29_الأمور بدأت تخرج من بين يدى الجميع

270 26 12
                                    

"لَا تَنسَ ذِكرَ الهَاشميِّ الأكْرَمِ"ﷺ."

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جلسن الفتیات بجوار فرحة حتى أن نعمة زارتها مرة أخرى كى تهون عليها محنتها.

تحدثت زهرة وهى تضع أمام كل واحدة منهن كراسة وقلم ثم هتفت بحماس:
«بصوا هنلعب جماد نبات حيوان وكدا عارفينها صح، يلا بقا وأخدة أجازة من الشغل فيلا بقا منضيعش الفرصة»

تحمسن الفتيات وحاولن نقل حماسهن لفرحة والتى تبدو هادئة على غير عادتها القديمة.

ضغطت نعمة على كف يدها برفق ثم تشدقت بحنان:
« كل دا هيعدى متفكريش كتير بعدين دى آسي مدلعاكِ وعملالك عصير مانجا أهو وأنا مرات أخويا زِورت وكنت هموت وأنا باكل راحت يكل كرم أخلاق قالتلى مش لو كُنتِ جبتى الميا من قبل ما نقعد على الأكل مكنش زمانك بتحبيها وأنتِ بتموتي» 

ضحكن الفتيات على حديثها بينما فرحة إبتسمت إبتسامة خفيفة تُخفى خلفها الكثير والكثير من الأوجاع.

بدأن اللعب وإنتقل الحماس تلقائيًا للجميع وبدأت اصواتهن ترتفع وتخرج خارج إطار الغرفة وبدأن بلعب بعض الألعاب الاخرى.

وكان الفوز فى عديد من المرات من نصيب "نعمة"

هتافاتهن إرتفعن وقد قدمن على أثرها النساء وحاولن نسيان ألمهن بتلك الجمعة الظريفة وبالطبع لم تنسىٰ زهرة أو آسينات جلب المقبلات وبعض العصائر للترطيب عليهن فى ذلك الحر.

ربما هى لن تتناسىٰ الموقف ولكن بوجود عائلة ورفقة كتلك ستتناسىٰ ذلك الألم الذى ينخر ثنايا قلبها.

إبتهجت ملامحها عندما شعرت بيد والدتها تربت على يدها وصوتها الحنون يهمس بالقرب منها بكلمات لم تصل لسواها.
"إنسى كل اللى حصل وكل حاجة هتعدى متقلقيش وبكرة ربنا هيجبر بخاطرك وهيفرح قلبك"

كانت تقصد بحديثها عودة والدها، هى للأن لا تعلم بذلك الموضوع نظرًا لأن الجميع لا يود أن يُثقل عليها همومها.

زينات تلك الزوجة المخلصة والتى احبت زوجها وعاشت فى كنفه لم تُثقل عليه أو تحمله الهمّ عند موته بذلك الڤيروس المعدى وهو خارج بلاده حتى أنه دُفن هناك ولم يتثنىٰ لهم رؤيته للكرة الأخير نظرًا للحظر الذى كانت تطلقه البلاد حينها ومنع السفر خارج حدود دولتها تدهورت حالتها وبعد مرور الوقت تأقلمت وتعايشت مع وضعها الجديد.

وها هم يخبروها أن زوجها حي يرزق ولكنه يُعانى مع أولئك الخاطفون لا تعلم ما غايتهم ولكنها تعلم أن زوجها سيعود كما طمئنها خليل وظافر وهشام.

بينما "عبير" ام هشام تبتسم لهم بين الفينة والأخرى ولكن الألم يقبع داخل صدرها، تنظر لإبنتها بشرود تخشىٰ أن تعلم بأن والدها على قيد الحية ولكنه يعانى.

الغَوغَائى والمُثَقفة! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن