37_زهرته البنفسجية

605 36 23
                                        

توكّلتُ في رِزْقي على اللهِ خَالقي
‏وأيقنتُ أنَّ اللهَ لا شكّ رازقي
‏وما يكُ من رزقي فليسَ يفوتني
‏ولو كان في قاعِ البحارِ العَوامِقِ
‏سيأتي بهِ اللهُ العظيمُ بفضلهِ
‏ولو لم يكن مني اللسانُ بناطقِ
‏ففي أي شيءٍ تذهبُ النفسُ حسرةً
‏وقد قسم الرَّحمنُ رِزقَ الخَلاَئِقِ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"هُو خَير مَن وطَئ الثَّرىٰ ..
‏طُوبىٰ لمن صَلىٰ عَليه وأكثَرا" ﷺ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتَوَدُّ لو تَبكي وما مِن أدمُعٍ
وتظَلُّ مختنِقًا وما مِن خانِقِ!

هناك غصة بحلقها بدون سبب لا تعلم لما تشعر وكأن هناك أسلاك تلتف حول عنقها.

سحبت كوب المياه الموضوع بجوارها ثم إرتشفت رشفات صغيرة ثم أعادته مكانه وبدأت تطوي الملابس وهي تدندن إحدى الأغنيات المحببة لقلبها وقد خرجت من حالتها تلك على صوت ظافر المنادي والذي للحق لم تسمع صوت الباب عندما دلف.

"أنتَ جيت إمتى"

جعد جبينه بإستغراب ثم جلس بجوارها:
"جيت من خمس دقايق كدا، بس أنتِ مالك؟!!
طمنيني عنك"

همست بإختناق وهي تتحرك تضع الملابس في أماكنها:
"مش عارفة يا ظافر والله مش عارفة حاسة إني مخنوقة وكأن حد لافف حبل حوالين رقبتي"

ساعدها في وضع الملابس ثم سحبها برفق وإحتضنها بدون حديث ثم حرك يده أعلى شعرها وهو يتمتم ببعض الآيات القرأنية ثم همس:
"بسم الله على قلبك حتى يهدأ، بسم الله عليكِ، سلامتك من الخنقة يا روح ظافر"

ثواني وإنفجرت في البكاء بدون مبرر وهي تهتف بوجع:
"أنا عارفة إني نكدية حقك عليا يا ظافر، أنا مش عارفة أسعدك بأي طريقة، والله حقك عليا أنا مش عارفة بقيت كدا إزاي"

إستغرب رد فعلها لذ قام بتمرير يده على ظهرها وهو يهدهدها كما الأطفال  :
"مين قال إنك نكدية؟!! دا أنتِ ست حلويات والله طيب هو في حد بالرقة دي والجمال دا يخلاثو على الخدود دي دا أنا يا بختي معايا أجمل ست في الدنيا"

همست بوجع بدون إرادتها:
"نص ست يا ظافر"

قهقه يتلاشى المعنى المقصود رغم وجعهُ عليها:
"مين قال كدا يعني عشان طولك قد الكانز يعني؟!! طيب دا أنا حبيت القصيرين بسببك"

نظر له بعتاب وهي تدفن رأسها داخل صدره العريض:
"أنتِ عارف إن دا مش قصدي يا ظافر"

هز رأسه برفق ثم مسح خصلاتها وهمس برفق ولين:
"طيب إجهزي كدا عشان رايحين مكان"

إبتعدت عنه وهي تجعد جبينها بعدم فهم:
"رايحين فين طيب؟!"

تمتم وهو يعيد خصلاتها خلف أذنها:
"خليها مفاجأة يلا بقا يا ست بسكوتة"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحركت معه بخطوات هادئة وأصابعه تتغلغ بين فراغات أصابعها وها هما قد وصلا لبداية شارعهما لذا هتف بهدوء:
"غمضي عيونك الحلوين دول"

الغَوغَائى والمُثَقفة! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن