستطاع بصعوبة أن يهرب من الشرطة وقد ساعده عمه "مطاوع" حتى يهرب وها هو فى أحد العربات الناقلة متوجه ناحية أحد المحافظات والتى لن يتوقع أحدهم ذهابه إليها "أسوان"

تحدث وهو ينظر للسماء بألم
"ياريتك قدامى دلوقتى وتعرفى إنى مقدرتش أعمل كدا مقدرتش أكسرك، والله حبيتك بس غصب عنى الإنتقام عمىٰ عينيا ياريت تفهمى دا حقك على"

حقًا، يا له من عذر أقبح من ذنب
لعب بمشاعرها فكانت كما الفراشة
ثم ألقىٰ بها من سابع سماء وكأنها خرقة بالية
ثم يظن وكأن بحديثه هذا ستسامحه، هو بالطبع لا يعلم ما الذى مقبل هو عليه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى أحد المراكز فى محافظة سوهاج
كان هو يحتضن أخته والتى تبكى بعنف تحاول تخيل ما الذى عاشته رفيقتها يا الله
بينما أخيها يحاول تهدئتها ثم قبل جبينها وتحدث بنبرة مطمئنة
"متعيطيش، خليكِ قوية عشانها، أنا استأذنت أبوكِ وقولتله إن صحبتك تعبانة ولازم تروحى يلا البسى وهوصلك"

الغَوغَائى والمُثَقفة! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن